منال العيسوى

ببساطة.. التغيرات المناخية (1)

الثلاثاء، 11 يناير 2022 12:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الكثيرون يتحدثون عن قضية التغيرات المناخية وتأثيرها على الكرة الأرضية والحياة على كوكب الأرض، وهناك العديد من المصطلحات المرتبطة بهذا الملف يعرفها جيدا المهتمون بالبيئة، من الأكاديميين والخبراء، ولأن قضية التغيرات المناخية هى أحد القضايا المصيرية التى لابد وأن يكون للجميع فيها دور أساسه الوعى بهذا الملف وأهمية المشاركة فيه، بالمعرفة أولا والمشاركة ثانيا.

 

قررت كتابة مجموعة مقالات مبسطة عن القضايا البيئية، بشكل عام، والتغير المناخى بشكل خاص، وهى مقالات مرتبطة بتسهيل وتعريف بعض المعلومات والمفاهيم المتعلقة بقضية التغيرات المناخية تحت عنوان "ببساطة"

 

واليوم سيكون موضوعنا هو "الفرق بين التخفيف من آثار التغيرات المناخية والتكيف مع آثار التغيرات المناخية"، وقبل الخوض فى تعريف هذين المصطلحين، علينا أولا معرفة ما هى التغيرات المناخية.. تلك القضية التى تؤرق العالم.

 

فى البداية علينا أن نعرف أن العالم بكل سلوكيات البشر الذين يعيشون فيه سلوكياتهم سواء على المستوى الشخصى أو الجماعى تؤثر وتتأثر بها الأرض حولنا، فحين كان الإنسان يعيش مستخدما الطبيعة بشكل بسيط، كانت الأمور أكثر سلاسة وسهولة، لكن مع تطور الحياة والتكنولوجيا المختلفة بكل أنواعها، ظهرت معها بعض الظواهر الطبيعية التى جعلت العالم ينتبه لخطورة سلوكيات البشر.

 

ولأن العالم منذ بدء الخليقة، مقسوم لنصفين، كان هناك نصفان، نصف تقدم تكنولوجيا وعبث بكل معطيات الطبيعة لصالحه، لتحقيق مكاسب مالية أسرع صنفته أنه دول متقدمة، كان على النقيض الدول النامية الفقيرة التى لم تمتلك من المال والتكنولوجيا.

 

ولم تتوقف هذه القسمة عند هذا الحد، وإنما أبت الأرض أن تفرق بين الدول، الذين يشكلون أطراف الحياة عليها، فمع تسبب التكنولوجيا المتقدمة، فى سلب موارد الأرض والإضرار بها، ارتفعت نسبة الاحتباس الحرارى داخل الأرض حتى وصلت لغلاف الكرة الارضية، وساهم فى احداث تغيرات منها ارتفاع درجات الحرارة فى الأرض، وظهور قارات جديدة لم تكن موجودة، واختفاء أيضا أماكن كانت موجودة.

 

لم تنته القصة عند هذا الحد، ولم تكن واضحة على مر السنين، ولم تظهر بين ليلة وضحاها، وإنما استغرقت سنوات طويلة، على مر عمر الأرض، حتى بات لزاما على من يتحدثون باسم الحقوق والواجبات ضرورة إيجاد حلول لما أسموه بظاهرة التغيرات المناخية، تلك الظاهرة التى نجمت عن زيادة الانشطة الصناعية الكبيرة وزيادة نسبة ثانى اكسيد الكربون فى الهواء وأدى الى ارتفاع درجة حرارة الجو، بنصف درجة تزيد يوما بعد يوم، والتخوف الحقيقى مرتبط بزيادتها الى درجة ونصف او درجتان.

 

وهنا يكمن الخطر، البعض قد يرى ان هذه الدرجة ونصف بسيطة، لكن فى حقيقة الامر هى ليست فى البسيطة، فارتفاع درجة حرارة الجو درجة ونصف سيؤدى الى زوبان الجليد فى القطب الشمالى وهو بالتبعية سيذوب ويتحول لماء ويسقط فى المحيط التى تشكل نسبة كبيرة جدا من  حجم الكرة الارضية وبالتالى سترتفع نسبة المياه فى المحيطات، ومن ثم سترتفع نسبه المياة فى البحار وهنا سيكون الخطر، كافة الأراضى المنخفضة عن سطح البحر ستغرق .

 

ولم يكن الغرق فقط هو الخطر وانما ارتبط به كثير من المشكلات، غرق الارض يعنى اختفاء الزراعة، يعنى اختفاء الحياة بكل انواعها من حيوانات ومبانى ومصانع وبيوت، فى المقابل ستظهر اراضى وجزر مع حركة المد والجزر للبحر.

 

دا ببساطة بعيد عن المفردات الاكاديمية، والناس التى نصبت نفسها للحديث عن القضية بما لها وما عليها اكدت ان هناك دول ستضرر بالتغيرات المناخية طبعا كانوا هم الدول النامية، وأكدوا ان الدول المتقدمة التى تسببت فى هذا الامر عليها تحمل تكلفة الاضرار التى ستلحق بهذه الدول.

 

وهنا بدأت المفاوضات الدولية "مين هيدفع إيه وكم ولمين وإزاى"، فظهر نوعان من الاستراتيجيات الرئيسة في الاستجابة العالمية لتغير المناخ وهما: التخفيف والتكيف، والتخفيف المقصود به اتخاذ إجراءات للحد من إجمالي مستويات غازات الاحتباس الحراري التي تدخل الغلاف الجوي.

 

أما التكيف مع المناخ فهو العمل على تقليل الآثار الضارة لتغير المناخ عبر التعديل في النظم الطبيعية أو البشرية استجابة للمثيرات المناخية الفعلية أو المتوقعة أو تأثيراتها.

 

وللحديث بقية فى المقال القادم عن دور السياسة التمويلية والاستثمار المستدام في تغير المناخ.

 

 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة