محمود عبدالراضى

انتقام الجيران

الخميس، 30 سبتمبر 2021 01:04 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
 
الطبيعي والمنطقي، أن يكون الود والاحترام والمحبة قاسم مشترك بين الجيران، لا سيما في المناطق الريفية التي تُعلي قيم "الأصول"، حيث يتقاسم الجيران أوقات الفرح والحزن، ويصبحون مع الوقت كأنهم "شيء واحد".
 
هذه "التوليفة" من المحبة والتواصل والمودة، شيء فطري داخل المصريين، تظهر بصورة ملفتة للانتباه في الريف، الذي مازال يحتفظ بالعادات والتقاليد الأصيلة، فترى المحبة بين الجيران، عندما يحتفل أحدهم بمناسبة سعيدة، فترتسم البسمة على وجه جاره، وما أن يداهمه الحزن أو ظروف قاسية، تجد "كتف جاره" إلى جوار كتفه، يقاسمه الألم، ويزيح عنه الحزن.
 
لا أحدثك هنا عن تقاسم "رغيف العيش"، و"صينية الأكل" التي تخرج من منزل لآخر، وليالي السهر المليئة بالمحبة والدفء بين الجيران.
ما سبق، قاعدة عامة، معروفة ومتعارف عليها في قلب الريف، وأحيانا في المناطق الحضرية، لكن لكل قاعدة استثناء، فربما يخرج الجيران عن النص، فتدب الخلافات بينهما، ربما لأسباب واهية، وقد تنتهي بدماء أو سجن أو مقابلة "عشماوي".
 
ما أقوله لك هنا ليس دربًا من الخيال، ولكنها حقائق سطرتها محاضر الشرطة، فلك أن تتخيل أن سيدة تتخلى عن مشاعرها الإنسانية، وتستبدل قلبها بحجر، وتذبح طفل صغير بريء بمجرد الاختلاف مع والده "جارها"، مبرره جريمتها بأنه اعتاد سبها والتشهير بها أمام الناس.
 
السيدة التي شاركت أسرة الطفل البحث عنه لدى غيابه، وسالت دموع التماسيح من عينيها، كانت بطلة القصة، وصاحبة المشهد الأكثر قسوة، عندما استدرجت الطفل بعيدًا عن أسرته وذبحته في أسيوط، بسبب "خلافات الجيرة".
 
"خلافات الجيرة" جملة قليلة الكلام، لكنها أحيانًا تتحول لجرائم و"خراب بيوت"، مثلما حدث في أسوان، عندما اختطف مجموعة من الأشخاص مواطنًا بسبب "خلافات الجيرة"، وقتلوه، ليتم القبض عليهم.
 
ما أحوجنا إلى عودة أجواء المحبة والود والدفء بين الجيران، حيث البسمة تملأ الوجوه، والضحكات تخرج من القلوب، والصفاء والنقاء يملأ العقول والضمائر.
 
 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة