محمد أحمد طنطاوى

2022 عام انتعاش الذهبين الأسود والأصفر

الخميس، 30 سبتمبر 2021 11:37 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تباطؤ معدلات النمو العالمي، بات السمة المميزة لاقتصاد ما بعد كورونا، نتيجة الانكماش الاقتصادي الذي عانت منه الأسواق، وحالة الركود الواضحة، وما ارتبط بها من أزمات في قطاعات التمويل نتيجة العجز عن سداد فوائد القروض وأعباء الديون، وتآكل مدخرات الأفراد، وارتفاع معدلات التضخم، خاصة فى الأسواق الأوروبية، التى تعرضت لشبح الإغلاق الكامل لعدة مرات على مدار ما يقرب من 20 شهراً.

أبرز القطاعات التي شهدت تباطؤ في معدلات النمو خلال الفترة الماضية "العقارات"، ولعل أزمة عملاق التطوير العقاري الصيني "ايفرجراند" خير مثال على ما يحدث في هذه السوق، التي كانت تمثل نحو 25% من إجمالي الناتج المحلى الصيني، إلا أنه مع تراجع معدلات المبيعات ونقص السيولة، والديون الضخمة صارت الشركة على حافة الإفلاس، ومازال العالم يتوقع أزمة مالية جديدة قبل بداية العام 2022.

في ظل تراجع الطلب العالمي في القطاع العقاري وتباطؤ معدلات النمو، بدأت الأنظار تتجه نحو الذهبين الأصفر والأسود، في مرحلة جديدة من الاقتصاد أعادت البريق مرة أخرى لهذه الأدوات الاستثمارية، بعدما باتت الأكثر أمانا في ظل سوق مضطربة تبحث سبيلها نحو التعافي من تأثيرات جائحة كورونا العالمية، فقد عادت الاستثمارات بقوة في أسواق النفط، الذي سرعان ما ارتفعت أسعاره إلى نحو 75.2 دولار للبرميل، حتى الساعة 10:45 بتاريخ اليوم الخميس 30 سبتمبر 2021.

النفط الذي خدع العالم بموجة انخفاضات حادة قبل نحو عام ونصف، ووصلت أسعاره بالسالب، نتيجة مشكلات في التخزين وتراجع معدلات الاستهلاك، خاصة المجمعات الصناعية الكبرى، التي تعرضت للإغلاق أو تقليل حجم الإنتاج في ظل كورونا، بدأ في التعافي مرة أخرى مع تراجع التأثير الجائح للفيروس المستجد على العالم خلال الفترة المقبلة، وما ارتبط بذلك من عودة القطاعات الإنتاجية للعمل بصورة مكثفة، خاصة في الدول الكبرى، التي حصل أكثر من نصف سكانها على لقاحات كورونا، وباتت في طريقها إلى المناعة المجتمعية، وهناك توقعات بأن يصل سعر برميل البترول إلى نحو 100 دولار مع الربع الأول من العام 2022، في ظل ثبات معدلات الإنتاج وزيادة حركة الطلب العالمية.

الحال في المعدن الأصفر لا يختلف كثيراً، فالذهب الذي كان "محظوظاً" بتأثيرات جائحة كورونا العالمية، مازال طريقه إلى الصعود ممهداً دون عقبات، حتى في ظل بوادر إيجابية للخروج من الأزمة، نتيجة التأثير القوى لتباطؤ النمو في قطاع العقارات، الذي كان يسيطر على جزء كبير من المحافظ الاستثمارية لرجال الأعمال حول العالم، إلا أن أزمة السوق العقاري الصيني عززت من صعود المعدن الأصفر كمخزن قيمة للاستثمار والادخار على المديين المتوسط والطويل، وأداة قليلة المخاطر، وقد بلغ سعره الذهب حتى الساعة 11 صباح اليوم الخميس 30 سبتمبر 2021  1732 دولاراً للأوقية.

التوقعات تقود نحو المزيد من الصعود لأسواق الذهب خلال الفترة المقبلة، بعدما كانت كل التحليلات تشير إلى موجة تصحيحية عنيفة في أسعاره، بعد مكاسب كبيرة حققها على مدار العامين الماضيين، إلا أنه خالف كل التوقعات بدعم من الأزمات المالية المحتملة، والاضطرابات الكبيرة التي تشهدها أسواق المال حول العالم، وشبح الديون، الذي يسيطر على الكثير من الشركات الكبيرة والمتوسطة، ويهدد القطاعات المصرفية، التي فشلت في جمع أموالها، بعدما قدمتها في صورة قروض وتسهيلات لشركات غير قادرة على السداد.

الذهب والبترول أصول قوية مازالت تحتفظ ببريقها لدى المستثمر، ولها قوة تأثير كبيرة على الأسواق في الفترة المقبلة، وقادرة على جنى المكاسب والأرباح في مقابل الأدوات الاستثمارية الأخرى، وأتصور أن العام 2022، سيكون عام المعدنين الأصفر والأسود بجداره، وسوف يحققان طفرات نمو غير مسبوقة خلال الفترة المقبلة.







مشاركة



الموضوعات المتعلقة


لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة