أحمد التايب

إصلاح ذات البين.. هنيئا لأصحاب النفوس العالية

الثلاثاء، 25 يناير 2022 01:07 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما يميز مجتمعنا أن هناك عادات وتقاليد تحث دائما على الترابط والأخوة والتآلف مهما كانت الظروف والتحديات، وهذا من أسرار حفظ الله هذا البلد الأمين، وأعتقد أن الإصلاح بين الناس سلوك يكشف مدى ترابط وتآلف قلوب المصريين، فكم من قطيعة كادت أن تكون بين أخوين أو صديقين أو قريبين، وكم فتن شيطانية وأدت بفضل تحلى المصريين بهذا السلوك، وكم من دماء عصمت وأموال حفظت وحقوق استردت بفضل أصحاب هذه النفوس العالية.
 
نعم هؤلاء المصلحون هم أصحاب النفوس العالية، فهم يحبون للآخرين ما يحبون لأنفسهم، ويعملون على تحقيق استقرار مجتمعاتهم لأن التخاصم والتنازع يؤدى حتما إلى انتشار العداوات والمفاسد بين الناس، والله سبحانه وتعالى يقول، "إنما المؤمنون أخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون"، ولنا في رسول الله أسوة حسنة، فلقد كان عليه الصلاة والسلام يسعى بنفسه للصلح بين المتشاحنين.
 
ومن المعلوم أيضا، أن طبيعة المصريين تميل دائما إلى السلام ونشر المودة والمحبة والإخاء، لذا نجد رجالا من أهل الخير فى كل بقعة من بقاع المحروسة، شعارهم دوما "ما كان لله دام واتصل" بل عظمة الأمر أن هناك لجان للمصالحات تعتبر بمثابة منصات شعبية خاصة فى قرى الريف، لما لها من تأثير فى حل المشاكل، ويلجأ إليها الكثير من المواطنين بالتنسيق مع الجهات الأمنية، لإنهاء النزاعات، والخلافات، والخصومات فيما بينهم.
 
فهنيئا لهؤلاء الرجال، الذى يكرههم الشيطان، لأنهم يفعلون هذا بلا مقابل ولا منصب، وانما برضا من الله أولا، وبحب الناس ثانيا، وبالعلم والخبرة ثالثا.. فلا ينتظرون صوتا انتخابيا ولا جنيها مصريا ولا منظرة خادعة.. وإنما يبتغون الخير ونشر المحبة والسلام حتى ولو كان هذا على حساب أعمارهم ومصالحهم وأولادهم وصحتهم، وسألت مرة عظيما منهم.. هل من المعقول كل يوم تقريبا أنتم فى ميعاد لمنتصف الليل فى ظل جو مشحون بالغضب بين المتخاصمين وحيل الماكرين وعبث المتطفلين ودهاء أبالسة الإنس وتعقيد معادلات الحل، فكيف تطيقون؟ .. فكان رده، كل هذا يزول فى أول ثانية بقبول الصلح وحدوثه بين المتخاصمين.
وختاما، يجب علينا أن نتحلى بسلوك "إصلاح ذات البين" لأن الإصلاح بين المتخاصمين أمر يستحق التقدير، للقائمين عليه، ويجب التشجيع عليه، لأن فعله يعكس أصالة المصريين وعراقتهم وحبهم للخير ونشر السلام، بل هو عبادة عظيمة، لقوله تعالى فى فضل الإصلاح: لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً".






مشاركة



الموضوعات المتعلقة

هذا حال الفاشلين.. وفن صناعة القلق

الإثنين، 24 يناير 2022 12:17 ص

"حياة كريمة" وجبر الخواطر

الأحد، 23 يناير 2022 12:49 ص

الآداب العامة فى ظل السوشيال ميديا

الثلاثاء، 18 يناير 2022 12:09 ص

"مجرد دور كورونا"

الإثنين، 17 يناير 2022 12:08 ص

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة