نواصل سلسلة حياة المصريين ونقرأ معا موسوعة قصة الحضارة لـ ول ديورانت، ونستكمل ما قاله عن الصناعة فى مصر القديمة.
يقول ول ديورانت:
كانت الكثرة الغالبة من الصناع من الأحرار، وقلتهم من الرقيق، وكان العاملون فى كل صناعة من الصناعات يؤلفون طبقة خاصة كما هو الحال فى الهند اليوم.
وكان يطلب إلى الأبناء أن يتخذوا صناعات آبائهم، وكان النظام المألوف للصناع الأحرار أن تؤلف منهم فرق تتبع رئيساً منهم أو مشرفاً عليهم يؤجر على عملها جملة ويؤدى هو لأفرادها أجورهم.
وفى المتحف البريطانى لوحة طباشيرية سجل فيها أحد رؤساء العمال أسماء ثلاثة وأربعين عاملا ودّون أمام أسمائهم أيام غيابهم وأسباب هذا الغياب من "مرض" أو "تضحية للإله" أو مجرد "الكسل".
وكان الإضراب كثير الحدوث، وقد حدث مرة أن تأخر صرف الأجور للعمال زمناً طويلاً فحاصروا رئيسهم وأنذروه بقولهم له : "لقد ساقنا إلى هذا المكان الجوع والعطش، وليست لنا ثياب، وليس عندنا زيت ولا طعام؛ فاكتب إلى سيدنا الملك فى هذا الأمر، واكتب إلى الحاكم (حاكم المقاطعة) الذى يشرف على شؤوننا حتى يعطيانا ما نقتات به".
وتروى إحدى القصص اليونانية المتواترة خبر فتنة صماء اندلع لهيبها فى مصر واستولى فيها العبيد على إحدى المديريات، وظلت فى أيديهم زمنا طويلاً كانت نتيجته أن الزمن، الذى يجيز كل شيء، أقر امتلاكهم إياها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة