قال مفوض الاتحاد الأوروبي المسئول عن القضايا الدفاعية تيري بريتون، إن الاتحاد الأوروبي تعلم بالطريقة الصعبة من الأزمة الأفغانية ضرورة بناء قدراته الدفاعية وتطوير "سمات القوة الصلبة".
وقال بريتون في لقاء أجراه مع صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية اليوم الخميس، إن الدفاع المشترك "لم يعد اختياريًا" وأن الاتحاد الأوروبي يجب أن يصبح قادرًا على تشغيل المهام العسكرية في "استقلالية كاملة" على حدوده وفي أي مكان آخر.
وقالت الصحيفة في سياق تقرير نشرته على موقعها الالكتروني، إن الانسحاب الذي قادته الولايات المتحدة من أفغانستان أثار في حقيقة الأمر قلقًا متجددًا داخل أوروبا بشأن المدى الذي يمكن أن تعتمد فيه أوروبا على واشنطن، وغذى جدلا حول كيف يمكن للاتحاد الأوروبي أن يثبت نفسه كقوة في السياسة الخارجية، وأن يضاهي ثقله الاقتصادي بالثقل الدبلوماسي والعسكري المحتمل له.
وأضافت: أن لدى الاتحاد الأوروبي تاريخ طويل من البدايات الخاطئة عندما يتعلق الأمر بفكرة الدفاع المشترك حتى أن بعض الدبلوماسيين والمحللين تساءلوا عما إذا كانت هذه المرة ستكون مختلفة! حيث قال بن هودجز، القائد العام السابق للجيش الأمريكي في أوروبا، للفاينانشيال تايمز: إن الاتحاد الأوروبي يجب ألا ينشئ هياكل موازية للناتو تؤدي في نهاية المطاف إلى استنزاف الموارد والأفراد دون زيادة أمن أوروبا.
وتركز المناقشات الأخيرة في بروكسل، حسبما أبزرت الصحيفة، على مقترح انشاء "قوة رد سريعة" للتدخل في الأزمات الدولية، غير أن الاتحاد الأوروبي فشل حتى الآن في الاستفادة من المحاولات السابقة لتجميع الموارد الدفاعية على حد قول الصحيفة التي أكدت أن هذه الرواية اكتسبت زخمًا في عواصم أوروبية من بينها باريس، حيث يجادل الرئيس إيمانويل ماكرون منذ فترة طويلة من أجل إعادة التفكير في استراتيجيات وأساليب الناتو.
والتقى ماكرون يوم أمس الأول برئيس الوزراء الهولندي مارك روته في قصر الإليزيه، وبعد ذلك أكد البلدان على حاجة الاتحاد الأوروبي إلى تطوير مفهوم "الحكم الذاتي الاستراتيجي" على الجبهتين الاقتصادية والعسكرية، مع استمرار التعاون الوثيق مع الناتو.
وقال بيان مشترك صدر في باريس إن البلدين "يدركان أن أوروبا يجب أن تثبت صلابتها وقدرتها على تحمل المزيد من المسئولية عن أمنها ودفاعها من خلال تخصيص الموارد اللازمة لهذا الهدف".
وعلى مستوى الاتحاد الأوروبي، تقدمت الدول الأعضاء بمقترحات لإنشاء وحدة قوامها 5000 فرد يمكن دعمها بالسفن والطائرات. لكن جوزيب بوريل الممثل الأعلى للشئون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي، أعلن أنه يواجه عواصم متشككة في الأمر!.
ولكن من المتوقع أن يناقش وزراء الاتحاد الأوروبي الموضوع خلال محادثات غير رسمية ستُعقد في سلوفينيا هذا الأسبوع، وكذلك في اجتماع مجلس الشئون الخارجية في أكتوبر المقبل، وذلك قبل الموعد النهائي الذي حدده الاتحاد الأوروبي للموافقة على استراتيجية الدفاع بحلول مارس 2022.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة