من قلب الأزمات تولد البطولات، هذا ما أثبته أحفاد الفراعنة فى كأس الأمم الأفريقية، بعدما صنعوا بطولتهم الخاصة مع المنتخب وأثبتوا جدارتهم بتمثيل مصر فى المحافل الدولية، على الرغم من الظروف الصعبة والمسؤولية الكبيرة التى وضعت على عاتقهم خلال البطولة المقامة حالياً بالكاميرون، بحثاً عن إضافة النجمة الثامنة على قميص المنتخب الوطني.
مباريات كبيرة قدمها جميع اللاعبين مع المنتخب الوطني، وبشكل خاص 5 نجوم تألقوا في مراكزهم بعدما تحدوا كل الصعاب وخالفوا التوقعات التى راهنت على فشلهم، وعوض بعضهم غياب زملائهم للإصابة بل وثبتوا أقدامهم فى التشكيل الأساسي حتى إن مشاركتهم مع المنتخب باتت مطلباً جماهيرياً لما التمسته الجماهير المصرية من رجولتهم على أرض الملعب، كانت سبباً رئيسياً فى تأهل الفراعنة إلى الدور نصف النهائي ببطولة أمم أفريقيا، ليضربوا موعداً مع المنتخب الكاميروني صاحب الأرض والجمهور.
محمد أبو جبل وصبحي يقدمان أوراق اعتمادهما
طوال الفترة الماضية وضعت الجماهير المصرية ثقتها فى محمد الشناوي حارس مرمى الأهلي ومنتخب مصر، دون أن تنظر إلى بديله، وراهنت عليه فى تخطى المباريات الكبيرة، إلا أن الرياح جاءت بما لا تشتهي السفن، بعد إصابة الشناوى فى مباراة كوت ديفوار في الدور ثمن النهائي ليخرج قبل استكمال المباراة وينزل محمد أبو جبل ليكتب شهادة ميلاد لنفسه مع المنتخب، ويتألق حارس مرمى الزمالك في الدفاع عن عرين الفراعنة ويتصدى لركلة جزاء ليكون سبباً رئيسياً في التأهل للدور ربع النهائي.
ومن جديد عصفت الرياح بسفن الفراعنة فى الكان وضربت حراسة المرمى مجدداً، ليخرج أبو جبل مصاباً من مباراة مصر والمغرب التي انتهى وقتها الأصلي بالتعادل ليمتد اللقاء إلى أشواط إضافية شهدت خروج أبو جبل ونزول محمد صبحى الذى دخل التاريخ الدولي من أوسع أبوابه ليحافظ على شباكه دون استقبال أهداف قبل أن يحرز الفراعنة هدف الفوز ويخرجون باللقاء إلى بر الأمان.
عمر كمال يعوض غياب أكرم
فى الجبهة اليمنى كان الوضع أقسى فى ظل إصابة أكرم توفيق لاعب الأهلي والمنتخب بقطع فى الرباط الصليبي بعد مشاركته لدقائق فقط في المباراة الأولى أمام نيجيريا لينتهي مشواره في البطولة قبل أن يبدأ، ورغم أن عمر كمال عبد الواحد لا يلعب فى مركز الظهير الأيمن إلا أنه نجح فى تعويض غياب أكرم وقدم أداءً مميزاً نال استحسان وإشادة الجماهير دفاعياً وهجومياً وكأنه ولد ليلعب فى هذا المركز.
محمد عبد المنعم صخرة دفاعية
بأداء ثابت ورغم نقص الخبرات وحداثة السن، أثبت محمد عبد المنعم أنه مدافع كبير ولد ليكون فى أحد الأيام صمام أمان لخط ظهر المنتخب في أكبر بطولة قارية، وبأداء مميز عوض عبد المنعم غياب محمود حمدى الونش، الذى تعرض أيضاً لإصابة عضلية في المباراة الأولى أمام نيجيريا، بل وأصبحت مشاركة عبد المنعم مطلباً جماهيرياً، خاصة أنه رغم حداثة سنه تحمل ضغط هائل فى مباراة مصر وكوت ديفوار وتقدم قبل غيره ليسدد بنجاح واحدة من ركلات جزاء الفراعنة في مرمى الأفيال.
فتوح يعيد اكتشاف نفسه مع الفراعنة
بحروف من ذهب دوّن أحمد فتوح ظهير أيسر المنتخب الوطني اسمه فى سجلات شرف الفراعنة بعدما قدم أداءً مميزاً خلال مشاركته بجميع مباريات البطولة، ولعب على أقوى اللاعبين وأسماء رنانة فى المنتخبات الأخرى، وأبرزهم أشرف حكيمي لاعب المنتخب المغربي، الذى لم يمنحه فتوح الفرصة لإظهار مهارته وإمكانياته وسيطر على تحركاته بشكل كامل خلال المباراة ونجح فى إيقاف خطورته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة