مفتى الجمهورية: بغير وعى صحيح وبناء عقول ناضجة لا يمكن أن تمضى مسيرة الوطن

قال فضيلة الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، إنه من خلال قراءتنا للمداخلة الهامة للرئيس عبد الفتاح السيسي لبرنامج صالة التحرير الذى تقدمه الإعلامية عزة مصطفى، على شاشة قناة صدى البلد، نستطيع أن نقف على مدى اهتمام ومتابعة الرئيس لكل ما يجري على الساحة بتفاصيله الدقيقة، وهذا الاهتمام يعطي الشعب المصري قدرا كبيرا من الطمأنينة والثقة أنه في يد أمينة وتحت عين ساهرة، وأن الرئيس يتابع بنفسه ويتدخل بشكل مباشر إذا وجد أن الأمر يستدعي ذلك.

وأضاف علام في تصريحات لليوم السابع :"أيضا فمن خلال التأمل لهذه المداخلة التاريخية نستطيع أن نقف على تلك الآفاق البعيدة والعميقة والدقيقة التي يتطلع إليها الرئيس السيسي في قضية تجديد الخطاب الديني، حيث أعطاها ذلك المفهوم الشامل والبعد الجديد بتأكيد سيادته على أنها قضية مجتمعية لها جوانب وأبعاد متعددة تحتاج منا جميعا للتضافر والتعاون من أجل الوصول إلى أمثل صيغة مجتمعية لتجديد الخطاب الديني، وأن هذا التجديد ليس محصورا في علماء الشريعة فقط، وإنما هي مسؤولية اجتماعية شاملة، هذه الرؤية لتجديد الخطاب الديني تتماشى تماما مع اتجاه الأئمة الكبار الذين تحدثوا عن التجديد بمعناه الشامل عند شرح حديث أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا». أن التجديد ليس محصورا في فئة بعينها؛ قال النووي: يجوز أن تكون الطائفة جماعة متعددة من أنواع المؤمنين. ما بين شجاع وبصير بالحرب وفقيه ومحدث ومفسر وقائم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وزاهد وعابد، ولا يلزم أن يكونوا مجتمعين في بلد واحد. أ.هـ من فتح الباري.

وأضاف مفتى الجمهورية:"ومن ثم فإن التجديد في فكر الرئيس السيسي كما هو في فكر أكابر علماء الإسلام مشروع قومي شامل يشترك فيه جميع أبناء الوطن كل من موقعه وبما يملكه من موهبة وعمل وإتقان، فالعالم والفنان والمهندس والطبيب والصحفي والمعلم والعامل...إلخ شركاء في هذه المشروع الوطني الشامل، وتكلم فخامة الرئيس أيضا عن قضية الساعة التي تشغلنا جميعا وهي قضية الوعي مشددا على أنها القضية الأهم في مرحلتنا الراهنة، فعدم الوعي والغفلة ثغرة كبيرة تنفذ منها الجماعات الظلامية بترويج الشائعات الكاذبة والأفكار المغرضة المغلفة بغلاف رقيق من التدين المفتعل الزائف أو الأيدولوجيات المصطنعة.

وتابع مفتى الجمهورية:"بغير صناعة وعي صحيح وبناء عقول ناضجة ونفسيات متزنة لا يمكن أبدا أن تمضي مسيرة الوطن نحو التنمية الشاملة وبناء مصر الحضارة بلا معوقات، وأكبر معوق وأعظم عقبات التنمية الشاملة هو المواطن الذي سلم عقله وفكره بلا وعي لمروجي الأكاذيب والشائعات الذين لا هم لهم إلا وقف هذه المسيرة التاريخية الاستثنائية التي يقودها الرئيس السيسي مسابقا عقارب الساعة لوضع مصرنا العزيزة في مكانتها الحضارية والعمرانية والتكنولوجية التي تليق بها.

وأضاف مفتى الجمهورية:"ومتى زاد وعي المصريين بخطورة ما يجري حولهم وما يدبر لهم من مكائد بواسطة الإعلام الإخواني الإرهابي، استطاع أن يدرك أن الدولة المصرية بقيادة الرئيس السيسي تسعى لبناء الإنسان المصري فكرا ووعيا وسلوكا وعلما وعملا وصحة وتعليما ومعيشة بناء صحيحا على أسس علمية وإنسانية وأخلاقية ودينية صحيحة، وهذه الوثبة الحضارية الشاملة التي يعمل على تحقيقها الرئيس تحتاج إلى تفعيل كل عنصر من عناصر هذا الوطن، وتحتاج إلى الاهتمام بالعلم والعمل والاجتهاد والتعاون والتكاتف مع الدولة المصرية ومشروعها الحضاري الطموح، إن المسيرة الإصلاحية التجديدية التي يقودها الرئيس عبد الفتاح السيسي تحتاج إلى كثير من الفكر والعمل، وتحتاج أيضا إلى تقليل مساحة الثرثرة والنقد الذي لا يستند على أسس علمية صحيحة، وإلى الكف عن الضجر الذي لا فائدة منه لأن قطار التغيير نحو مصر الحديثة، قد انطلق بقيادة الرئيس السيسي منذ أن تولى قيادة البلاد، ولن ينتظر القطار هواة النقد والكلام والثرثرة، ولكنه سيمضي بأصحاب العقول المبتكرة والسواعد العاملة والأفكار المجددة والقلوب المفعمة بحب هذا الوطن الذين يعشقون ترابه المتفانون في خدمته المضحون من أجل نهضته وتقدمه بكل غال وثمين، وبطبيعة الحال فلا نستطيع أن نعبر بشكل واف عن كافة تفاصيل المشروع القومي الطموح للرئيس عبد الفتاح السيسي لتجديد الخطاب الديني لإنارة العقل المصري بنور العلم والوعي، لكنها مجرد قراءة وتأمل، والأمر يحتاج إلى أن نتعاون جميعا من أجل تحقيق هذه الرؤية لمصر الحديثة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي.