العمل على تصويب الخطاب الإعلامى الرياضى وإعلاء قيم الحيادية والموضوعية والتأكيد على نشر الوعى الرياضى بعيدًا عن التعصب، هذه واحدة من توصيات الندوة التى نظمها "صالون الإعلام" الشهرى بمكتبة مصر العامة بحضور نخبة من خبراء الإعلام الرياضى والمتخصصين ولفيف من الشخصيات العامة والمثقفين، لمواجهة حالة الانفلات التى تسيطر على بعض البرامج الرياضية وعدم التزام غالبية العاملين فى هذا المجال بضوابط وأخلاقيات الإعلام بما يتسبب فى إثارة التعصب.
وحملت الندوة عنوان" الإعلام الرياضى.. رسالة الأخلاق فى مواجهة التعصب" وأدارها الكاتب الصحفى أحمد أيوب، رئيس تحرير مجلة المصور، وبحضور الإعلامين الكبار حسام الدين فرحات، وعمر عبد الخالق، وعبد الفتاح حسن واللواء الدكتور نصر سالم، وبحضور المستشار محمد شرين فهمى، رئيس محكمة جنايات القاهرة والإذاعى الكبير حازم طه والأستاذ ماهر عبد العزبز.
وأكدت الندوة ضرورة وجود ضوابط صارمة لرقابة البرامج الرياضية ومقدمى تلك البرامج سواء كانت تعليق على المباريات أو استديوهات تحليلية أو برامج حوارية، والتقييم الدائم للأداء ومحاسبة كل من يخرج عن قيم وأخلاقيات الإعلام، وعدم ترك المساحة لسيطرة الإعلان على الإعلام الرياضى سواء فى القضايا التى يطرحها أوالمذيعين والضيوف.
وأكدت الندوة ضرورة تطبيق ضوابط الأخلاقيات الإعلامية بحسم على القنوات التابعة للأندية لمنعها من الخروج عن السياق العام والزامها بالاقتصار فى تناولها على ما يخص النادى الذى تعبر عنه وعدم مهاجمة المنافسين أو تشويهم، كما كان الحفاظ على الذوق العام واحدة من التوصيات التى أكدت عليها الندوة أيضاً لتكون أحد الثوابت فى الإعلام بشكل عام والإعلام الرياضى بصفة خاصة.
وأكد المشاركون خطورة التهاون فى المحاسبة على التجاوزات التى تشهدها الساحة الرياضية ومن بينها الإعلام الرياضى وتخلق بيئة تعصب وتثير الفتن بين الشباب وتحول المنافسة الى صراع، والاستمتاع الى معركة، والروح الرياضية الى انتقامية.
واكد السفير رضا الطايفى، مدير صندوق مكتبات مصر العامة ضرورة منح هذا الملف أولوية لما يمثله من خطورة خاصة وأن الاعلام الرياضى يخاطب فئة الشباب بما تعنية من حماس واندفاع يجعلهم عرضة للتأثر بكل ما يتم طرحه من أفكار وأخبار أو اتهامات متبادلة فى البرامج الرياضية، وأكد الطايفى أن ما تسعى إليه القيادة السياسية الآن من بناء وإصلاح شامل يفرض علينا أن ندعمها ونساندها وأن نسير فى هذا الاتجاه أيضا لإصلاح الإعلام وفى القلب منه الإعلام الرياضى لما يمثله من أهمية وخطورة أيضا لأنه يساهم بشكل كبير فى توجيه الشباب.
وشدد الإعلامى حسام الدين فرحات ضرورة العودة مرة أخرى إلى تأهيل كل من يعملون فى الإعلام الرياضى وعدم فتح الاستديوهات لغير المؤهلين حتى لو كانوا نجوم الكرة، فالنجومية شىء ومهنة الاعلام شىء آخر تتطلب ممارسته تدريب والتزام بأخلاقيات وثوابت ترتبط بقيم المجتمع ونشر الوعى الرياضى وشعور بالمسئولية عن كل كلمة.
وقال فرحات أنه ليس هناك ما يمنع نجوم الرياضة من تقديم البرامج لكن بشرط خضوعهم لدورات تأهيلية وثقل مواهبهم وقدراتهم وتدريبهم على أخلاقيات الإعلام.
فيما أكد عمر عبد الخالق أن الاعلام الرياضى المصرى سسيظل هو الأكثر تأثيراً وجزء مهم من القوة الناعمة المصرية بشرط التمسك بنفس القيم والاخلاقيات التى فرضها جيل الرواد فى هذا المجال مثل فهمى عمر ومحمد لطيف وعلى زيوار وغيرهم، وطالب بدعم اذاعة الشباب والرياضة لتعود الى ممارسة دورها الرائد فى هذا الاتجاه.
وحذر عبد الفتاح حسن من خطورة ترك المساحة لقنوات الأندية لتحويل الرياضة الى صراع ومعارك وتراشق واتهامات تتسبب فى صناعة الفتنة وخلق التعصب.
ولفت اللواء الدكتور نصر سالم لفت إلى ارتباط الإعلام عموما والإعلام الرياضى على وجه الخصوص بالأمن القومى، لأن صناعة التعصب أحد وسائل حروب الجيل الرابع لتدمير المجتمعات وكما تسعى القوى المتربصة بالمنطقة لخلق الإثنية العرقية والدينية فهم أيضا يشجعون كل ما يؤدى الى خلق الإثنية الرياضية، من خلال صناعة التعصب فى الانتماء للأندية وتحويله الى تناحر وحرب رياضية كأحد السبل لنشر العنف والاحتراب الداخلى.
وفيما أشاد المشاركون بمبادرة "لا للتعصب" التى أطلقها المجلس الأعلى للإعلام بالتنسيق مع وزارة الشباب والرياضة لمواجهة كل مظاهر التعصب فى الإعلام الرياضى وتحويل البرامج الرياضية إلى منابر لدعم الأخلاق الرياضية ونبذ التعصب، وأكدوا على ما يمكن أن تحققه هذه المبادرة من بداية إصلاح حقيقى، فقد طالبوا بضرورة المواجهة الحاسمة والرادعة لكل من يخرج عن هذا الاتجاه أو يتسبب فى خلق حالة من الصراع الرياضى، مؤكدين أن الجمهورية الجديدة التى دشنها الرئيس عبد الفتاح السيسى بكل ما تتضمنه من مشروعات عملاقة وثوابت تقوم على بناء الإنسان ونشر القيم والأخلاقيات المصرية الأصيلة تتطلب أن يكون الإعلام الرياضى على نفس المستوى وأن يكون أحد دعائم الجمهورية الجديدة ولن يتأتى ذلك دون مواجهة أى خروج عن مبادئ وأخلاقيات الإعلام المحايد.
وأشار الكاتب الصحفى أحمد أيوب إلى أهمية دور الإعلام الآن فى رفع الوعى ويجب أن يعلم كل مصرى معنى الدولة وأهمية الدفاع عنها ورمزية العلم والانتماء، وكذلك مساندة الدولة وقيادتها ومؤسساتها فى عملية البناء التى تجرى الآن بجهد وطنى مخلص بعيداً عن التعصب وإحداث الفتن.
من جانبه أكد أيمن عدلى، رئيس لجنة التدريب والتثقيف بنقابة الإعلاميين أن الصالون سيتواصل فى جلسات شهرية وسيناقش القضايا الوطنية ليقدم رؤى مخلصة، مشدداً على أن مكتبة مصر العامة برئاسة سيادة السفير عبد الرؤوف الريدى فتحت أبوابها للصالون إيماناً منها بدور الوعى وأهمية الحوار المصرى الذى يستهدف دعم الدولة المصرية مشيراً إلى حرص الصالون على استضافت أصحاب الفكر والمفكرين والمثقفين وأصحاب التجارب الثرية.
"صالون الإعلام" الذى يتواصل بجلسة شهرية يستهدف تسليط الضوء ومناقشة القضايا الإعلامية المختلفة، ومساهمة الإعلام فى بناء الدولة ومواجهة التطرف ومخططات هدم الدولة المصرية، كما سيناقش مستقبل الإعلام المصرى وتطوير رسالته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة