صناعة الحصر من "الحلف" بسوهاج مهنة تواجه الانقراض.. تعمل بها السيدات بالمنازل وتصدر للقرى السياحية لاستخدامها فى المقاهى والكافيهات وتلقى رواجا.. تساعد على شفاء ألم الظهر والعمود الفقرى وموجودة منذ عهد الفراعنة

الحلفا هو نبات شيطانى لا أصل له نجده على جوانب الطرقات السريعة وعلى حواف الترع وبالقرب من شربط السكة الحديد يزدهر وبكبر بسرعة غريبة يكون تجمعات كبيره بتلك المناطق بحاول الجميع التخلص منه لما يسببه من أضرار للزراعات المجاورة له بالإضافة أنه عندما يدخل في مرحلة الجفاف فيشتعل من تلقاء نفسه من شدة الحرارة ويسبب حوادث خطيرة.

ولكن بالرغم من كل هذا هناك فيئة في المجتمع تعتمد على هذا النبات اعتمادا كليا في حياتها اليومية فهذا النبات المسمى بنبات الحلفا هو مصدر رزقهم الوحيد هو من يساعدهم على المعيشة وعلى مشاق الحياة لأنهم يصنعون منه منتج تراثيا توارثوه من عهد الفراعنة وهى مهنة صناعة الحصير من نبات الحلفا هذه الحصير التي كان لا يخلو أي بيت منها في صعيد مصر غنى أو فقير تستخدم للنوم وتستخدم للجلوس وتستخدم لإستقبال الضيوف وفى العصر الحديث أصبحت تستغل في أعمال تزين المقاهى والقرى السياحية وأماكن الجلوس الترفيهية.

هذه المهنة التي أوشكت على الانقراض مازالت هناك بعض القرى مازالت متمسكة بها وتعتبرها من اهم مصادر الدخل لها ففي نجع العمارنة دائرة مركز البلينا جنوب محافظة سوهاج يوجد داخل هذا النجع العديد من الأسرة تعايشون ويعملون بمهنة صناعة الحصر من نبات الحلفا ويقومون بتصديره للمحافظات المختلفة بالجنوب والشمال.

اليوم السابع التقى عددا من العاملين بتلك المهنة داخل نجع العمارنة بدائرة مركز البلينا لجنوب محافظة سوهاج للتعرف على أهم المعلومات حول تلك الصناعة القديمة التي توارثوها من أجدادهم الفراعنة ويحاولون بشتى الطرق الحافظ عليها من الانقراض ويطالبون بسرعة ضمها إلى الحرف التراثية.

في البداية يقول القرشى أحد أهم صناع الحصير بالقرية أن إنتاج الحصر يتم من أعمال الحلفا هذا النبات موجود على الطرقات وعلى جانب السكة الحديد وهذه المهنة تنفذها السيدات أكثر من الرجال لأن تلك المهنة تقوم بها داخل منزلها لا يراها أحد وهى مهنة شريفه فهى عمل بالحلال ونحن نقوم باكرا بالذهاب إلى أماكن تواجد النبات على الطرق ونقوم بحصد هذا النبات ونقوم بوضعه في الشمس حتى يجف وتركه لمدة 3 أيام وبعد ذلك نقوم بوضعه في المياه حتى يزيد وزنه وبعد ذلك نقوم بالعمل وإنتاج الحصير من نبات الحلفا.

وأضاف القرشي أن الحصير البلدى أو حصير الحلف يعد من أهم الأشياء التي تستخدم في العلاج لعلاج الظهر والعمود الفقرى تحديدا فهذه الحصير تساعد على تنشيط الدورة الدموية وهى جيدة التهوية لأن بها فتحات تهوية تساعد المرضى على الشفاء سريعا ونحن نترك النوم على السرير ونبيت عليها لأنها تساعدنا على الشفاء وهى تساعدنا لتكون صحتنا جيده وممتازة.

وأكد عم قرشى أن المكان الذى نقوم به بتصنيع الحصير هو مكان بسيط جدا مثلما كان يفعل أجدادنا الفراعنة والشده التي نقوم بعمل الحصير عليها هي شده بسيط جدا مجموعه من الأوتاد ومجموعة من الحبال ولوح خشب مفرغ به عده فتحات تمر بها الحبال ونبات الحلف هو بطل الصنعة والحصر التي نقوم بإنتاجها 3 أنواع حصير صغير للجلوس وحصير متوسط للمضيفة وحصير كبير للنوم والجلوس عليها للأكل وسعرها 30 جنيها و50 جنيها و80 جنيها، وأصبح الطلب يزيد عليها بمحافظات أسوان والبحر الأحمر والأقصر تلك المحافظات التي بها سياح نظرا لاستخدامها في القعدات البلدى وفى تغطية أمان الاستراحات وفى تغطية الكافتريات وهذه الحصر بها ميزه لا تجدها في أي حصير أخرى فهى بارده صيفا ودافئة في الشتاء وسعرها في متناول الجميع وهناك طلبات مستمرة عليها كما قلت بالمدن السياحية حتى أن بعض السياح يطلبونها بالاسم ويأخذونها معهم لبلادهم لما يعلمون من فائدة كبيرة صحية.

وطالب قرشى المسؤولين بالاهتمام بتلك الحرفة لأنها حرفة تراثية قديمة من عهد الفراعنة وهي مهنه لا تقل أهمية عن مهنة النول في أخميم فإذا كان النول في أخميم صناعة فرعونيه قديمة فصناعة الحصير من الحلفا هو أيضا صناعة فرعونية قديمة وهى تعود على من يعمل بها ربحا كبيرا جدا حتى أن التجار يقومون بتسليمنا ثمن الحصر التي يرودونها قبل تسليمها نظرا لما لديهم من طلبات مستمرة على حصر الحلفا نريد أن ترى حرفتنا ضمن الحرف التراثية وأن نشارك بها في المعارض التي تقيمها المحافظة نظرا لأهميتها.