حياة المصريين.. قصة الحضارة: خوفو فى مكان ما بالهرم لم نصل إليه حتى الآن

السبت، 04 سبتمبر 2021 03:00 م
حياة المصريين.. قصة الحضارة: خوفو فى مكان ما بالهرم لم نصل إليه حتى الآن هرم خوفو
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نواصل سلسلة حياة المصريين، ونتوقف مع موسوعة قصة الحضارة لول ديورانت، والتى تحدث فى جزء مهم منها عن مصر ودورها التاريخى فى الحضارة الإنسانية، ونعرف معا ما قاله عن هرم خوفو.

يقول ول ديورانت:

لم بنى هؤلاء الرجال الأهرام؟ لقد كان هدفهم الدين لا فن العمارة، فقد كانت الأهرام مقابر نشأت وتدرجت من القبور البدائية، ذلك أن الملك كان يعتقد كما يعتقد السوقة من شعبه أن فى كل جسم حى تستقر قرينة- كا- لا تموت حتما إذا لفظ الجسم أنفاسه، وأن هذه القرينة يضمن بقائها بقاء كاملا إذا ما احتفظ بالجسم آمناً من الجوع والتمزيق والبلى. وكانت وسيلته للبقاء ومقاومة الموت هى الهرم لعلوه وضخامته وشكله وموقعه. وإذا نحن ضربنا صفحاً عن أركانه فقد كان شكله هو الشكل الطبيعى الذى تصير إليه طائفة متجانسة من المواد الصلبة إذا ما تركت تسقط على الأرض من غير أن يعوقها عائق ما. 

وإذ كان يقصد بها كذلك البقاء والخلود فقد وضعت الحجارة فى صبر لا يكاد يطيقه إنسان كأنما هى قد علت من نفسها على جانب الطريق، ولم تقتطع وتنقل من محاجر تبعد عن مكانها الحالى مئات الأميال.
 ويتكون هرم خوفو من مليونين ونصف مليون من الكتل الحجرية التى يبلغ وزن بعضها مائة وخمسين طناً ومتوسط وزنها طنين ونصف طن، وتبلغ مساحة قاعدته أكثر من نصف مليون قدم مربعة، ويعلو فى الهواء إلى ارتفاع 411 قدمًا. 
 
وحجارته مندمجة بعضها مع بعض ولم يترك بينها إلا موضع لبضع كتل ليكون طريقا سرياً تنقل فيه جثة الملك، ويرشد الدليل السائح الذى يسير مرتجفاً على أربع إلى الكهف الذى احتوى جثة الملك على ارتفاع مائة خطوة من القاعدة فى قلب الهرم، وهناك فى مكان رطب مظلم ساكن فى أعماق ذلك الصرح لا يهتدى إليه إنسان استقرت فيما مضى من الأيام عظام الملك خوفو وزوجته، ولا يزال تابوت الملك المنحوت من الرخام مستقراً فى مكانه، ولكنه محطم وفارغ لأن تلك الحجارة على ضخامتها لم تنج الجثة من اللصوص كما لم تنجها من جميع لعنات الآلهة.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة