سعيد الشحات يكتب: ذات يوم..8أغسطس 1973القذافى يتحدث فى اجتماع الخمس ساعات بـ«أخبار اليوم» عن شارع الهرم وتطبيق الشريعة ومخاوف المرأة المصرية والمسيحيين من الوحدة مع ليبيا

الأحد، 08 أغسطس 2021 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم..8أغسطس 1973القذافى يتحدث فى اجتماع الخمس ساعات بـ«أخبار اليوم» عن شارع الهرم وتطبيق الشريعة ومخاوف المرأة المصرية والمسيحيين من الوحدة مع ليبيا معمرالقذافى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حضر الرئيس الليبى، معمرالقذافى، إلى القاهرة فى زيارة مفاجئة بدايات شهرأغسطس 1973، مكررا طلبه بالوحدة الفورية مع مصر، وسمح له الرئيس السادات بالاجتماع بمن يشاء ليعرف حقيقة النبض الشعبى، حسبما يذكر الكاتب الصحفى موسى صبرى، فى مذكراته «50 عاما فى بلاط صاحبة الجلالة»، مشيرا إلى أنه اجتمع برجال الدينين الإسلامى والمسيحى، وحضر اجتماعا مع التنظيمات النسائية، ومع الصحفيين فى «روزاليوسف».
 
كان موسى صبرى، رئيسا لتحرير «الأخبار»، يؤكد أنه فوجئ بأحد مرافقى «القذافى» يطلب تحديد موعد لزيارة مؤسسة «أخبار اليوم»، يذكر أنه دعا إلى الاجتماع كتابا وسياسيين من خارج «أخبار اليوم» من بينهم، النائب محمود أبووافية، أمينة السعيد، عبدالمنعم الصاوى، عبدالرحمن الشرقاوى، أحمد رشدى صالح، أنيس منصور، وغيرهم.
 
بدأ الاجتماع مساء 8 أغسطس، مثل هذا اليوم، 1973، واستمر قرابة 5 ساعات حتى منتصف الليل، وشهد سجالا ساخنا، يذكر «صبرى»: «قالت له أمينة السعيد أن مصر ليست شارع الهرم، وأن المرأة المصرية أصبحت فى وضع متقدم، ولن تستفيد شيئا من الوحدة مع ليبيا، وطالب أحمد رشدى صالح بالانفتاح الثقافى على العالم لا الانغلاق كما يفهم من كلمات القذافى، رغم أنه استخدم عبارة الانفتاح، وطالبه «أبووافية» بتحديد واضح لتطبيق الشريعة الإسلامية، وهاجم «القذافى» الصحافة المصرية التى لا تنشر الكثير عن ليبيا، وطالب بتغيير قيادتها، وهاجم أمريكا والاتحاد السوفيتى، واليمن الجنوبية التى تطبق الشيوعية، وقال: «يفهموا إيه فى الشيوعية؟ وهاجم جماعة الإخوان، وقال إنه من أجل مصر لا يهاجم السعودية والكويت ودول الخليج على الرغم منه».
 
 نشر «صبرى» وقائع الاجتماع كاملا فى 35 صفحة من مذكراته «صفحة 703 إلى 738»، يؤكد أن المناقشات كانت مهذبة ولم تسفر عن اتفاق مع «القذافى» فى كل ما طرحه من أفكار، ومن تفاصيلها، سأله أنيس منصور عن مفهوم النظرية الثالثة واجتهاده فى هذه النظرية، رد «القذافى» بإجابة مطولة خلاصتها: «أنها تنظيم لتطبيقات اقتصادية وسياسية واجتماعية، ويمكن اعتبارها التحدى الفلسفى لقضية الوحدة أو قضية العالم الثالث».
 
بدأت سخونة الحوار مع أمينة السعيد، التى ذكرت المكاسب التى حققتها المرأة المصرية منذ ثورة 1919، ثم أبدت مخاوفها على هذه الحقوق إذا اندمجنا مع ليبيا، رد «القذافى»: «أنا أستغرب من وجود المخاوف، أو ما هى العلاقة بين الوحدة والخوف على المرة؟» (ضحك الجميع)، وعلق أنيس منصور: «اختفاء الهمزة هو سبب الخوف»، رد «القذافى»: «ليس هناك فرق بين المرأة والمرة، ونحن فى ليبيا لا ننطق الهمزة، فنقول «هية» بدلا من «هيئة»، وهكذا».
 
استمر الضحك، وازداد مع قول «القذافى: «إذا كان الخوف من الهمزة بكرة نعمل لكم همزة كبيرة خالص»، أضاف: «فى الواقع مافيش أى داعى للمخاوف، يعنى الواحد يستغرب جدا جدا، تثار المخاوف على مستقبل المرأة كأننا وحوش عايزين يتحدوا مع آدميين، حتى تقولوا ما مصيرنا، بل أنا أؤكد أن الميثاق فى ليبيا يقيم لها حقوقا أكثر من الميثاق فى مصر، أنتم عندكم بيت الطاعة وعندكم الرجل يطلق زوجته زى ما هو عايز ويحرم أولادها منه، بيحصل هذا؟ إحنا ماعندناش، بعد الثورة وضعت تشاريع على أساس الدين الإسلامى، وتبين أن الإسلام ثورة خالدة فعلا، وثورة دائمة، وثورة تصلح لكل مكان وزمان وتعطى كل ذى حق حقه، إذا كان الرجل له الحق يطلب الطلاق فالمرأة لها الحق فى أن تطلب الطلاق من زوجها، ولا يوجد فى ليبيا امرأة تقدر تجبرها علشان تبقى مع زوجها، إذا كانت هى مابتحبوش، أو فيه سبب من الأسباب المشروعة التى تدعو هذه المرأة لعدم العشرة مع زوجها».
 
يضيف «القذافى»: «إحنا بالنسبة للأولاد مانرضاش الزوج أوالمرأة تأخذ الأولاد بالقوة، فيه شرع، فيه أصول يتحدد على أساسه مصير الأبناء، يمكن العكس فى الوحدة إذا سارت القوانين الليبية، أو أخذت بعين الاعتبار سوف تكون مكاسب للمرأة أكثر مما تحقق لها إلى الآن، ليس عندنا فرق بين المرأة أو الرجل فى المعاملات الإنسانية أبدا، لأننا بنطبق الشريعة الإسلامية». انتقل «القذافى» إلى وضع المسيحيين فى الوحدة، ونظر إلى موسى صبرى وسأله: «مش كان فيه خوف عند المسيحيين من الوحدة مع ليبيا؟»، رد «صبرى»: «ولا يزال» فضحك الحاضرون، قال «القذافى»: «لازم نقضى عليه الآن، هناك أكاذيب حول تطبيق الشريعة الإسلامية، مثل ما نشرته صحيفة لبنانية مأجورة من أن وفدا لبنانيا وصل إلى ليبيا، وفى المطار منعوا واحد مسيحى من الوفد دخول ليبيا، هذا كذب ولم يحدث إطلاقا، المسيحيون موجودون فى ليبيا ولهم كنائس، فى زيارتى السابقة لمصر قيل لى إن فيه تخوف من المسيحيين فى مصر، تخوف من التعصب فى ليبيا، وتكلمت فى هذه القضية فى الاتحاد الاشتراكى».
 
تحدث «القذافى» عن شارع الهرم وجماعة الإخوان وقضايا أخرى، فماذا قال؟









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة