تمر اليوم الموافق السبت 14 أغسطس 2021 الذكرى الـ 8 لفض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة المسلحين، وذلك بعد أن شهدت الدولة العديد من العمليات الإرهابية، عقب عزل محمد مرسى، وقيام ثورة 30 يونيو، فى محاولة فاشلة لإسقاط وتفتيت الدولة، وتصدت لها كل الأجهزة المعنية والمختصة، وأفشلت مخططات التنظيم الدولى لجماعة الإخوان الإرهابية.
المسار الأول: الاستقواء بالخارج
خططت جماعة الإخوان الإرهابية للوهلة الأولى من ثورة 30 يونيو على مسارين واضحين لعودة محمد مرسى إلى سدة الحكم من خلال الاستقواء بالخارج كمسار أول عن طريق قادة التنظيم الدولي، وأعضاء مكتب الإرشاد الهاربين، بالدول الأوربية والغربية، والاعتماد على منظمات أجنبية ومحلية مشبوهة، لإقناع وكسب ثقة المجتمع الدولي، ونفى تهمة الإرهاب عن الجماعة بالادعاء كونها ليست حقيقة وأنها مجرد "شائعة"، إلا أن تلك المحاولة بائت بالفشل الذريع، ما أدى إلى تنفيذ مخطط المسار الثاني.
المسار الثانى: تشكيل لجان عمليات مسلحة
تنظيم جماعة الإخوان بدأ في تنفيذ مخطط المسار الثاني متمثلاَ فى تكوين الجناح المسلح وعودته مرة أخرى مع نشأة الجماعة عام 1928، بعد أن تمكنت القيادات الهاربة فى دول مثل " تركيا – قطر – ماليزيا" من تشكيل ما يسمى بـ"لجان العمليات النوعية" الذى كان فى بادئ الأمر يُطلق عليه بـ"الجوالة" فى إطار محاولات تنفيذ مخطط إسقاط الدولة والقيام بعمليات العنف والإرهاب.
جماعة الإخوان الإرهابية اعتمدت بشكل واضح فى ذلك المسار الذي عُرف بـ"العمليات النوعية" أو "الجناح المسلح" حديثاَ على إنشاء وتأسيس عدد من الخلايا العنقودية على مستوى محافظات الجمهورية، تتضمن أعداد من أعضاء التنظيم فى مقدمتهم بعض عناصره المدربين على استعمال السلاح وتصنيع المتفجرات، وكذا التدريبات القتالية، ممن تلقوا الدورات العسكرية على يد العائدون من سوريا وليبيا والعراق، وغيرها من أماكن الصراع.
محاولة "شرعنة" العنف بعد ثورة 30 يونيو
جماعة الإخوان الإرهابية خلال السنوات الستة الماضية حاولت "شرعنة" مسألة تبنى العنف عقب سقوط رئيسهم محمد مرسي في ثورة الـ"30 من يونيو" والإطاحة بحكمهم والحلم الذي راحت تبحث عنه طوال الـ80 عامًا الماضية، ما اضطرها إلى تشكيل عدد من الخلايا النوعية بأسماء وهمية متعددة، باعتبارها كيانات مستقلة ليس لها بتنظيم الإخوان لإحياء التنظيم الخاص بها الذي كان بمثابة الجناح العسكري.
تحطم 10 حركات إرهابية على صخرة وزارة الداخلية
المجموعات الوهمية والخلايا العنقودية تمثلت فى: "كتائب حلوان، وحازمون، والعقاب الثوري، وتنظيم داهف، وحركة أحرار، ومجهولون، والمقاومة الشعبية، ومولوتوف، وولع، وكتيبة إعدام، وبلطجية ضد الانقلاب"، وجاءت حركة سواعد مصر المعروفة إعلاميا بـ"حسم" ضمن أبرز تلك الحركات، وذلك من خلال ترويج تلك الأفكار عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و "تويتر" عن طريق اللجان الإلكترونية الخاصة بالإخوان.
الحركات سالفة الذكر أو البيان، انتهجت وتبنت طريق العنف المسلح الذي تؤمن به كطابع لها، عن طريق تبنى كل منها طريقة معينة في عملياتها الإرهابية ضد الدولة والشخصيات العامة، بالاعتماد على الطرق البدائية في بادئ الأمر كاستخدام المولوتوف لحرق سيارات الأمن، والبنادق الآلية لاستهداف رجال الشرطة، واستهداف الكمائن باستخدام الدراجات البخارية.
حركة "كتائب حلوان" الارهابية
في أغسطس 2014 شهدت جنوب القاهرة إعلان تأسيس كتائب حلوان، عن طريق مقطع فيديو بثته لجان الإخوان الإلكترونية يظهر فيه مجموعة من الملثمين يحملون أسلحة آلية، ويرتدون ملابس قتالية شبيهة بما يرتديه عناصر كتائب القسام في غزة.
حركة "مجهولون" الارهابية
وفى مطلع فبراير 2014، أيضاَ ظهرت حركة تسمى "مجهولون" تبنت عدة حرائق ووقائع تخريب، وذكرت التحقيقات القضائية أنها أخطر المجموعات الإرهابية التابعة للجان النوعية، وتبين أن 5 قيادات بما يسمى بتحالف دعم الشرعية الهاربة بدولتي قطر وتركيا، تورطوا فى إنشاء وتأسيس الحركة لقلب نظام الحكم في مصر بالقوة، ووضعوا مخططا لاستهداف رجال الجيش والشرطة، تلك الحركة التي خرج من كنفها 8 خلايا عنقودية وهى: "العقاب، وهرماوى، والصقر المناضل، وطلباوى، والأبطال، والأيام الحاسمة".
بينما جاءت حركة "المقاومة الشعبية"، كثانى الحركات التى نفذت العديد من العمليات الإرهابية، التي استهدفت محطات الكهرباء والمياه وشركات المحمول، إضافة إلى عملها على محاولة اغتيال بعض أفراد الشرطة بحجة إيقافهم مظاهرات الجماعة الإرهابية، وإلقائهم القبض على مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي، وذلك فى مطلع عام 2014.
حركة "حازمون" الارهابية
بداية المخطط فى إعادة الجناح المسلح، كان بتكوين وتشكيل حركة "حازمون"، التي تأسست على يد "حازم صلاح أبو إسماعيل" وذراعه الأيمن "جمال صابر"، والتي ظهرت كأكبر الجماعات الإسلامية الجديدة التي حاصرت مدينة الإنتاج الإعلامي، ومقر المحكمة الدستورية، وأسست قبيل أحداث محمد محمود، لحشد الشباب من أجل التنسيق والترتيب لمواجهة الأحداث المتغيرة، عبر ما اسموه بـ"لجهاد، والتبشير بالثورة الإسلامية"، ولكنها عقب قيام ثورة 30 يونيو والإطاحة بنظام الإخوان قامت الحركة بتغيير اسمها بعد ذلك لتحمل اسم "حركة أحرار".
حركة "الأبطال الارهابية"
وفى 19 سبتمبر 2014 بدأت مجموعة تحمل مسمى "الأبطال" فى استهداف الشركة المصرية لتوزيع الغاز الطبيعى "تاون جاس"، وبتاريخ 22 سبتمبر 2014 هاجموا بنك الاتحاد الوطنى فرع الهرم بدائرة قسم شرطة الطالبية.
حركة "حسم" الارهابية
سواعد مصر – حسم" الحركة الأهم والأبرز لدى التنظيم بدأت متطورة في استخدامها لمواقع التواصل الاجتماعى والإنترنت حيث دشنت موقعًا خاصًا بها على الإنترنت وصفحة على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك وتويتر وتليجرام، وعمدت إلى نشر صور من عملياتها، منتهجة أسلوب العمليات البدائية، وغير المتطورة، مستخدمة المعدات البدائية في قتل خصومها، وهو ما يظهر أنها ليست تنظيمًا إرهابيًا كبيرًا كتنظيم داعش أو القاعدة.
حركة "مجهولون" الارهابية
"حركة مجهولون" هي إحدى المجموعات التابعة للجان العمليات النوعية التي أسستها جماعة الإخوان بديلًا عن التنظيم السرى، لتنفيذ العمليات الإرهابية والتكليفات الواردة إليهم من القيادات، وذلك بداية أكتوبر 2014، حينما هاجمت عناصر تتبع حركة "حسم" بنك الإسكان والتعمير فرع الهرم .
حركة "طلباوي" الارهابية
فى 26 يوليو 2014 نفذت مجموعة تسمى "طلباوى" محاولة لاغتيال العميد إسماعيل محمود أحمد رجب، مأمور قسم شرطة الطالبية، وعدد من الضباط والمجندين، غير أن الحركة انتهت بعد نجاح الاجهزة الامنية فى تفتيت عناصرها.
حركة "داهف" الارهابية
بتاريخ 7 أغسطس 2014 استهدفت حركة أطلقت على نفسها اسم "داهف" أمين شرطة يدعى رضا أحمد إبراهيم حمودة، أحد أفراد قوة الإدارة العامة لمرور الجيزة.
حركة "إعدام" الارهابية
وفى 7 أكتوبر استهدفت عناصر حركة "إعدام" نقطة مرور الطالبية، لكن مع تضييق الخناق عليها انتهت الحركة ولم تنفذ أى عمليات اخرى.
تحطيم الحركات على صخرة وزارة الداخلية
من جانبه، قال اللواء أمجد الشافعى، مساعد أول وزير الداخلية الأسبق والخبير الأمني، بداية يجب أن نؤكد في الذكرى الـ 8 لفض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة المسلحين أن "الممر الآمن" كان "قبلة الحياة" للمعتصمين مسلوبي الإرادة والوعي وكان قرار حكيم، كما أن ضباط الشرطة كانوا أبطال بحق فى هذا "الفض" كل فى مجاله، اجهزة المعلومات سواء "أمن وطني، وأمن عام"، وبالأخص أسود العمليات الخاصة بقيادة العظيم اللواء مدحت المنشاوي، فالتجربة فريدة ستكتب في التاريخ، حيث حددت إما أن نكون في دولة أو لا دولة فكانت بحمد الله تعالى الدولة والجمهورية الجديدة.
وبحسب "الشافعي" في تصريح لـ"اليوم السابع" – اعتصامي رابعة العدوية والنهضة المسلحين كانا بمثابة حضانة ومفرخه لشباب كثير تلاعب الإخوان بإدراكهم، و وعيهم واخصيت عقولهم للأسف، وسيظل الحدث ومكانه ذكرى مظلمة و مؤلمة لا يضئ فيها سوى رموز البطولة من الشهداء والأحياء، وما ستكشف عنه الأيام من بطولات لم تنشر بعد، كما أن جماعة الإخوان فشلت في خطة الخداع التي حاولت من خلالها الاختباء خلف ستار الحركات الوهمية، بفضل الضربات الأمنية التي حققتها وزارة الداخلية خلال السنوات الستة الماضية، وتحطيم تلك الحركات على صخرة وزارة الداخلية.
ووفقا لـ"الشافعى" - الشرطة المصرية اسقطت عشرات المجموعات المتورطة في تنفيذ العمليات الإرهابية، حيث أن الشرطة نجحت فى كشف الحركات والمجموعات التخريبية، التي ينتمى إليها المتهمون، والتي اكدت أن ما هى إلا كيانات وهمية وأن التنظيم الإخوانى يقود عمليات الإرهاب والتفجير بشكل مباشر، فمنذ 30 يونيو حتى هذه اللحظة الشارع المصري هو الشاهد الأهم والحقيقة على الحالة الأمنية باعتبار أن الشارع لا يكذب ولا يتجمل حيث يعيش في حالة من الاستقرار والأمن نعيشها في جميع المناسبات والاحتفالات والمواطن مطمئن ولا يهاب شيء نتيجة تلك الجهود الأمنية المكثفة من ضبط وتفكيك الخلايا الإرهابية الخطيرة والسجون المصرية خير شاهد على هذا الأمر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة