صندوق تحيا مصر ودور قوى فى مواجهة الأزمات.. دراسة تكشف مدى دعمه للمواطنين عبر مختلف المبادرات التنموية فى قرى ومحافظات الجمهورية.. يسهم بفاعلية فى تحقيق النمو الاقتصادى المستمر والشامل للحد من نسب الفقر

الخميس، 09 سبتمبر 2021 05:00 ص
صندوق تحيا مصر ودور قوى فى مواجهة الأزمات.. دراسة تكشف مدى دعمه للمواطنين عبر مختلف المبادرات التنموية فى قرى ومحافظات الجمهورية.. يسهم بفاعلية فى تحقيق النمو الاقتصادى المستمر والشامل للحد من نسب الفقر صندوق تحيا مصر ودوره فى مواجهة الأزمات
كتب محمود العمري

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
 
أنشئ صندوق تحيا مصر  في الأول من يوليو عام 2014 تفعيلاً للمبادرة التي أعلن عنها الرئيس عبد الفتاح السيسي بإنشاء صندوق لدعم الاقتصاد، وتمثلت اهداف الصندوق في تحقيق النمو الاقتصادي المستمر والشامل والحد من الفقر، وتلبية احتياجات الفئات الأكثر فقرًا، وعقد شراكات بين القطاعات المحلية والإقليمية، والدولية كمدخل للتنمية المستدامة، وتشجيع مشاركة القطاع الخاص كمحور أساسي لدفع عجلة التنمية بالاشتراك مع الجهات الحكومية المسئولة.
 
وكشفت دراسة للمركز المصري للفكر والدراسات انه مواجهة أزمة “فيروس كورونا المستجد”، وفر الصندوق مائتي جهاز تنفس صناعي، بالإضافة إلى تقديم ألف مضخة حقن سوائل، والعمل على تدبير 124 جهاز تنفس صناعي آخر؛ وفي ظل أزمة من يتحمل نفقات الحجر الصحي للعائدين من الخارجين، أصدر السيد الرئيس قرارًا بتحمل الصندوق هذه النفقات، ليقدم بذلك صندوق “تحيا مصر” حلاً لازمة جديدة كان من الممكن أن تتفاقم وتكون سببًا في توتر العلاقة بين المصريين في الخارج وبين الحكومة المصرية.
 
مبادرات الصندوق لتوفير حياة كريمة
 
إن توفير حياة كريمة وفقًا للإعلان العالمي لحقوق الإنسان يتطلب توفير مستوى معيشة يكفي لضمان الصحة والرفاهة للفرد وأسرته، وخاصةً على صعيد المأكل والملبس والمسكن والعناية الطبية وصعيد الخدمات الاجتماعية الضرورية، وتوفير ما يحمي أفراد المجتمع في حالات البطالة أو المرض أو العجز أو الترمُّل أو الشيخوخة أو غير ذلك من الظروف الخارجة عن إرادتهم، وتقع مسئولية توفير الحياة الكريمة للأفراد على عاتق حكومات الدول بالتشارك مع منظمات المجتمع المدني؛ وقد أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي عن إطلاق مبادرة “حياة كريمة” لتحسين مستوى الحياة للفئات المجتمعية الأكثر احتياجًا على مستوى الجمهورية خلال عام 2019 الذي يعد اكثر أعوام الصندوق نجاحاً على جميع الأصعدة.
 
ففي مجال التعليم، قدّم الصندوق مبادرات عديدة لدعم التعليم والبحث العلمي منها: المساهمة في جامعة زويل للعلوم والتكنولوجيا بمبلغ 410 ملايين جنيه لإنهاء التجهيزات الخاصة بالجامعة، كما ساهم في إنشاء مدارس في حي الأسمرات بالقاهرة، ومشروع بشائر الخير في الإسكندرية، وذلك في إطار بناء مدن تنموية متكاملة، كما دعم مبادرة “المعلمون أولًا” لتدريب وتأهيل المعلمين على سبل التعليم باستخدام تكنولوجيا المعلومات، حيث قدم تمويلاً بقيمة 80 مليون جنيه، استفاد منها 10 آلاف معلم، بالإضافة إلى تخصيص 500 مليون جنيه لدعم تعليم ذوى الاحتياجات الخاصة.
 
أما القطاع الصحي، فقد استحوذ على النصيب الأكبر من دعم الصندوق، حيث ساهم الصندوق في القضاء على “فيروس سي” بتوفير الجرعات العلاجية إلى 363 ألف مواطن مجانًا، والكواشف الطبية المستخدمة في القوافل، بالإضافة إلى الدعم المستمر الذي يقدمه مركز صندوق تحيا مصر لعلاج أمراض الكبد بالمجان في محافظة الأقصر، الذي يخدم محافظات جنوب الصعيد.
 
وتعد مبادرة “نور حياة” إحدى أبرز المبادرات التي شارك فيها الصندوق خلال العام الماضي، حيث استهدفت مليوني مواطن، وخمسة ملايين تلميذ، خلال ثلاث سنوات لمكافحة مسببات ضعف وفقدان الإبصار بين البالغين وتلاميذ المرحلة الابتدائية.
 
ولفتت الدراسة انه نجح الصندوق في تقديم الخدمة الطبية المتميزة لنحو 111 ألف مواطن من الفئات الأولى بالرعاية، و599 ألف تلميذ بالمرحلة الابتدائية، كما تم إجراء 7 آلاف و975 عملية لعلاج المياه البيضاء، وتوفير 59 ألفًا و855 نظارة طبية للبالغين، وصرف العلاج لـ 49 ألفًا و850 حالة، وتسليم 62 ألفًا و804 نظارات لتلاميذ المرحلة الابتدائية في 16 محافظة ضمن المرحلة الأولى للمبادرة.
 
كما ساهم الصندوق في مبادرة “100 مليون صحة” لتوعية المواطنين والتعريف بخطوات المسح الطبي من خلال ثماني وحدات متنقلة مجهزة لإجراء المسح الطبي، وساهم الصندوق أيضاً في توفير 564 حضانة للأطفال حديثي الولادة، ليقود الصندوق بذلك حملة جادة في القضاء على الأمراض التي عانى منها المصريون لسنوات.
وفيما يخص الدعم الاجتماعي، أطلق الصندوق “مبادرة دكان الفرحة” لتنظيم معارض للملابس الجديدة داخل الجامعات الحكومية ودور الأيتام، بالإضافة إلى تجهيز العرائس الأولى بالرعاية وتوفير تجهيزات الزواج للفتيات؛ كما أطلق الصندوق مبادرة “سجون بلا غارمين” ليساهم الصندوق في الإفراج عن خمسة آلاف غارم وغارمة، ومبادرة “بالهناء والشفاء” لتوفير الأمن الغذائي للفئات الأكثر احتياجًا واستفاد منها نحو 5.5 مليون أسرة في معظم محافظات مصر، بتمويل وصل إلى 160 مليون جنيه، ولم يتجاهل الصندوق “الأطفال بلا مأوى”، حيث نجح في تقديم الدعم لما يقرب من 23 ألف طفل، من بينهم 6 آلاف و96 طفل بلا مأوى، و12 ألفًا و983 طفلًا يعمل بالشارع، ودمج 3 آلاف و891 طفلًا مع أسرهم من جديد.
 
وامتد نشاط الصندوق ليشمل التمكين الاجتماعي والاقتصادي، فساهم في التنمية العمرانية في مائة قرية من القرى الأكثر احتياجاً من خلال تنفيذ البرتوكول الثالث مع إحدى الجمعيات لتطوير ورفع كفاءة المنازل المتدهورة هذه القرى، كما أطلق برنامج “مستورة” الذي يقدم تمويلاً تتراوح قيمته ما بين 4 آلاف و20 ألف جنيه، لمساعدة المرأة المعيلة القادرة على العمل، لإنشاء مشروع صغير ومتناهي الصغر، كما قام الصندوق بتسليم 356 سيارة نقل للشباب في ثماني محافظات لمواجهة البطالة وتمكين الشباب.
 
المشاركة المجتمعية أداة النجاح
 
الدراسة اكدت انه لم يكن صندوق تحيا مصر ليقدم كل هذا الدعم ويشمل كل المجالات السابقة لولا المشاركة المخلصة من المواطنين ورجال الأعمال المصريين، ولم يكن ليصل للفئات التي شملها بالرعاية لولا المشاركة مع الجمعيات الأهلية ومؤسسات المجتمع المدني التي تعمل على أرض الواقع، فقد امتدت شراكة الصندوق مع المجتمع المدني لتصل إلى 97 مؤسسة كبرى، و423 جمعية ليصل إجمالي عدد المؤسسات التي تشاركت مع الصندوق في مختلف أنشطته التنموية إلى 520 مؤسسة باختلاف أحجامها.
 
لفتت الدراسة انه عدد كبير من المواطنين المصريين في الداخل والخارج على المشاركة بشكل منتظم في مبادرة “صبح على مصر” ليستمر الصندوق في تقديم يد العون للفئات الأكثر احتياجاً وتفعيل التكافل الاجتماعي، فكل ما يتحصل عليه الصندوق من موارد مالية مصدره مواطنون ورجال أعمال مصريون، وكل ما ينفقه الصندوق موجه إلى مواطنين مصريين؛ وبذلك يمكن استنتاج أن نجاح الصندوق واستمراره هو نتاج للمشاركة المجتمعية الفاعلة سواء من المواطنين أنفسهم أو من الجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني.
إجمالاً لما سبق، يمكن القول إن صندوق تحيا مصر لا يهدف فقط إلى مواجهة الأزمات والكوارث المختلفة التي يتعرض لها المجتمع المصري، وإنما يستهدف أيضاً تحقيق عدد من الأهداف التنموية، ويمتد ليشمل سبل الحياة الكريمة للفئات الأكثر احتياجًا، فيقدم الدعم في مجالات التعليم والصحة والتمكين الاجتماعي والاقتصادي والتنمية العمرانية وحماية حقوق الأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة، ولم يكن الصندوق ليكون بهذا النجاح لولا الدعم المستمر الذي يقدمه المواطنون المصريون باستمرار والإرادة القوية للقيادة السياسية في توجيه موارد الصندوق إلى أوجه الإنفاق التي أنشئ الصندوق لأجلها.
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة