البابا تواضروس يوضح سبب تسمية التقويم القبطى بتقويم الشهداء

الإثنين، 13 سبتمبر 2021 12:19 م
البابا تواضروس يوضح سبب تسمية التقويم القبطى بتقويم الشهداء قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية
كتب ـ محمد الأحمدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

صلى قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية القداس الإلهى فى كنيسة السيدة مريم العذراء والقديس الأنبا تكلا هيمانوت بالحي السابع بمدينة العبور، وذلك عقب تدشينها بمشاركة 6 من أحبار الكنيسة اليوم.

وقال قداسته خلال تدشين الكنيسة "كل سنة وأنتم طيبين بمناسبة عيد النيروز، وهو عيد نحن ننفرد به عبر كل كنائس العالم، نحتفل به امتدادًا من الحضارة الفرعونية القديمة، وكانت الحضارة الفرعونية حضارة غنية وكان لها تقويم خاص بها، وعندما أتت المسيحية في القرن الأول الميلادي على يد القديس مارمرقس الرسول واستشهد في مدينة الإسكندرية ونالت الإسكندرية الإيمان بالمسيح وصارت أول كنيسة في قارة أفريقيا تنال هذا الإيمان، وعاش المسيحيون في مصر عصور كثيرة وكان من أشدها عام 284م وهو العام الذي اعتلى فيه الملك دقلديانوس عرش الإمبراطورية الرومانية، وكان طاغية ومضطهدًا شديدًا للمسيحين، على يديه استشهد المئات، ويقال إنه استشهد فى زمنه حوالي 800 ألف مسيحي في مصر وخارج مصر، ولأن تاريخه كان حاسمًا في مسيرة المسيحية على أرض مصر اختار الأقباط السنة التي اعتلى فيها العرش 284م وجعلوها بداية السنة القبطية الجديدة.

وتابع قداسته و"يعرف هذا التقويم بتقويم الشهداء أو التقويم القبطي، صارت السنة القبطية وأسماء شهورها مأخوذة من أسماء التقويم المصري القديم (توت - بابه - هاتور....إلخ)، وتمتاز السنة القبطية بأنها سنة حسابية، فالسنة الميلادية والهجرية سنة فلكية ولكن السنة القبطية سنة حسابية وعدد الأيام الموجودة بكل شهر من شهورها 30 يومًا، وأضيف شهر صغير سمي بأيام النسئ ويكون 5 أو 6 أيام.

وعاش التقويم حتى اليوم وهذا يفسر لنا لماذا يكون مواعيد الاحتفالات لدينا مختلفة عن الغرب، لأننا نسير على هذا التقويم وأعيادنا مضبوطة على هذا التقويم القبطي، نحتفل بعيد النيروز في بداية السنة القبطية ويستمر أحتفالنا بالطقس الفريحي حتى 17 توت (عيد الصليب) الذي نحتفل به لمدة ثلاثة أيام، وتمضي مسيرة السنة الكنسية بكل أعيادها ومناسبتها وتذكارتها.

 وأضاف: نحتفل بعيد الشهداء وقد نظن أنه عيدًا قديمًا، ولكن الله أنعم في الأزمنه المعاصرة أن نسمع عن وجود شهداء وأن نراهم ونعرفهم، فصار هناك شهداء معاصرين ولذلك اختارت الكنيسة أن تعيد مرة أخرى للشهداء الجدد واختارت يوم (15 فبراير) من كل عام وهو تذكاردخول السيد المسيح إلى الهيكل، واختارت هذا اليوم لأنه تذكار شهداء ليبيا، واختارنا هذا اليوم ليمثل كل الشهداء ونحتفل به ويكون يوم فرح.


وأكمل: " أريد أن أتكلم معك عن نوعيات من الشهداء وأقصد نوعيات روحياتهم: النوعية الأولى: الشهداء الذين سفكوا دمائهم، هؤلاء الشهداء قدموا الحياة كلها مثل القديس مارمينا والقديسة دميانة والكثير من الشهداء، هؤلاء هم شهداء الدم، وشهادة الدم في التاريخ القبطي كانت لسببين: شهداء من أجل الإيمان، شهداء من أجل العفاف والقصص كثيرة جدًا مثل قصة القديسة ثيؤدورة والقديس ديديموس هؤلاء وغيرهم هم شهداء الدم، وشهداء الدم موجودين في كل زمن وفي زماننا أعطانا الله أن نحيا لمحات من عصور الاستشهاد مثل شهداء كنيسة البطرسية وشهداء طنطا وشهداء المرقسية وشهداء نجع حمادي وشهداء العريش وشهداء ليبيا، وشهادة الدم أثمن شيء.

النوعية الثانية: شهداء العرق، رمز للجهد والتعب والبذل والتضحية، وهم المعلمين المدافعين عن العقيدة الذين تحملوا آلام كثيرة ونسميهم المعترفين، وقد يكون الخادم أو الخادمة أو الراعي الذي يبذل نفسه وللقديس يوحنا ذهبي الفم عبارة خالدة " الشهيد يموت مرة واحدة من أجل سيده، والراعي يموت كل يوم من أجل قطيع سيده" "كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «إِنَّنَا مِنْ أَجْلِكَ نُمَاتُ كُلَّ النَّهَارِ." (رو 8: 36). والأبوالأم ينالون إكليل التربية وإذا أهملوا لا ينالوا هذا الأكليل، فشهداء العرق هم الذين يبذلون جهدًا ويقدموا وقت وفكر.

خدمة الافتقاد شكل من أشكال الشهادة، وقيسوا على هذا نوعيات متعددة، الإنسان الأمين في حياته وعمله ودراسته هذا يعتبر شكل من أشكال الشهادة أيضًا والنوعيات تتعدد في مجال الأسرة والدراسة والعمل والمجتمع.

النوعية الثالثة: شهدء الدموع، والدموع تعبر عن المشاعر الداخلية "حَوِّلِي عَنِّي عَيْنَيْكِ فَإِنَّهُمَا قَدْ غَلَبَتَانِي." (نش 6: 5). دموع الإنسان المصلي تغلب الله، الدموع تعبير عن روح الصلاة العميقة التي يقدمها الإنسان وقد تكون دموع التوبة وطلب الرحمة ودموع الحياة النقية، والدموع التي ترافق كلماتك وصلواتك، هؤلاء الذين يقضون أوقاتًا في الصلاة والتسبيح والترنيم هؤلاء يقدمون الدموع من أعماق قلوبهم ويرفعون هذه الدموع توسلًا أمام الله ليقبل توبتهم و يحفظ نقاوتهم، ولذلك يا أخوتي نحن نحتفل بعيد النيروز على مدار 17 يوما في بداية العام لا تظنوا أن الشهداء فقط هم شهداء الدم ولكن نوعيات الاستشهاد عديدة جدًا، والشهيد في عرف الكنيسة مكرم، والشهداء لهم مرتبة متقدمة في صلوات الكنيسة، لذلك وأنت تحتفل بعيد النيروز تسأل نفسك ماذا قدمت وماذا أقدم حبًا في مسيحي الذي صلب من أجلي؟ أقدم دما أم دموعا أم عرقا ماذا أقدم؟ فيجب أن تقدم تعبيرًا عن المحبة الموجودة بداخل قلبك.

وقال: "نحن نفرح بعيد النيروز ونفرح معكم اليوم وكل الأحبار الأجلاء والآباء الكهنة والشمامسة بتدشين هذه الكنيسة الجميلة، ونشكرالله أنه أعطانا في العبور كنيسة ثانية بعد كنيسة ماربولس ربنا يبعت، وبدأ العمل في كنائس أخرى وربنا يكمل ويفرحكم جميعًا، وأشكر أبونا رافائيل الأنبا بيشوي ونصلي أن يعطيه الله صحة ويكمل شفاءه والآباء الأحباء الذين يخدموا هنا أبونا يوحناوأبونا جوناثان وكل الآباء الأحباء في كنيسة ماربولس، ربنا يبارك الخدمة و المنطقة تعمر أكثر وأكثر، واسم العبور له مدلول في العهد القديم ونحتفل به في البصخة وله مدلول في العهد الجديد في حرب أكتوبر 1973م وله معاني جميلة جدًا.

واختتم: ربنا يحفظكم ويبارك في حياتكم ويفرحكم دائمًا ويبارك في كل من تعب في هذه الكنيسة من المهندسين والإداريين والفنانين والعمال والذين ساهموا وتبرعوا والذين صلوا وكل الذي قامت الكنيسة على اكتافهم لنصل إلى هذا اليوم ويصبح هو عيد الكنيسة السنوي، ربنا يحفظكم ويبارك حياتكم ونصلي من أجل أن يرفع الله وباء كورونا، ويجب أن نحترس من أجل أن يرفع الله هذا الأمرعن حياتنا وعن بلادنا وعن العالم كله، يعطينا المسيح دائمًا هذه النعم ويعطيكم فرح في قلوبكم وحياتكم وخدمتكم، يبارك كل أسرة ويعطينا دائمًا أن  نمجده في حياتنا ونشكره على نعمه الكثيرة وعطاياه العديدة، له كل مجد وكرامة من الأن وإلى الأبد آمين.







 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة