أكرم القصاص - علا الشافعي

الموناليزا الأفغانية.. القصة الكاملة لـ شربات جولا فتاة أفغانستان الساحرة

السبت، 21 أغسطس 2021 04:00 م
الموناليزا الأفغانية.. القصة الكاملة لـ شربات جولا فتاة أفغانستان الساحرة الموناليزا الأفغانية
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على غرار لوحة "الموناليزا" للفنان الإيطالى "دافنشى" عادت إلى الأضواء مرة أخرى، صورة لفتاة أفغانية كانت حديث العالم منذ 3 عقود، وأصبحت بفضل صورتها وجمالها معروفة بـ"الموناليزا الأفغانية".
 
"الموناليزا الأفغانية" اسم لفتاة التقط لها صورة أثناء الحرب السوفيتية فى أفغانستان، ثمانينيات القرن المنقضى، فحصلت على لقب "الموناليزا"، خطفت الأضواء، ووصلت صورتها ومصورها إلى العالمية، بفضل تلك الصورة، الفتاة "شربات جولا" صاحبة الصورة الآن ليست الفتاة التى جذبت الانظار من ثلاثة عقود، بل امرأة فى نهاية العقد الخامس من عمرها.
 
وصعدت صورة السيدة الأفغانية إلى نقاشات مواقع التواصل الاجتماعى مؤخرا، بعد إحكام طالبان سيطرتها على البلاد، إذ تداول مغردون الصورة معتبرين "أنها تقول كل شيء عن أفغانستان دائما"، فى إشارة لما تمثله من سحر وجمال، وبؤس الواقع فى نفس الوقت.
 
الموناليزا الأفغانية
 
القصة بدأت ثناء الحرب السوفيتية على أفغانستان، وفى تلك الفترة التُقِطَت لها صورة من قبل ماكورى عام 1984. وفى عام 1985 ظهرت صورة شربات جولا على غلاف مجلة ناشيونال جيوغرافيك، وكان عمرها آنذاك ما يقارب 12 عاما، بعد الظهور الأول لصورة شربات جولا على العيان أصبح يطلق عليها اسم "الفتاة الأفغانية (The Afghan Girl)" حيث كانت هويتها مجهولة فى تلك الفترة إلى أن تم الكشف عن اسمها الحقيقى عام 2002، ونتيجة لصورة "الفتاة الأفغانية" التى أثارت اهتمام الناس فى ذلك الوقت، شُبّه ستيف ماكورى بـليوناردو دافينشى عندما رسم لوحة الموناليزا وفى ذلك دلالة على براعة ماكورى واختياره الموفق فى تلك الصورة، وقد كان يطلق على شربات جولا أحيانا ب "الموناليزا الأفغانية ".
 
ووفقا لـ"سكاى نيوز" فأنه بعد انتشار الصورة فى الغرب، شُبهت بلوحة الموناليزا لـ "ليوناردو دافنشي"، وأطلق عليها اسم "موناليزا العالم الأول فى العالم الثالث"، وأصبحت الصورة "رمزية" لـ "فتاة لاجئة تعيش فى مخيم بعيد" وتستحق التعاطف.
 
الموناليزا الأفغانية
 
ورغم الشهرة التى حققتها صورة جولا، إلا أن صاحبتها كانت خارج المعادلة، حيث لم تكن تعلم عنها شيئا، حتى قرر الصحفى ستيف ماكورى البحث عن جولا، وقام بعدة محاولات خلال التسعينيات للعثور عليها، باءت جميعها بالفشل.
عام 2002 سافر فريق ناشيونال جيوغرافيك إلى أفغانستان للبحث عن السيدة صاحبة الصورة، وبعد بحث مضني، عثر الفريق أخيرا على شربات جولا، فى منطقة نائية فى أفغانستان، حيث كانت تبلغ من العمر آنذاك حوالى 30 عاما.
 
تم التأكد من هوية جولا من قبل الأستاذ بجامعة كامبريدج جون داوجمان باستخدام تقنية التعرف على قزحية العين، من خلال تشغيل خوارزميات التعرف على قزحية العين على صور مكبرة لمناطق العين فى صورتها القديمة الملتقطة عام 1984، وصورة حديثة التقطت عام 2002.
 
1-1457759
 
بعد العثور على جولا، عرضت صور أحدث لها كجزء من قصة غلاف عن حياتها فى عدد أبريل 2002 من مجلة ناشيونال جيوغرافيك، وأيضا كانت موضوع فيلم وثائقى تلفزيوني، البحث عن الفتاة الأفغانية، الذى تم بثه فى مارس 2002.
 
 تقديرا لجولا أنشأت مجلة ناشيونال جيوغرافيك "صندوق الفتيات" الأفغانيات، وهى منظمة خيرية تهدف إلى تعليم الفتيات والشابات الأفغانيات، وفى عام 2008، تم توسيع نطاق الصندوق ليشمل الأولاد، وتم تغيير الاسم إلى "صندوق الأطفال الأفغان"، كما قامت ناشيونال جيوغرافيك أيضا بتغطية تكاليف العلاج الطبى لعائلة جولا، والتكفل بأداء فريضة الحج إلى مكة.
 
عاشت شربات جولا حياة صعبة، حيث ولدت فى عام 1972، وفرت مع عائلتها من قريتهم شرقى ولاية ننجرهار أثناء قصف الاتحاد السوفيتى لأفغانستان فى نهاية السبعينيات، حيث سارت مع أسرتها عبر الجبال إلى باكستان، باتجاه مخيم ناصر باغ للاجئين عام 1984، تزوجت جولا بين سن 13 و16، وعادت إلى قريتها فى أفغانستان عام 1992، وهى أرملة، لديها ثلاث بنات، وتوفى زوجها بسبب التهاب الكبد الوبائى سى فى عام 2012.
 
الموناليزا الأفغانية
 
فى 26 أكتوبر 2016، اعتقلت السلطات الباكستانية شربات جولا، لعيشها فى باكستان بوثائق مزورة، وحُكم عليها بالسجن خمسة عشر يوما وترحيلها إلى أفغانستان، حينها انتقدت منظمة العفو الدولية القرار.
 
وفى كابل، استقبل الرئيس أشرف غنى والرئيس السابق حامد كرزاى فى القصر الرئاسى شربات جولا وأطفالها، مع وعود بدعمها ماليا، وفى ديسمبر 2017، مُنحت جولا وبناتها الثلاثة مسكنا على مساحة 3000 قدم مربع (280 مترا مربعا) فى كابل.
 
ولا تزال شربات جولا شاهدة على مآسى بلادها حتى الساعة، إذ تجترّ صورتها القديمة ذكريات الماضى القديمة الأليمة.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة