ضربت سيدة بالشرقية مثلا للعطاء بلا حدود و استطاعت تخليد اسمها بين ابناء قريتها بأعمال الخير و الوقوف بجانب كل واحد منهم كأنهم أبناءها التى لم تنجبهم.
"المال مال الله" ..هكذا بدأت الحاجة إحسان نوفل 78 سنة من قرية جهينة القبلية التابعة لمركز فاقوس بالشرقية، حديثها لـ"اليوم السابع"، مؤكدة انها ورثت 2 فدان إلا ربع مبانى عن والديها، وأنها تزوجت من رجل بسيط وعاشت معه على الحلوة و المرة ولم يقدر لهم الإنجاب، فكان دائما الحمل لا يكتمل ،ورضيت وزوجها بما قسمه الله لهم، فأهل بلدها هما أسرتها و أولادها هم أولادها.
و تكمل، مع تقدمى فى العمر فكرت فى عمل خير أتقرب به إلى لله عز وجل ويكون صدقة جارية على روح والدى وجدى ولم أجد أمامى سوى التبرع بأرضى كمنفعة عامة تخدم أهالى القرية وإقامة منشآت عليها تلبية احتياجتهم.
و أضافت، قبل سنوات رأيت رؤية أن عمال يحفرون مسجد فى أرضى، فقررت التبرع بهذه الأرض التى شاهدتها فى الرؤية بمساحة 3 قراريط وأقمت المسجد، وبعدها بسنوات حلمت برؤية أخرى بتكعيبة عنب فى أرضى، اعتبرتها رسالة جديدة من الله، اننى لابد أن أخدم أهل بلدى خاصة أن القرية محرومة من مدرسة إعدادى و ثانوى، فقررت التبرع بمساحة 8 قراريط، وجارى استكمال الإجراءات القانونية من قبل الأبنية التعليمية لبناء المدرسة.
تابعت، لا أدخر أى جهد فى خدمة أهلى، فالمال كله لله و العمل الصالح هو الباقى، واننا كقرية نعيش معاناه بسبب عدم وجود مقابر لدفن الموتى، نحن ندفن بمقابر كفر البلاسى و التى تبعد عنا 6 كيلو، لهذه المسافة الطويلة تتعذب فى الجنازات أو زيارات لأهلنا، كما أن كل عين أصبح بها عدد كبير من الموتى من أسرة واحدة.
وأضافت، بادرت بالتبرع بـ 13 قيراط لبناء مقابر لدفن مواتنا فى بلدنا و القضاء على هذه المعاناة، و التسهيل عليهم وتخفيف مشقة الانتقال خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة فى الصيف والأمطار فى الشتاء بخلاف أن البعض يضطرون لدفن موتاهم ليلا إذا توفوا فى المساء.
إلا اننى أواجه تعقيدات و روتينيات من الجهات الإدارية بالوحدة المحلية و الصحة، لا يراعون كبر السن و العمر الذى قارب 80 عاما، مناشدة الدكتور ممدوح غراب محافظ الشرقية بتسهيل الإجراءات الروتينية للبدء فى بناء المقابر و المدرسة، حتى تراهم قبل أن يقضى على أمره.
من جانبه قال عبدالمنعم علاوى عمدة قرية جهينة القبلية، إن السيدة إحسان نوفل هى نموذجلالبر و الإحسان، فهى من بادرت بالتبرع لخدمة الأهالى ورفع المعاناة عنهم، سواء بتوفير مدرسة أو مقابر، فهما بالفعل من المشكلات التى تعانى منها كل بيت فى بلدنا.
بالنسبة للمقابر نواجه معوقات وهى أن الصحة تشترط 200 متر مسافة بين الطريق العام، إلا أن أرض التبرع 120 متر فقط، ونتمنى من المسئولين تذليل العقبات لخدمة ما يقرب من 60 ألف نسمة، فالمسجد الذى سبق أن أنشأته قبل 15 عام، إلا انها قامت بتجديده وإعادة إحلاله وفرشه، على نفقاتها وتم إعادة افتتاح الجمعة الماضى.
ويكمل الحاج محمد، بالمعاش اننى قمت بمساعدتها بإعمال القياس، بناء على رغبتها فى عمل صدقة جارية لها.
أما الطفل عمرو، أحد أطفال القرية وأحد أقرباء الحاجة إحسان، وجه الشكر لجدته إحسان نوفل، على ما فعلته من خير و توفير مدرسة، مضيفا أشرف يوميا فى السابعة صباحا على أعمال التجديد مع العمال.

احد-أهالي-القرية

المسجد-بإحدي-قرى-الشرقية

جانب-آخر-من-المسجد

جانب-من-المسجد

جانب-من-أهل-القرية

مراسلة-اليوم-السابع-مع-الحاجه-إحسان

مسجد-أرض-الحاجه-إحسان