أكرم القصاص - علا الشافعي

العباقرة ضعاف السمع.. فريق مصرى يصنع الروبوتات ويتفوق بالمسابقات العالمية.. فيديو

الأحد، 04 يوليو 2021 12:21 م
العباقرة ضعاف السمع.. فريق مصرى يصنع الروبوتات ويتفوق بالمسابقات العالمية.. فيديو ضعاف السمع
كتب – حسام الشقويرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

صناع الحياة قلائل يتحدون أنفسهم قبل أن يتحدوا العالم ليغيروا واقعهم إلى الأفضل،  سامى جميل هو أحد هؤلاء الذين تمردوا على هذا الواقع  حيث شاء القدر أن تكون والدته وخاله من أصحاب الإعاقة السمعية وكذلك إصابة أذنه اليسرى بالصمم، الأمر الذى أتاح له معايشة العالمين" الصم والبكم " و"السامعين" ويتحدث إلى كل عالم بمفرداته، الأمر الذى دفعه بشدة إلى محاولة تغيير عالم الصم وينطلق به وبشبابه الصغار إلى طموحات جديدة تعزز من مكانتهم في المجتمع، واستطاع بمساعدة بعض الهيئات المدنية والمبادرات وبإرادة حقيقية من تدريب هؤلاء العباقرة الذين انطلقوا عبر فرقهم من الصم والبكم ليرفعوا علم مصر في أكبر مسابقات الروبوت العالمية ويحصلون على المراكز الأولى وسط مجتمع "السامعين" كما يحلو له أن يردد دائما .

ويقول سامى جميل صاحب هذا التحدى ورئيس إحدى الجمعيات التي ترعى الصم والبكم بالإسكندرية، شاءت الأقدار أن أكون ابن لأم صماء وخال أصم وأذنى اليسرى صماء لا أسمع بها بشكل كامل، أعيش بها عمرى وأحمد الله أننى أسمع وأتكلم في حياتى نسبيا أعيش بشكل طبيعى، وأنهيت خدمتى العسكرية وتزوجت بامرأة تسمع وتتكلم وتعرف كل حياتى ووضعى الاجتماعى، وربنا أنعم عليا بأولاد طبيعيين.

وكانت بداية عملى في مجال رعاية الصم والبكم من خلال تطوعى بإحدى الجمعيات التي ترعاهم بالإسكندرية بمنطقة المنشية، ودخلتها حبا في أمى وخالى وتحول بعدها الأمر إلى قضية ورسالة، والوضع من 30 سنة كان محزن، وبدأت من داخلى طاقة لتغيير هذا المجتمع الذى لا يتناسب وضعه مع المجتمع العادى، خاصة وأننى كنت أنتظر أن يكون لى أولاد بنفس الظروف وراثيا، ولم يكن لهم أى مساحة من الاهتمام سواء في التعليم أو غيره، والوضع كان مرعب بالنسبة لى وأنا في انتظار أطفال، وكان الاهتمام الأكبر ناحية التعليم، وفتحت فصول للصم والبكم، وأنا خريج زراعة ودراستى ليس لها علاقة بالجانب التربوى، والتحقت بعدها بكلية التربية حتى أستطيع أن أضع خططا تربوية وتعليمية بشكل علمى، وقمت بدراسة العديد من المناهج في مجال تعليم الصم والبكم ولغة الإشارة، وذلك بهدف تعليم الصم لغة سماعية حتى ولو كانت مكتوبة وهى اللغة العربية، واتجهت بعد ذلك لتعليمهم مبادئ الكمبيوتر عن طريق مبادرة محافظ الإسكندرية الأسبق عبد السلام المحجوب لتعليم شباب المحافظة وبعدها حصلنا على جهاز كمبيوتر وقمت بتعليم اكثر من 40 شابا من الجمعية التي قمنا بتأسيسها لرعاية الصم والبكم .

وبعدها دخلنا الأوليمبياد المصرى للمعلوماتية بدعم من إحدى الأكاديميات التعليمية لمدة 3 سنوات على التوالي، وكان الغرض من المشاركة تغيير نظرة الأصم لنفسه وزيادة ثقته وتغيير نظرة المجتمع للصم والبكم، والأهم الاندماج في المجتمع، وحصلنا على المراكز الأولى وسط السامعين، وكان بالنسبة لنا إعجاز، ولم يكن الأمر بالصعب عليهم لأن لغة البرمجيات وتكنولوجيا الحاسبات والمعلومات هي الأقرب للغة الإشارة، حيث نتعامل مع كل مفردة بشكلها، وكانت أول مسابقة حققنا فيها المركز الثالث على 14 فريقا من خارج الصم والبكم والتي أهلتنا للمسابقة الدولية الأسيوية للروبوت في اليابا ، وفى الإسكندرية فزنا بالمركز الأول على كل السامعين ودخلنا المنافسات النهائية على مستوى الجمهورية وفزنا بالمركز الأول على مستوى 50 فريقا من السامعين وسلمونا تذكرة السفر بالفريق الى أمريكا بدعم من وزراة الاتصالات عام 2010 .

 وكانت مشاركتنا بمشروع مترجم إشارة إلكترونى وفزنا بكأس أحسن تدريب وإشراف على الرغم من عدم وجود مدرب للفريق بالبعثة لظروف خاصة فزنا بكأس أحسن مشروع روبوت على مستوى العالم ووقتها ارتفعت 8 آلاف ذراع لتحيتهم بلغة الصم والبكم وكنت فخور بان من استطاع رفع العلم المصرى في هذه المسابقة الدولية هم أبناء مصر الصم وليس السامعين وكنا الفريق الوحيد على مستوى العالم من الصم والبكم الذى ينافس السامعين .

ومن عام 2011  بدانا الاعتماد على الذات حيث اعتمدنا على أولادنا الفائزين في مسابقة أمريكا لتدريب زملائهم واصبحوا نواة اول مدربين وكان احسن مدرب روبوت كان اصم وعنده 17 سنة ودخلنا بعدها في العديد من المسابقات الدولية في اكثر من 15 دولة .

وفى الجمعية نقوم بتأهيلهم للدراسة الجامعية عن طريق تقديم سيرتهم الذاتية للاكاديميات للحصول على منح دراسية وحتى الآن تم تخريج 6 من أبنائنا من الجامعات والتحقوا بوظائف مرموقة في تخصصات مبرمج شبكات وتكنولوجيا معلومات والروبوت وكليات التربية لنوعية وتكنولوجيا التعليم ، ورسالتى لأولادي من الصم انهم يلكون قدرات غير طبيعية ويجب ان تنطلقوا بها واستفيدوا منها داخل المجتمع ، واطالب ان تقوم الدولة بفتح وزارة الاتصالات كاملة ومركز الابداع التكنولوجى وريادة الاعمال واحنا موجودين بكوادرنا لا ينقصنا سوى الدعم .

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة