تحل اليوم الذكرى الـ 8 لفض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة المسلحين، ومازال تُمارس جماعة الإخوان المسلمين المحظورة إرهابها ضد المصريين، ما يؤكد أن الدولة المصرية لا تزال تقود حربا حقيقية وتواجه إرهابا دوليا منظما من إعداء الوطن في الداخل والخارج، تدعمه دول أو جهات بعينها بقصد إضعاف دور مصر الإقليمي، وإفشال مساعيها فى التقدم والازدهار وهم واهمين لن يستطيعوا النيل من مصر.
8 سنوات مضت على فض اعتصامي ميداني "رابعة العدوية والنهضة"، وسيظل هذا التاريخ شاهدًا على إرهاب جماعة اتخذت من الدين وسيلة لتحقيق أهدافها الدموية وستارًا لتنفيذ مخططاتها التخريبية، وسيبقى هذا التاريخ مهما توالت الأيام وتعاقبت السنون دليلًا قاطعًا وبرهانًا ساطعًا على أن جماعة الإخوان الإرهابية تريد الشر لهذا الوطن، في حينها سموه كذبًا اعتصامًا سلميًا، ولم تمر أيام على هذا التجمع المليشي إلا وتكشفت النوايا وسقطت الأقنعة وما كان اعتصامًا سلميًا بات معسكرًا مسلحًا يهدد ويتوعد الوطن، وتحول منبر هذا الاعتصام إلى منصة للتحريض وإصدار فتاوى القتل والحرق والتدمير.
مخططات جماعة الدم والنار
في التقرير التالى، يلقى "اليوم السابع" الضوء على الجرائم التي ارتكبتها "جماعة الدم والنار" بعد أن حاولت الجماعة استغلال الميادين كمنصة لنشر سمومها وأهدافها الخبيثة لأنصارها، والتحريض ضد الدولة المصرية من أجل تحقيق أجنداتها وأهدافها ومصالحها الشخصية، واستخدمت في سبيل ذلك الوعود البراقة والشعارات السياسية أمام أنصارها، من أجل السيطرة والتأثير عليهم، ووصل الأمر ذروته حينما استغلت الجماعة تلك المنصات في إخفاء أسلحة ومتفجرات بالداخل، ضمن مخطط تخريبي كان يستهدف إسقاط الدولة، وهو ما وصفته الكثير من وسائل الإعلام آنذاك بـ"الاعتصام المسلح" – بحسب الخبير القانوني والمحامى هانى صبرى.
الجماعة الإرهابية استخدموا السلاح ضد الجيش والشرطة والمواطنين الأبرياء، وقد استغلت قيادات جماعة الإخوان وأنصارها من التيارات المتشددة وعصبتهم في أيام اعتصامى رابعة والنهضة المسلحين، فألفوا من جمعهم هذا عصابة تهدف إلى مهاجمة طائفة من السكان ورجال السلطة العامة بالسلاح، ودبروا تجمهراً داخل نطاق "رابعة العدوية" و "النهضة" لتنفيذ أغراض إرهابية تهدف إلى قطع وتعطيل وسائل النقل العامة وإحداث شلل مروري تام وإشاعة الفوضى والإخلال بالسلم والأمن العامين من خلال إثارة أعمال الشغب والعنف ضد المواطنين – وفقا لـ"صبرى".
كيف سعى الإخوان لإعادة المعزول مرسى لسدة الحكم؟
ونفذوا ذلك المخطط فى غضون الفترة من 21 من شهر يونيو 2013 وحتى يوم 14 من شهر أغسطس من العام نفسه، حيث ارتكبوا جرائم الاعتداء على أشخاص وأموال، والقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد والشروع فيه، والتخريب والإتلاف العمدي للمباني والأملاك العامة واحتلالها بالقوة، وتقييد حركة المواطنين وحرمانهم من حرية التنقل والتأثير على السلطات العامة فى أعمالها بهدف مناهضة ثورة 30 يونيو، وقد قامت قيادات تنظيم جماعة الإخوان مدبرى هذا التجمهر آن ذاك بزيادة الحشد، فى مُحاولة منهم للضغط لإعادة الرئيس المعزول محمد مرسى إلى سدة الحكم، حيث قاموا بإمدادهم بالأدوات اللازمة للقيام بعملهم واستخدموا العنف والعدوان وصنوف التخويف، والأذى والتهديد والقتل بغير حق ومازالوا يمارسوا ذلك ضد المصريين وضد مؤسسات الدولة، وأن إرهابهم هو بغي بغير حق. وهذا الأمر كان لا يمكن السكوت عنه – الكلام لـ"صبرى".
في تلك الأثناء - قرر مجلس الوزراء فى 31 يوليو 2013 واستنادا إلى التفويض الشعبى الهائل من الشعب للدولة فى التعامل مع الإرهاب والعنف، البدء فى إتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة هذه المخاطر الناتجة عن التجمهر فى إطار أحكام الدستور والقانون، وقد تم مواجهة الاعتصام بالطرق القانونية لخطورته الكبيرة حيث اصدر النائب العام الراحل الشهيد المستشار هشام بركات قرارا بفض الاعتصام، والذي قامت الجماعة الإرهابية باغتياله فيما بعد بسبب ذلك القرار الحاسم - جدير بالذكر أن ما قامت به الشُرطة المِصرِيَّة فى فَض الاعتصامين قد جاء مطابقا للقانون وذلك وفقاً لتقرير منظمة "فرنكو إيجيبسيان" لحقوق الإنسان "أوفيد" – هكذا يقول "صبرى".
كيف حاولت الجماعة الوقيعة بين الجيش والشرطة والشعب؟
ووفقاً للثابت أيضا بتقرير لجنة تقصى الحقائق المعد من المجلس القومي لحقوق الإنسان حول أحداث فض اعتصام رابعة العدوية والنهضة، وأن عملية فض وإخلاء الاعتصام والتي استمرت 47 يوما جاءت تنفيذا لقرار النيابة العامة المصرية، وأنها تمت بمعرفة قوات أمن تابعة لوزارة الداخلية وجاءت اعمالا للقانون، وفى الحقيقة كانت عملية الفض ضرورية للحفاظ علي مكتسبات ثورة 30 يونيو وحماية مؤسسات الدولة المصرية والمصريين من إرهاب تلك الجماعة الإرهابية.
وهكذا تحول اعتصامي "رابعة والنهضة" المسلحين بين عشية وضحاها إلى بؤرة إرهابية وأكبر تجمع لمليشيات الإخوان وقواعد الجماعة، وهو ما وثقته الأدلة والفيديوهات والتسجيلات في أعقاب فض الميدان، وحاولت الجماعة في ذلك التوقيت كسب استعطاف الخارج إلا أن تلك المحاولات فشلت بشكل كبير، بل وأدت إلى توحيد وتلاحم الشعب المصري من أجل التخلص من جماعة الإخوان الإرهابية واقتلاع جذورها من الأرض، بسبب ما ارتكبته من جرائم في حق المصريين خلال فترة وجود محمد مرسى في الحكم.
حاولت الجماعة الإرهابية استغلال كافة الأبواق والوسائل، ولغة الخطاب الخادعة لأنصارها في الداخل والخارج من أجل إشاعة الفوضى في ذلك الوقت، وإظهار صورة الدولة باعتبارها مُقسمة إلى قسمين، وهو ما فشلت فيه جملة وتفصيلا، بعد أن تحول ميدانا "رابعة والنهضة" إلى مرتع للعنف لأنصار جماعة الإخوان ومعسكر للجماعة وقياداتها لترويع المواطنين.
إرهابيو اعتصام رابعة والنهضة
كانت لغة الخطاب لدى الجماعة وأنصارها تحرض على العنف والتدمير والدماء، وكان خير دليل على ذلك كلمات القيادي الإخواني الإرهابي محمد البلتاجي، حينما قال نصًا أمام الكاميرات ووسط أنصاره: "إن ما يحدث في سيناء من إرهاب هو رد فعل على عزل محمد مرسى، ويتوقف في اللحظة التي يعلن فيها عودة مرسى، كذلك لا تزال جملة الداعية الإخواني الإرهابي صفوت حجازي حينما قال: "أقولها مرة أخرى، الرئيس محمد مرسى الرئيس المصري اللي هيرشه بالمية هنرشه بالدم"، والتي كانت ترسخ لمفهوم العنف لدى قواعد الجماعة.
لم يكن المشهد الأبرز في فض اعتصامي ميداني "رابعة والنهضة" يتمثل في استغلال الجماعة نفوذها للتأثير على قواعدها، وتحويل تلك الميادين لبؤرة إرهابية فقط، بل كان المشهد الأكثر تأثيرًا وبروزًا يتمثل في استغلال النساء والشيوخ والأطفال وكبار السن كدروع بشرية ضد قوات الأمن في ذلك الوقت، وهو ما كان حديث وسائل الإعلام في ذلك الوقت التي خرجت لتندد وتشجب ما تقوم به جماعة الإخوان وأنصارها، وتعلن استنكارها وإدانتها لما ترتكبه الجماعة من جرائم.
الجماعة تتحول لـ"ثور هائج" في محافظات الجمهورية
وكعادتها جاء رد أنصار جماعة الإخوان الإرهابية المنتشرين في عدد من المحافظات والنجوع في ذلك التوقيت أكثر دموية وحاولوا القيام بعدد من العمليات الإرهابية في أنحاء مختلفة من البلاد، حيث قام أنصار الجماعة باستهداف أقسام الشرطة وبعض الكنائس، ولعل الواقعة الأبرز كانت اقتحام قسم شرطة كرداسة، وهى العملية التي استخدم فيها إرهابيون أسلحة "آر بى جى" وبنادق آلية، وهاجموا ضباط وأفراد القسم، وأشعلوا فيه النيران وقتلوا لواءي شرطة وضابطًا برتبة عقيد ونقيبين و7 آخرين من الأمناء والأفراد، والتي عرفت بعد ذلك بـ "مذبحة كرداسة".
فلم تترك الجماعة خلال فترة وجودها في الحكم فرصة إلا وحاولت شق صف المصريين واستغلال كافة الوسائل من أجل السيطرة على مقاليد الحكم بالكامل، وتثبيت أقدامها في كافة أركان الدولة، إلا أن المشهد الأكثر بزوغًا وبروزًا دائمًا هو صلابة المصريين وشجاعتهم والتي حالت دون نجاح الكثير من مخططات الجماعة الإرهابية، فلم تفلح الجماعة في تنفيذ أجنداتها المشبوهة بتحويل الدولة إلى "كتلة لهب" مثلما كان يروج قيادات الجماعة وأبواقها في الداخل والخارج.
وتجدر الإشارة أن جماعة الإخوان الإرهابية تنظيما سريا بدأ فى عام 1928 كشف عن وجهه القبيح على مدى 90 عاما تقريبا بث خلالها سمومه بالعمل السرى والتحريض العام ضد الدولة، وارتكبت الجماعة خلالها العنف والتحايل واستغلال الفرص والاغتيالات والإرهاب ونشر الفوضى وإشاعة الخوف بين صفوف الشعب المصرى، فضلا عن محاولتهم الدئوبة الإيقاع بين الشرطة والجيش والشعب واستخدام الفكر الديني المتطرف، فى تشجيع الموالين والمناصرين والمؤيدين لهم علي الإرهاب، إلى بجانب منهج الجماعة فى ترسيخ فكرة الظهور بمظهر المظلومية وادعاء أنهم ضحايا، واستغلال ذلك فى الأوساط والمحافل الدولية.
من أدبيات الجماعة التحالف مع الخارج أو حتى الشيطان
وبالرجوع إلى أدبيات هذه الجماعة الإرهابية نجد أنها لا تعرف معني الوطن وأن معظم تصرفاتهم وأعمالهم الإرهابية، وجرائمهم كانت لتحقيق أهداف سياسية معينة وأهداف خاصة سواء كانت ذات أجندة داخلية أو خارجية مستترين وراء الدين والدين منهم براء، وَهُم "كمذهب خوارج العصر" يتحالفوا مع حكومات خارجية ومع منظمات إرهابية تمثل أفكارا معينة بتوجيه للإضرار بالدولة المصرية، وهذه تدخل في دائرة "المنظمات الإرهابية" والتي تزهق الأرواح وتقتل الأبرياء.
ثورة 30 يونيو التي تعتبر في حد ذاتها حائط دفاع ليس عن وطننا الحبيب مصر فقط لكن عن منطقة الشرق الأوسط، وقد أفشلت مخططات الجماعة الإرهابية وشركاءهم الذين حاولوا بأقصى ما أوتوا من جهد من تخريب الدولة المصرية وهدم مؤسساتها، واحراجها أمام المجتمع الدولى لكن انتصرت المصريين عليهم، كما أن ثورة 30 يونيو تؤكد أن مصر تشهد تغيرات واسعة النطاق لبناء دولة حديثة وعصرية، وتتطلع لأفضل المعايير العالمية لتتمكن من اللحاق بركب التطورات العالمية التي يشهدها المجتمع الدولى، واستعادت الدولة المصرية مكانتها الإقليمية والدولية ويشهد العالم بدورها المحوري والفاعل في العديد من القضايا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة