الصعيدية المعمرة.. ماسابتش مهنة حلال.. شغل فى الغيطان وشيل الخرسانة والجزارة وتربية الماشية.. فتوة وتأكل اللحمة والكبدة نيئة.. قابلت الملك فاروق الأول و6 رؤساء جمهورية.. وتحلم بزيارة بيت الله الحرام

الإثنين، 27 سبتمبر 2021 02:31 م
الصعيدية المعمرة.. ماسابتش مهنة حلال.. شغل فى الغيطان وشيل الخرسانة والجزارة وتربية الماشية.. فتوة وتأكل اللحمة والكبدة نيئة.. قابلت الملك فاروق الأول و6 رؤساء جمهورية.. وتحلم بزيارة بيت الله الحرام الصعيدية المعمرة
كتب أحمد إسماعيل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

رسمت التجاعيد على وجهها والخطوط رحلة حياة مليئة بالشقاء والعمل عاصرت فيها ملك و 6 رؤساء جمهورية، الحاجة عباسه محمد أحمد ماسبتش مهنة حلال علشان تربى ابنتها بعد أن طلقها زوجها بسبب خلفة البنات.

 

 

بطيبة الأجداد وأصحاب الحكمة استقبلتنا الحاجة عباسة في منزلها المتواضع ، والابتسامة على وجهها والترحيب بأحسن الكلمات والادعية حيث جلسنا معها في غرفتها وبدأت تروى لعدسة "اليوم السابع" رحلة الشقاء والعمل في الحياة منذ نعومة أظافرها وحتى الآن.

في البداية قالت الحاجة عباسه أن السمع لديها ضعيف جدا وتسمع بصعوبة وتستخدم السماعة للتواصل مع الاخرين ، لكنها نسيت السماعة في شقة ابنتها بمنطقة المحروسة .

استدعت الحاجه عباسه من الذاكرة بعض المشاهد والروايات التي استجابت لها الذاكرة في حين غاب عنها الكثير من رحلة الشقاء والعناء .

روت الحاجة عباسه كيف رأت الملك فاروق الأول في بلدتها بمحافظة قنا قبل أن يسوقها القدر للنزول إلى القاهرة لقضاء أغلب سنوات عمرها ، فقالت الحاجة عباسه " شوفت الملك فاروق الأول  وأنا صغيرة وقلت فليعيش جلالة فاروق الأول ".

وتتذكر الحاجة عباسه زواجها الأول من والد ابنتها الوحيدة سمره عبد اللطيف محمد والذى اصطحبها معه من الصعيد إلى القاهرة ليتركها بعد ذلك دون سبب كما تروى الحاجة عباسه قائلة "سبنا من طريق ونص"، لتستكمل حياتها بعد أن تزوجت من رجل أخر وهو المعلم صادق الجزار والذى أحسن معاملتها ومعاملة ابنتها ورعاها وقام بتربيتها ، حيث تذكر الحاجة عباسه أنها تزوجته وهو يبلغ من العمر 75 عاما لخدمته ورعايته.

وعن هذه المرحلة من حياتها تقول الحاجة عباسة انها كنت تساعد زوجها في اعمال الجزارة والذبح وشراء الماشية من سوق البراجيل وقطع المسافة من البراجيل إلى الشرابية حيث تقطن ماشية على قدميها وهى تجر الماشية وزوجها يتبعها .

واستمرت في حياتها وعملها مع زوجها المعلم صادق إلى أن توفاه الله عن عمر قارب الـ120 عاما – على حسب قولها-، فأنتقلت للمعيشة مع ابنتها سمره التي كانت تزوجت وانجبت .

تروى سمره عن ذكريات أمها ورحلة كفاحها في الحياة قائلة " أمى كانت فتوة وهى صغيرة فكانت تأكل اللحمة والكبدة ناية وتذبح الماشية وتسرح في الغيطان لجمع المحاصيل "

وتبتلع سمره ريقها وتستكمل حديثها عن رحلة والدتها الحاجة عباسه قائلة كنت تحمل الخراسانة مع العمال في أعمال الصبه والبناء للمنزل ولم تترك مهنة حلال أو عمل إلا وعملت به بعد أن تركنا والدى الذى لا أتذكر ملامحه ولم أراه في حياتى مرة واحدة ، وعرفت أن سبب تركه لنا أن أمى كانت كلما انجبت طفل مات ثم انجبت انثى فكانت الطامة الكبرى التي على اثرها تركنا ورحل دون أن يسأل عنا.

وتقول سمره عمى صادق زوج أمى هو اللى ربانى زى ولاده بالظبط وزوجنى وكان يعامل والدتى أحسن معاملة فكانت تجلس بجواره على القهوة وتشرب الشيشه ، وبعد وفاته تركت الشيشه وشربت السجائر .

وبعد أن قضت الحاجه عباسه هذا العمر المديد في الشقاء والتعب وهى السيدة الأمية التي لا تقرأ ولا تكتب ، تحلم بزيارة بيت الله الحرام والحج ورؤية قبر الرسول حتى يكون أخر ذكرياتها بالدنيا .







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة