الكاتب والمحلل الاستراتيجي الباكستانى حذيفة فريد لـ"اليوم السابع": طالبان ستدخل العاصمة كابول بشكل سلمى بعد محاصرتها.. إسلام أباد ستعترف بمن يختاره الشعب الأفغانى.. وما يحدث في أفغانستان سينعكس على دول العالم

الأحد، 15 أغسطس 2021 04:00 م
الكاتب والمحلل الاستراتيجي الباكستانى حذيفة فريد لـ"اليوم السابع": طالبان ستدخل العاصمة كابول بشكل سلمى بعد محاصرتها.. إسلام أباد ستعترف بمن يختاره الشعب الأفغانى.. وما يحدث في أفغانستان سينعكس على دول العالم الكاتب والمحلل الاستراتيجي الباكستانى حذيفة فريد
كتب أحمد جمعة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أكد الكاتب والمحلل السياسي والاستراتيجي الباكستانى حذيفة فريد أن سقوط العاصمة الأفغانية كابول في يد حركة طالبان أمر لا مفر منه، مرجحا أن يكون سقوط سلميا من أجل ذر الرماد في عيون المجتمع الدولي، مرجحا ألا يتأخر السقوط كثيرا إذ أنها مسألة سويعات إن لم تكن أقل.

وأشار الكاتب والمحلل الاستراتيجي الباكستانى في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" إلى سيطرة حركة طالبان على معظم أراضي أفغانستان، بل وسيطرت على الولايات الشمالية، والتي يعرف عنها بأنها لم تكن يوما في وفاق مع الجناب الطالباني، ولم يتبق أمام الحركة إلا كابول، والتي أصبحت محاصرة من جميع الاتجاهات.

وعن العوامل التي ساعدت حركة طالبان من بسط سيطرتها على جزء كبير من مساحة أفغانستان، أشار حذيفة فريد إلى أن أهم العوامل التي ساعدت طالبان هو وجود الحاضنة الشعبية التي لم تتخل عن طالبان يوما ما، وحتى أثناء الوجود الأمريكي، وكذلك حفاظ طالبان على اتصالاتها الخلفية مع كل أطياف الشعب الأفغاني وحكام الأقاليم والولايات، إضافة إلى ضم الحركة قيادات من الطاجيك والأوزبك، وعفوها عن كل من يستسلم، وكذلك هروب الجيش الأفغاني.

أكد أن الشعب الباكستاني لم يتفاجأ بسرعة سيطرة حركة طالبان على جزء كبير من أفغانستان لأنها لم تفقد السيطرة على أفغانستان حتى مع الوجود الأمريكي، إذ أن قرابة 30% من مساحة أفغانستان كانت في يد طالبان، مشيرا إلى أن العرض الذى تقدمت به حكومة أفغانستان لتقاسم السلطة مع طالبان تأخر كثيرا، ولكن الحركة لن تدخل كابول إلا سلميا، على حد تعبيره.

وحول اختلاف فكر حركة طالبان حاليا عما كانت عليه في تسعينيات القرن الماضي، لفت إلى أن فكر حركة طالبان يختلف في الوقت الراهن فلم تعد تلك الحركة الجامدة، إذ رأيناها تضم قيادات من أعراق أخرى غير العرف البشتوني، ورأينا ذلك في مفاوضاتها مع الجانب الصيني والروسي والطاجيكي والأوزباكستاني والإيراني، ورأينا الحركة تقدم تطمينات لدول الجوار والمجتمع الدولي بأن أفغانستان لن تكون منطلقا لشن هجمات على العالم، وأن الحركة هي حركة مقاومة وطنية، وفق تعبيره.

وحول تداعيات ما يجري في أفغانستان على الوضع الداخلي في باكستان، أكد المحلل الاستراتيجي الباكستانى أنه ما يهم بلاده هو أن تكون أفغانستان آمنة بغض النظر عمن يحكمها، ووجود حكومة أفغانية لا تحابي أو توالي طرف يعادى باكستان هو في صالحنا، ونرغب فى عودة اللاجئين الأفغان إلى بلادهم معززين مكرمين.

وعن إمكانية انجراف أفغانستان لحرب أهلية مثل حرب التسعينات عندما انسحب السوفييت بجيشهم، نفى "حذيفة فريد" إمكانية نشوب حرب أهلية وفق المعطيات الحالية خاصة وأن هناك بوادر ومؤشرات تدل على أن النظام في كابول سيسلم السلطة رسميا، إضافة إلى أن الدول المحيطة في أفغانستان تبذل قصارى جهدها لتفادي نشوب حرب أهلية تجر الشعب الأفغاني إلى موجات نزوح جديدة.

وأشار إلى أن الحكومة الباكستانية ستعترف فقط بالطرف الذى يتم اختياره من الشعب الأفغانى عبر عملية انتقال سلمى للسلطة سيكون في حال وصول طالبان عبر عملية انتقال سلمي للسلطة، موضحا أن دول الجوار ستقدم ما في وسعها لأفغانستان وفي مقدمتهم باكستان، إذ أن ازدهار أفغانستان يعني ازدهارا للمنطقة، وطالبان أعطت الكثير من التطمينات بهذا الخصوص، سواء للجانب الصيني أو الإيراني أو غيرهم.

وعن حقيقة وجود عناصر لتنظيم داعش تنشط في الأراضي الباكستانية، أشار المحلل الاستراتيجي الباكستانى أن هناك عناصر قليلة مدعومة من مخابرات أجنبية متواجدون في باكستان، ويقومون بعمليات ذئاب منفردة، ولكن ليسوا بذلك النشاط مطلقا، مشيرا إلى أن باكستان لن تنخرط في أي معارك داخلية في أفغانستان، ولكنها لن تسمح بأي شيء من شأنه أن يضر المصالح الباكستانية في المنطقة.

ورجح الكاتب والمحلل الاستراتيجي الباكستانى أن يتأثر العالم أجمع بما يجرى في أفغانستان فالعالم اليوم هو قرية واحدة، وما يحصل في دولة يؤثر على غيرها، ويختلف التأثير من دولة إلى أخرى، لافتا إلى أن أفغانستان هي منفذ العالم إلى آسيا الوسطى وسوقها الكبير، وستلعب أفغانستان دورا محوريا في هذا مما سيؤثر بدوره على العالم ككل، فضلا عن تأثيره على الشرق الأوسط.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة