قصة أب أخلص لأبنائه فأخلصوا له.. الأب المثالى عم أحمد: ربيت أولادي بقرش ساغ من عملي كمكوجى وسأكافح من أجلهم لآخر نفس.. الابن: أنا ووالدي بنكمل بعض.. وأصبحت كبير الفنيين بالمستشفى بجانب عملي كمكوجى.. فيديو وصور

الإثنين، 30 أغسطس 2021 04:30 م
قصة أب أخلص لأبنائه فأخلصوا له.. الأب المثالى عم أحمد: ربيت أولادي بقرش ساغ من عملي كمكوجى وسأكافح من أجلهم لآخر نفس.. الابن: أنا ووالدي بنكمل بعض.. وأصبحت كبير الفنيين بالمستشفى بجانب عملي كمكوجى.. فيديو وصور عم أحمد المكوجى
الدقهلية - مرام محمد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الأب المكافح هو السند والروح والدرع الحامى لأسرته، نبع العطاء الذى لا ينضب، والوطن الوحيد للحب والحنان والشعور بالأمان.. "ليس هناك فرح أعظم من فرح الابن بمجد أبيه، ولا أعظم من فرح الأب بنجاح ابنه".. عبارة تلخص علاقة عم أحمد بابنه البار محمد.

فبدفء ابتسامته وروحه التى تبث على العزيمة أفنى عم أحمد عرفة ابن مدينة المنصورة عمره فى تربية أبنائه وبناء مستقبلهم وتأمين حياة تليق بهم، بمهنة "كى الملابس"، مكافحا ومضحيا بكل ما أوتى به من قوة فى سبيل نجاحهم وتحقيق أحلامهم وأمانيهم لآخر نفس. والابن البار أحمد الذى بدأ حياته من الصفر يكافح من أجل حلمه فى النجاح العملى حتى أصبح فنى أجهزة طبية بمستشفى الأطفال الجامعى بمدينة المنصورة، ومع ذلك لم يتخل عن والده وعن مهنته "كى الملابس"، ملتزما بتقليد توريث المهنة، فظل يساند والده ويقف بجانبه كتفا بكتف رغم ترقيته ونجاحه العملى بالمستشفى، حتى أصبح محترف المهنتين، فى الصباح فنى أجهزة طبية وفى المساء مكوجى.

عم-أحمد-أثناء-العمل
عم أحمد أثناء العمل

ويقول عم أحمد عرفة رمضان البالغ من العمر 67 عاما، إنه عمل بمهنة "كى الملابس" وهو فى سن 12 عام وظل يعمل بها حتى تعلم وشرب الصنعة، ومع الوقت بدأت تأتيه وظائف عديدة ولكنه رفض الالتحاق بأى منها، مفضلا الاستمرار بعمله كمكوجى ليحصل على دخل يومى يساعده على المعيشة وتلبية احتياجات أسرته وأبناءه الثلاث وغية الحمام التى كان يمتلكها وتكلفه خمسين جنيها شهريا.

"بدأت اشتغل من وقت ما كان سعر القميص تعريفة وقرش ساغ".. فيقول عم أحمد، إنه علم أولاده وكبرهم بساغ، ومهنة "كى الملابس" هى صاحبة الفضل الأول فى تربية أولاده، ولم يفكر فى السفر لخارج البلاد بحثا عن عمل آخر يسانده فى الإنفاق على أسرته.

وأضاف عم أحمد، أنه فى بداية عمله بالمهنة فى عام 1978م كان يكوى الملابس بالمكواة الحديد التى تعمل بالجاز، ونظرا لإضرارها بالملابس الفاتحة والتطورات التى شهدها العصر، استحدثها بالمكواة الكهربائية مفضلا عنها المكواة البخارية، لسهولتها فى الاستخدام وكيها للملابس بشكل جيد ومهندم، مشيرا إلى أنه لايزال يحتفظ بمكواته الحديدية لأنها تذكره بالماضى الجميل.

عم-أحمد-المكوجى
عم أحمد المكوجى

وأشار عم أحمد، إلى أنه يعمل بالمحل يوميا من الساعة التاسعة صباحا وحتى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، يثابر ويكافح فى الحياة من أجل أبناءه ليوفر لهم لقمة العيش الحلال، متحملا ومتناسيا أوجاعه وتعبه لوقوفه لساعات طويلة بالمحل على قدميه، مضيفا بقوله، "الصحة حديد".

وتمنى عم أحمد، من الله أن يبعد عنه المرض، ويظل واقفا على قدميه يعمل ويكافح حتى الموت.

"بنكمل بعض".. هكذا وصف محمد علاقته بوالده، حيث قال، أن والده رجل كافح فى الحياة من أجلهم ومن أجل سعادتهم وإرضائهم وتوفير لقمة العيش لهم، ومع طبيعة الحال عندما يفتتح الأب مشروعا، أول من يعمل معه هم أبناءه لضيق الحال ولكسب الرزق الحلال، ومن واجبه على والده أن يساعده ويعمل معه بجانب عمله بالمستشفى لكونه ابنه الأكبر، ولكبر سن والده لا يستطيع أن يعمل طيلة اليوم فيعمل عدد ساعات محددة ليكمل هو الساعات المتبقية، مشيرا إلى أنه يفتخر بمهنة والده وسيظل واقفا فى ظهره ومساندا له.

وقال محمد، إنه كان فنى أجهزة مبتدئ فى بداية عمله فى المستشفى، واليوم هو كبير الفنيين على الدرجة الأولى بمستشفى الأطفال الجامعى ومسؤول عن صيانة الأجهزة الطبية الخاصة بالعناية المركزة وغرف العزل الطبى الخاصة بمصابى فيروس كورونا.

مكواه-قديمة

مكواه قديمة

وأشار محمد، إلى أنه يبذل جهدا كبيرا فى محاولة التوفيق بين عمله كمكوجى وعمله كفنى أجهزة طبية بالمستشفى، حيث أن مهنة المكوجى مجهدة للغاية، والجهد يتضاعف عليه نظرا لعمله فى المستشفى مع المرضى.

وقال محمد، أنه فى حالة أيام العمل المعتادة يذهب للمستشفى الساعة الثامنة صباحا ويعود لمنزله فى الساعة الثانية ظهرا يعقم نفسه تعقيم متكامل محاولا عدم الاختلاط بأهله ومن ثم يبدأ عمله كمكوجى حتى الساعة العاشرة مساءا فيقول "احنا أرزاقية جالنا شغل بنشتغل مجاش بنقفل ونروح".

وأضاف أنه فى بعض الأحيان قد يضطر للمبيت فى المستشفى فيذهب لـ"النبطشيات" الساعة الثامنة مساءً ويعود الثامنة صباحا من اليوم التالى ينام ساعتين فقط ليكمل يومه كموجى حتى الساعة الثامنة مساءا ومن ثم يباشر عمله كفنى أجهزة طبية بالمستشفى.

وقال محمد، إنه كان ضمن المشاركين فى اختراع وتطوير جامعة المنصورة لجهاز تنفس صناعى يعمل مع أكثر من مريض فى أن واحد، مشيرا إلى إنه فى يوم جاءه اتصال هاتفى من الدكتور محمد عطية البيومى أستاذ طب الأطفال والعناية المركزة بكلية الطب جامعة المنصورة ونائب رئيس الجامعة، يسأله عن إمكانية ابتكار دائرة معدلة لأجهزة التنفس الصناعى تسمح باستخدام أكثر من مريض لجهاز تنفس صناعى واحد بنفس الكفاءة ودون نقل للعدوى ويكون المعدل الكمى الخارج منها للمرضى كاف لعدد أكبر، فى ظل حاجة العالم كله لهذه الأجهزة لمواجهة جائحة كورونا، فأجابه بتلقائية بأنه من الممكن تحقيق ذلك على فردين وأكثر من خلال عمل وصلة أو أكثر وفقا لعدد الحالات المرضية ليصبح هناك دائرتين أو أنبوبتين أو أكثر يخرج منهم التنفس لأكثر من مريض، وتم تنفيذ الفكرة وحققت نجاحا ورواجا كبيرين.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة