كانت الساعة العاشرة صباح يوم 19 سبتمبر، مثل هذا اليوم، 1969 حين بدأت القوات الإسرائيلية فى غاراتها بطائرات «سكاى هوك» على نقاط للجيش المصرى فى الزعفرانة، لكن المدفعية المصرية المضادة أجبرتها على الانسحاب شرقا، وفقا لجريدة «الأهرام» فى مانشيتها الرئيسى، 20 سبتمبر، 1969، وتضيف: «فى الساعة الثانية عشرة ظهرا عادت مجموعة أخرى من الطائرات الإسرائيلية، وحاولت الإغارة على بعض النقاط المصرية فى «عين السخنة» وعتاقة، وتمكنت مدفعيتنا المضادة من إسقاط 3 طائرات إسرائيلية وانسحب الباقى إلى جهة الشرق».
تعد هذه المعركة إحدى معارك حرب الاستنزاف المجيدة، وكانت فى «مرحلة التحدى والردع»، وفقا للفريق أول محمد فوزى وزير الحربية وقتئذ فى مذكراته «حرب الثلاث سنوات -1967 1970»، مضيفا: «شملت هذه المرحلة الفترة من أبريل 1969 حتى يوليو 1970، واتسمت بتحدى العدو والقيام بمبادرات عمليات حربية من قواتنا ضد قوات العدو فى العمق التعبوى داخل سيناء بريا وبحريا وجويا، ووصلت عمليات قواتنا شمال سيناء وإلى إيلات على خليج العقبة، الأمر الذى جعله «العدو» ينشر قواته ويزيد من عددها فى مناطق بعيدة، واضطر العدو فى هذه المرحلة إلى إشراك قواته الجوية فى العمليات فى عمق مصر وعلى خطوط المواجهة، وكان هذا آخر سلاح يلجأ إليه».
تؤكد «الأهرام» فى تفاصيل معركة «19 سبتمبر 1969»، أن إحدى الدوريات المصرية استطاعت أن تعثر على حطام إحدى الطائرات الثلاث ممزقا ومتناثرا فوق جبل عتاقة، وتضيف، أن دورية أخرى اتجهت للبحث عن الطائرة الثانية، أما الطائرة الثالثة فسقطت فى الأرض المحتلة، وتقول «الأهرام» إن نتيجة المحاولات الإسرائيلية الجوية على مواقعنا فى خليج السويس أمس «19 سبتمبر» مفاجأة تامة للعدو، وأنه لم يكن ينتظر هذه المفاجأة وهو يحاول الإغارة على هذه المواقع بصفة مستمرة منذ 9 سبتمبر الحالى، وبلغت محاولاته خلال هذه المدة وحتى أمس «10 أيام» 8 محاولات، وكانت نتيجة العمليات التى قام بها أمس مرتين مفاجأة لم ينتظرها، وأمام هذه المفاجأة تحفظ العدو، وأمسك عن إصدار أية بيانات عن هذه العمليات.
تصف «الأهرام» بيان المتحدث العسكرى المصرى بأنه «واضحا وصريحا ومباشرا»، وتذكر أن المتحدث قال: «فى الساعة العاشرة من صباح «الجمعة 19 سبتمبر» حاول عدد من طائرات العدو مهاجمة بعض نقاطنا فى منطقة الزعفرانة، وتصدت له دفاعتنا الجوية فاتجهت طائراته إلى الشرق، وفى الساعة الثانية عشرة ظهرا حاول العدو الإغارة على النقاط الأخرى فى منطقة عين السخنة وعتاقة، فتصدت له وسائل الدفاع الجوى، وأسقطت له ثلاث طائرات «سكاى هوك»، واتجهت باقى الطائرات إلى الشرق»، ثم أكد المتحدث العسكرى المصرى: «ولاخسائر تذكر فى قواتنا».
تضع «الأهرام» بيان المتحدث العسكرى المصرى فى مقارنة مع رد الفعل الإسرائيلى، قائلة: «بعد 4 ساعات تقريبا من هذا البيان، أصدر المتحدث العسكرى الإسرائيلى بيانا حاول فيه أن يلف ويدور.. لا هو ينفى ولا يؤيد العمليات التى حدثت أمس أو نتائجها.. ففى برقية أذاعتها «وكالة رويتر» من تل أبيب فى الساعة الخامسة و38 دقيقة بعد الظهر نقلا عن المتحدث الإسرائيلى قال: «لم تسقط أية طائرات إسرائيلية فى أية اشتباكات جوية اليوم»، وتفند الأهرام ذلك قائلة: «الواضح أن المتحدث العسكرى الإسرائيلى يتلاعب بالألفاظ فى بيانه الذى قصد به الرد على البيان المصرى، فهو يذكر «اشتباكات جوية»، ولم يذكر المتحدث العسكرى المصرى أن هناك اشتباكات جوية أو معركة مقاتلات حدثت خلال هذه العمليات، وأن قوات الدفاع الجوى هى التى أسقطت الطائرات الـ«سكاى هوك» الثلاث، ثم تقول «رويتر» فى نفس البرقية إن المتحدث العسكرى الإسرائيلى رفض أن يعقب على البيان المصرى الذى ذكر أن الطائرات الإسرائيلية قامت اليوم مرة أخرى بمحاولة الهجوم على بعض النقاط المصرية على ساحل خليج السويس الغربى».
فى 20 سبتمبر 1969، أى فى اليوم التالى لمعركة «19 سبتمبر»، أسقطت قواتنا طائرة «سكاى هوك» جديدة لتكون الحصيلة 4 طائرات خلال 24 ساعة، وفقا للأهرام يوم 21 سبتمبر 1969، مؤكدة أنه بإسقاط هذه الطائرة يكون عدد الطائرات الإسرائيلية التى أسقطتها قواتنا 14 طائرة خلال الأحد عشر يوما الأخيرة، ونقلت ما ذكره المتحدث العسكرى فى بيانه قائلا: «فى الساعة الثانية عشرة و20 دقيقة بعد ظهر أمس، حاول عدد من طائرات العدو الإغارة على نقاطنا فى جبل عتاقة والزعفرانة والعين السخنة، فتصدت لها وسائل دفاعنا الجوى وأسقطت طائرة شوهدت وهى تهوى محترقة، واتجهت باقى الطائرات شرقا.. يضيف المتحدث: وبذا يصبح عدد ما أسقط من طائرات العدو من «سكاى هوك» فى الساعات الأربع والعشرين الماضية أربع طائرات».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة