فى وقت كان مسؤولو الاتحاد الأوربى يصرحون بأن إجلاء جميع الموظفين الأفغان من كابول بنهاية أغسطس أمر يكاد يكون مستحيلا، كما أن عمليات الإجلاء من المطارات الأفغانية عموما بدأت تتراجع، بعد سيطرة حركة طالبان على كابول، استطاعت أجهزة الدولة المصرية بتوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسى، أن تستعيد أبناء مصر من جاليتها على أرض كابول، وحملت طائرة عسكرية أبناء الجالية المصرية فى أفغانستان والعاملين بالسفارة المصرية هناك وأعضاء بعثة الأزهر الشريف، حاملين معهم رسالة طمأنينة لكل مواطن مصرى فى الخارج قبل الداخل، رسالة تقول لكل أبناء هذا الوطن اطمئن أنت فى قلب وعقل القيادة السياسية فى مصر، أنت فى حماية وطنك وجيشك أينما كنت، لن يمسسك سوء مهما بعدت المسافات، وهى الرسالة التى تؤكد عليها الدولة المصرية فى كل موقف، وأينما وجد النزاع أو التوتر فى أى من بقاع العالم تجد الدولة المصرية بإدارتها الرشيدة الواعية والمسؤولة وتجد رئيسها بقلب الأب يبحث عن أبنائه فى الخارج موفرا كل السبل لعودتهم سالمين إلى حضن الوطن، ولعل مشهد عودة المصريين من أفغانستان يذكرنا بالعديد من المشاهد السابقة، فقبل أشهر قليلة استطاعت الدولة المصرية استعادة المصريين المحتجزين فى ليبيا، ومن قبلهم عودة المصريين المختطفين فى اليمن، وعودة المصريين العالقين فى بلاد الخارج خلال أزمة كورونا، وهو ما نرصده فى السطور التالية مع مواقف تدخلت فيها الدولة المصرية لاستعادة أبنائها من بؤر التوتر ومناطق الأزمات فى العالم.
وصول الجالية المصرية
- 5 فبراير 2020.. عودة الصيادين المحتجزين فى اليمن
فى هذا التوقيت نجحت الجهود المصرية فى عودة 32 صيادا مصريا إلى أراضى الوطن بعد احتجازهم فى ديسمبر 2019، حيث بدأت القصة فى 14 ديسمبر 2018 حين خرج مركبان يحملان أسماء «وان تو» و«المصطفى الهادى»، من ميناء برانيس بالبحر الأحمر، بحثًا عن موقع جيد لصيد الأسماك بعدما قلت الأسماك فى البحر الأبيض المتوسط بسبب النوات، لكن الرحلة لم تكتمل.
وخرج صيادو مركبى «وان تو» و«المصطفى الهادى»، للبحث عن مصدر رزق آخر بعدما عانوا من ضعف الإنتاج الذى تشهده منطقة البحر المتوسط، بسبب النوات التى تمنع الصيادين من الخروج بمراكبهم للصيد، وتوجهوا إلى المياه الإقليمية اليمنية، حيث تم احتجازهم داخل ميناء الحديدة اليمنى، تمهيدا لمحاكمتهم فى اليمن، لكن الدبلوماسية المصرية تحركت حتى لا يتم حبسهم فى اليمن بتهمة تجاوز الحدود ودخول المياه اليمينة بدون ترخيص، وفى أثناء ضبط الحوثيين للصيادين المصريين، قال حمدى الغرباوى، نقيب الصيادين بعزبة البرج، إن وزارة الخارجية التى دائمًا تسعى فى تقديم الحلول للإفراج عن الصيادين المصريين المحتجزين من قبل القوات اليمنية، مشيرًا إلى أن إجراءات الإفراج تحتاج إلى وقت كبير بعد الإبلاغ عنه، وحينها بدأت الجهود المصرية، بعدما أجرت الدكتورة منال عوض محافظ دمياط، اتصالات مكثفة لبحث أزمة مركبى الصيد المحتجزين باليمن، حيث أكدت أنها تواصلت مع مساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية والمصريين بالخارج للعمل على الإفراج عن الصيادين المحتجزين وعودتهم لأسرهم فى أسرع وقت.
عودة الصيادين المحتجزين في اليمن
وقالت الوزيرة نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة، إن الدولة المصرية بذلت مفاوضات شاقة من أجل استعادة 32 صياداً بعد تعليمات القيادة السياسية، لافتة إلى أن هؤلاء الصيادين من محافظتى «كفر الشيخ ودمياط» وأضافت نبيلة مكرم، أن التنسيق يتم بين كل أجهزة الدولة، ومع الأشقاء فى المملكة العربية السعودية واليمن من أجل ضمان وصول هؤلاء الصيادين، وتابعت: «الدولة المصرية كانت على تواصل مباشر ومستمر مع هؤلاء الصيادين من أجل إيصال رسالة طيبة لهم بأن الدولة المصرية تهتم بهم».
وعلقت السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، على إعادة 32 صيادًا مصريًا إلى مطار القاهرة الدولى على متن طائرة مصرية، قادمة من العاصمة اليمنية صنعاء، مؤكدة أن هذا الأمر نصر جديد للدولة، ويعد سيمفونية أخرى من السيمفونيات التى تعزفها الدولة المصرية للحفاظ على رعاياها فى الخارج، وقالت مكرم، فى تصريحات للتليفزيون المصرى من داخل مطار القاهرة الدولى، إن الصيادين المصريين تم احتجازهم فى اليمن، وهم من كفر الشيخ ومن دمياط، وذهبوا للاصطياد فى مناطق محظورة فى البحر الأحمر ومنها إلى عدن، وتم احتجازهم من قبل الحوثيين وكان هناك تواصل من كل الدولة لإعادتهم.
- إبريل ومايو 2020 .. مطارات العالم تغلق أبوابها بسبب كورونا ومصر تخصص عشرات الرحلات الجوية لاستعادة أبنائها
فى الوقت الذى أغلقت فيه معظم المطارات بدول العالم أبوابها ذهابا وإيابا بسبب جائحة كورونا قررت الإدارة المصرية استعادة أبناء الوطن من البلدان التى تصاعد الخطر فيها، وخاطرت بتخصيص عشرات الرحلات الجوية التى غادرت مطار القاهرة الدولى بصورة استثنائية، لإعادة المصريين العالقين بعدة دول فى الخارج، حيث سيرت الشركة الوطنية مصر للطيران، 3 رحلات طيران، تتجه إحداها إلى واشنطن بالولايات المتحدة الامريكية والأخرى إلى مدينة جدة بالسعودية، والثالثة إلى دبى بالإمارات، لإعادة العالقين هناك، وسيرت شركة إير كايرو رحلتى طيران أيضا تتجهان إلى مدينة أبو ظبى بالإمارات، لإعادة المصريين العالقين هناك، ومن قبلهما بدأت وزارة الطيران المدنى تسيير رحلاتها الاستثنائية، وتتضمن حوالى 22 رحلة طيران لإعادة المصريين العالقين بالخارج، بالتنسيق مع وزارات الهجرة والخارجية والسياحة.
العائدون من الخارج
- 7 يوليو 2021 .. عودة العالقين فى الإمارات
فى الوقت الذى قررت فيه المملكة العربية السعودية عدم استقبال أى جنسية أخرى بخلاف أبنائها وفى الوقت الذى أغلقت فيه معظم مطارات العالم بسبب جائحة كورونا، تسبب هذا القرار فى ضرر لمئات المصريين الذى حصلوا على تأشيرات خروج وعلقوا فى مطار دبى وهو ما سبب أزمة كبيرة لهم، ولأسرهم بسبب احتجازهم فى الإمارات التى كانت تعتبر دولة «ترانزيت بالنسبة إليهم» يعبرون من خلالها للسعودية أو باقى الدول، وعلى الفور وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى، وزيرة الهجرة السفيرة نبيلة مكرم بضرورة التحرك لاستعادة المصريين وهو ما تم بالفعل عن طريق عدة وسائل منها جسر جوى يربط بين مصر والإمارات لعودة أبناء الوطن والتنسيق مع وزارة السياحة والشركات الخاصة وتم تشكيل غرفة عمليات بوزارة الهجرة لتلقى طلبات المصريين بالعودة من الامارات ووقتها كان على هذه الغرفة تنظيم عملية عودة المصريين عموما، وذلك بإشراف من رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى، حيث يتم إطلاعه على كل التطورات الخاصة بموقف العالقين المصريين بالإمارات، حتى عاد كل من يرغب من أبناء الوطن سالما دون أن يمسه مكروه.
عودة العالقين في الإمارات
- 18 يوليو 2020.. عودة المصريين المحتجزين فى ليبيا
كانت بمثابة ليلة عيد، حين وصل 23 مصريا من ليبيا بعدما نجحت أجهزة الدولة فى إنهاء احتجازهم فى ليبيا، بعدما كلف الرئيس عبدالفتاح السيسى، بإنهاء أزمة المصريين فى ليبيا، وأسفرت الاتصالات المصرية الليبية عن عودتهم وتأمين وصولهم إلى البلاد، بعد أن كلف الرئيس السيسى، أجهزة الدولة بإنهاء أزمة المصريين المحتجزين فى ليبيا، حيث كانت وزارة الداخلية بحكومة الوفاق الوطنى، أعلنت القبض على المتورطين فى واقعة الإساءة لعدد من العمال المصريين التى جرى تداولها وقتها على مواقعة التواصل الاجتماعى، بعد تحديد هوياتهم، مؤكدة مباشرة إجراءات الاستدلال معهم تمهيدا لإحالتهم إلى مكتب النائب العام فى طرابلس.
عودة المصريين المحتجزين في ليبيا
واستقبل مطار القاهرة الدولى حينها الرحلة رقم UZ132 التابعة لطيران البراق الليبى قادمة مطار معيتيقة تحمل 140 مرحلا مصريا وتم تخصيص بوبات بمبنى الركاب رقم 1 لاستقبال المرحلين، وحينها أكد السفير محمد ثروت سليم، رئيس البعثة الدبلوماسية المصرية فى طرابلس، أن السفارة المصرية نجحت فى ترحيل 140 مواطنا مصريا بينهم 17 طفلا أقل من 18 عاما، إلى القاهرة، وقامت السفارة المصرية بإنهاء الأوراق الثبوتية للمواطنين المذكورين وزيارتهم عدة مرات فى مراكز الاحتجاز المتفرقة فى ليبيا، وبعض هذه المراكز على بعد 550 كيلومترا من العاصمة طرابلس، مبينا أنه تم توفير الحاجات الضرورية العاجلة، والرعاية الطبية، واختبارات كورونا للمواطنين المصريين قبل الترحيل فى الطائرة المخصصة لهم.
خلال تلك الفترة سادت حالة من الفرحة العارمة فى منفذ السلوم بمحافظة مرسى مطروح، عقب عودة 23 من المصريين المحررين من أيادى الجماعات المسلحة فى ليبيا عقب عودتهم للبلاد عبر المنفذ، حيث قدم الـ23 مصريا المحررين من أيادى الجماعات المسلحة فى ليبيا عقب عودتهم للبلاد عبر منفذ السلوم بمحافظة مرسى مطروح، بعد تحريرهم من مدينة ترهونة الليبية، الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية، على مجهوداته الكبيرة فى عودتهم للبلاد.
اليوم السابع
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة