فاقد الذاكرة وعينه اليسرى شبه مغلقة، صعوبة في النطق تجعل كلماته غير مفهومة، لا يستطيع فتح فمه أكثر من 2 سنتيمتر، معاناة حقيقية يعيشها رجل بسيط، بعد أن فقد نصف دماغه في حادث نتج عنه تهشم الجمجمة عام 2012.
يروي عبد المنعم أنصاري إسماعيل، 50 عاماً، من قرية "شبراريس"، في مركز شبراخيت بمحافظة البحيرة، أنه تعرض لحادث مروري منذ 8 سنوات، نتج عنه تهشم الجمجمة، جعله يعيش في مأساة.
وقال عبد المنعم أنصاري إسماعيل، خلال لقائه بكاميرا تليفزيون اليوم السابع، "كنت راكب ميكروباص وفيه أكتر من 15 راكب غيري، وفجأة جرار خبط في الميكروباص، كل من في الميكروباص ماتوا، قائلا" سبحان الله لأن أنا لي عمر عشت رغم إن "الدريكسيون" دخل في دماغي وعمل لي تهشم في الجمجمة، وكل العضم بتاع دماغي بقي بيتكسر ويطلع من دماغي".
وأشار بعد مرور 8 سنوات على وقوع الحادث، إلا أن تلك السنوات لم تكن كفيلة بعلاج الثقب في رأسي الناتج عن الحادث وتخرج منه العظام المهشمة حتى الآن، مشيرا إلى أن كثيرا من المستشفيات رفضت استقباله بعد الحادث واستقبلته أحد المستشفيات في الإسكندرية وأجريت عدة عمليات وطالت فترة بقائه داخل العناية المركزة: "قعدت كتير لحد ما فوقت واتعرفت على عيالي ومراتي في الأول مكنتش عارفهم، من بعد الحادث حياتي اتغيرت وشكلي بقي متغير وملامحي بقيت مش حلوة وطريقة كلامي كمان مختلفة جداً".
باكيا ومع تردد بعض الكلمات على أطراف لسانه قائلا "بعد أن تبدل حال وأصبحت غير قادر على العمل واللعب مع أولادي " بعت كل اللي ورايا واللي قدامي وبقينا على البلاط عشان أقدر أأكل عيالي، مش عايز حاجة لنفسي عايز ولاد الحلال يساعدوني أنا وعيالي بس".
وتابع "فقدت الذاكرة ولما حد بيكلمني، أنسى هو بيقول أيه وأحيانا بنسى أسماء ولادي وطريق البيت وولاد الحلال بيرجعوني، ولساني بقى تقيل قوي ومش بعرف أتكلم، وأنا كنت رغاي جداً وبوقي مش بقدر افتحه أكثر من 2 سنتيمتر، بالعافية اللقمة بتدخل فمي وتكون صغيرة زي العيال الصغيرين كده".
واختتم حديثة، قائلا "أنا البني آدم الوحيد اللي عايش بنص دماغ، بس أنا راضي بقضاء ربنا، نفسي في معاش عشان ولادي يعيشوا منه، لأني مش قادر أشتغل دلوقتي، ولو اشتغلت بنسى".