أكرم القصاص - علا الشافعي

سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 30 سبتمبر 1965 ..«الأخبار» تطلق نداء للبحث عن قاتل ساحر الكرة «رضا» نجم الإسماعيلى والمنتخب القومى بالقرب من إيتاى البارود

الخميس، 30 سبتمبر 2021 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 30 سبتمبر 1965 ..«الأخبار» تطلق نداء للبحث عن قاتل ساحر الكرة «رضا» نجم الإسماعيلى والمنتخب القومى بالقرب من إيتاى البارود محمد رضا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أطلقت جريدة الأخبار نداء فى عددها 30 سبتمبر، مثل هذا اليوم، 1965: «ابحث مع الأخبار عن قاتل رضا ساحر الكرة.. يمكنك أن تعاون فى العثور على قائد السيارة.. السيارة تقل صندوقا لإحدى شركات السجائر.. لون السيارة زيتى.. كل من يعرف أى معلومة تفيد فى العثور على هذه السيارة عليه أن يتصل بالإدارة العامة للمرور أو بجريدة الأخبار قسم الحوادث، أو القسم الرياضى».
 
كان النداء بعد يومين من فاجعة مصرع «محمد رضا» نجم النادى الإسماعيلى والمنتخب القومى لكرة القدم، فى حادث سيارة بالقرب من إيتاى البارود بمحافظة البحيرة، وفقا للأخبار يوم 29 سبتمبر 1965، فى مانشيتها الرئيسى.. تذكر فى قصتها: «كان رضا عائدا من الإسكندرية يقود سيارة أحد أصدقائه، فاعترضته سيارة نقل سجائر، وأراد أن يتفادها، ولكن سيارته انقلبت به وبصديقه الملازم أول إيهاب علوى أكثر من مرة، ونقل المصابان إلى مستشفى إيتاى البارود، حيث توفى رضا بعد وصوله بعشر دقائق، أما صديقه إيهاب فأصيب فى ساقيه إصابات طفيفة، وانتقل إلى المستشفى محمد وجيه أباظة محافظ البحيرة، يصحبه أعضاء من مجلس المحافظة وقيادات الاتحاد الاشتراكى».
 
انتقل الجثمان إلى الإسماعيلية وشارك عشرات الآلاف فى تشييعه، وتذكر «الأخبار» أن الرئيس جمال عبدالناصر أوفد العقيد محمد على خليل الديب مندوبا عنه لحضور الجنازة، وقرر المشير عبدالحكيم عامر أن تكون الجنازة عسكرية وأناب عنه العقيد حسين مدكور، وقرر أن تتحمل القوات المسلحة جميع نفقات الجنازة، حيث كان اللاعب يعمل «مساعدا» فى صفوف القوات الجوية.. كما تقدم الجنازة محافظ الإسماعيلية محمد عبداللطيف، ونجم كرة القدم الإنجليزية «سير ستانلى ماتيوز» الذى كان فى زيارة إلى مصر وشارك فى عدة مباريات ودية لعب رضا أمامه فى إحداها، واستغرقت الجنازة ساعة ونصف الساعة، ورفض الأهالى وضع الجثمان فى السيارة وحملوه إلى المدافن، وأغلقت جميع المحلات التجارية فى الإسماعيلية وباتت المدينة فى حزن بالغ.
 
كان رضا يبلغ من العمر26 عاما «مواليد الإسماعيلية يوم 8 إبريل 1939» وأطلق والده عليه اسم «محمد رضا» لأنه ولد أثناء زيارة شاه إيران محمد رضا بهلوى إلى القاهرة، وتفتحت موهبته فى شوارع الإسماعيلية حتى انضم إلى فريق الإسماعيلى، وأصبح إحدى فلتات كرة القدم المصرية ونجم منتخبها، واللاعب الذى نزل إلى رغبة جماهير الإسماعيلية التى تظاهرت بالآلاف، وحاصرت منزله حين علمت أنه فى طريقه إلى الانضمام للنادى الأهلى عام 1963.
 
كان معبود الجماهير الكروية ليس فى مصر وفقط وإنما فى المنطقة العربية.. يذكر الناقد الرياضى عبدالمجيد نعمان فى الأخبار 29 سبتمبر 1965: «أصبح رضا معبود الجماهير الكروية فى لبنان، حتى أن مصلحة السياحة اللبنانية قامت بطبع صورته على كروت سياحية بالألوان كى تطوف بلاد العالم دعاية لها.. وكانت هذه أول مرة تحمل كروت السياحة صورة لاعب كرة قدم».. يضيف نعمان فى مقال بعنوان «لن يعود»: «ابتداء من اليوم سيفتقد جمهور الكرة العبير الذى كان يملأ الملاعب بشذاه».
 
وقال صديق عمره فى الملاعب وخارجها «شحتة» الذى كون معه ثنائيا شهيرا فى فريق الإسماعيلى: «كان رضا موهوبا فى مستوى نجوم أوروبا، إنه أحسن اللاعبين فى الجمهورية، واثق بنفسه وسلامة تصرفاته، يمتاز فى لعبه بالتجديد»، وقال صالح سليم كابتن فريق الأهلى: «رضا فنان موهوب من أحسن اللاعبين الذين ظهروا فى الفترة الأخيرة»، وقال محمد حسن حلمى مدير الكرة بالزمالك: «رضا لاعب موهوب وفنان يملك كل ميزات اللاعب القدير، التسديد والتحكم والمراوغة والتمويه، لاعب كامل من كل النواحى، كان أحد دعامات الفريق القومى، ولذا فإن الكارثة تمس الجمهورية العربية كلها، وقال محمود مختار التتش: «رضا كفاءة يندر أن تتكرر»، أما أمين شعير سكرتير عام النادى الأهلى فقال: «كان لوفاة رضا أسوأ الأثر فى نفوسنا جميعا.. أصيب كل أعضاء النادى بوجوم.. لم نصدق الخبر إلى أن سمعناه فى الإذاعة، أوقفنا النشاط الرياضى فى الحال، وأخلينا حمام السباحة والملاعب».
 
نداء جريدة الأخبار إلى الناس أحدث مفعوله، ففى 1 أكتوبر، ذكرت أن القاتل سلم نفسه إلى شرطة محرم بك بالإسكندرية، وقال: «إنه لم يصطدم بسيارة رضا، وأنه كان يسير على يمين الطريق الزراعى، ومرت سيارة من خلفى بسرعة مذهلة حوالى 100 كيلو، لم أرها إلا بعد أن مرت من أمامى وانحرفت إلى شمال الطريق ثم إلى اليمين وللمرة الثالثة انحرفت إلى الشمال، ثم دارت حول نفسها خمس مرات وكسر بابها وطار منها شاب على بعد عشرة أمتار من سيارتى، وقال إنه أول من أبلغ عن الحادث».









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة