يصطدم حلم منتخب إنجلترا بالتتويج بأول لقب لها في أمم أوروبا طوال تاريخها ووضع نهاية لـ55 عاما من الصيام عن الألقاب القارية اليوم السبت على الملعب الأوليمبي في روما بمنتخب أوكرانيا الطموح، الذي يقوده آندري شيفشينكو والذي يعود لخوض ربع نهائي بطولة دولية كبرى بعد 15 عاما.
وللمرة الأولى في هذه النسخة تلعب إنجلترا بعيدا عن ويمبلي، وتحديدا في العاصمة الإيطالية روما، دون أن تتمكن من الحصول على دعم جماهيرها، بعدما حظر اليويفا وكذلك السلطات الإيطالية دخول مشجعي إنجلترا للحد من انتشار وباء كورونا، وذلك إزء تزايد حالات الإصابة في بريطانيا بمتحور دلتا من كوفيد-19.
وسيتحتم على جميع السياح الإنجليز الذين يدخلون إيطاليا في هذه الساعات البقاء خمسة أيام في حجر صحي، بل وحال شرائهم لتذاكر دخول للملعب ستقوم السلطات بمنعهم، لذا يأملون في فوز منتخب بلادهم ليتمكنوا مجددا من مؤازرته حيث سيقام دورا نصف النهائي والنهائي في ويمبلي.
ولكن على المستوى الفنى، فإن إنجلترا بدأت تؤمن بإمكانية أن تحقق اللقب المنشود. فالشكوك التي ظهرت خلال مرحلة المجموعات بدأت في التلاشي، مع تعافي خط الهجوم، ليس بالشكل الكافي، لكن الفوز بثنائية نظيفة على ألمانيا في ثمن النهائي جعل الجماهير تنسى تلك المشكلات.
إنجلترا نجحت أخيرا في الفوز على ألمانيا في بطولة دولية كبرى، وعادت لتحيي حظوظها مجددا في الظفر بلقب، بعد 55 عاما، وهي تعلم أن أوكرانيا لن تكون بالمنافس السهل، لكنها من بين أسهل المنتخبات بالنسبة لرجال المدرب جاريث ساوثجيت، خاصة وهم ينظرون إلى الجانب المقابل للجدول، وكيف أن إيطاليا وبلجيكا وإسبانيا تتنافس على مقعد مؤهل للمربع الذهبي ومنه إلى النهائي.
ودون أن تتلقى شباكها أية أهداف طوال المباريات الأربع للبطولة، فإن الثقة تزداد في حارس المرمى جوردان بيكفورد، ليصبح الآن من معايير القوة لمنتخب "الأسود الثلاثة". وليس حارس إيفرتون فقط هو من يستحق الإشادة، فساوثجيت أيضا نجح في التنويع لغلق دفاعاته بين اللعب بأربع لاعبين في الخلف وأحيانا خمسة في مباريات مثل ألمانيا، ليتحقق المرجو وهو عدم تلقي أي أهداف.
بينما قد يعود المدرب للعب بأربعة مدافعين أمام أوكرانيا حيث يتوقع أن تغلق خطوطها وتتراجع للخلف مع الاعتماد على الهجمات المرتدة.
وستكون هذه هي مشكلة المنتخب الإنجليزي، فك لغز الدفاعات الثابتة والمنغلقة، الأمر الذي تسبب له في الكثير من المشكلات خلال دور المجموعات، حيث سجل هدفين فقط في ثلاث مباريات.
لكن المنتخب يعتمد في المقدمة على هدافه رحيم سترلينج، صاحب الـ3 أهداف في البطولة، ليكون السبب في وجود إنجلترا في ربع النهائي، إضافة لاستعادة هاري كين أخيرا للحس التهديفي بهدفه في الألمان، لتعود الثقة إليه مجددا بعدما نالته الانتقادات.
وسيواجه فريق ساوثجيت أوكرانيا التي تحولت من منتخب كان على وشك توديع البطولة، لتتشبث بأمل التأهل لثمن النهائي رغم حلولها ثالثة، لكن فوز إسبانيا الكبير على سلوفاكيا 5-0 هو ما منحها بطاقة التأهل ضمن أفضل أربع منتخبات حلت ثالثة وأطاحت بالأخيرة من البطولة.
وبقيادة آندري شيفشينكو، النجم السابق لميلان الإيطالي وتشيلسي الإنجليزي والذي كان في الملعب خلال آخر بطولة دولية ذهب فيها المنتخب "الأزرق والأصفر" لأدوار بعيدة، حينما سقطت أمام إيطاليا 0-3 في ربع نهائي مونديال 2006 بألمانيا، يتحلى المنتخب الأوكراني بالقوة البدنية والفنية والجدية اللازمة، خاصة وأنه لا يوجد أمامه شيء ليخسره.
فقد أظهر أخيرا لاعبون أمثال روسلان مالينوفسكي، صانع ألعاب أتالانتا، آندري يارمولينكو، جناح وستهام ورومان ياريمشوك، مهاجم جينت، قدرتهم على إلحاق الضرر بالخصوم.
فأوكرانيا وصلت إلى روما بفضل إطاحتها بالسويد بهدف في الدقيقة الأخيرة من الوقت الإضافي سجله أرتيم دوفبيج (2-1)، لكنها في ربع النهائي لن تتمكن من الاعتماد على أرتيم بيسيدين، الذي تعرض لإصابة قوية في القدم إثر تدخل من ماركوس دانيلسون.
وفيما يلي التشكيل المحتمل لكلا المنتخبين:
إنجلترا: بيكفورد؛ شو، ستونز، ماجواير، وولكر؛ رايس، فيليبس، جريلش؛ سترلينج، كين وفودين.
أوكرانيا: بوشاشان؛ كريفستوف، زابارني، ماتفيينكو؛ كارافايف، مالينوفسكي، سيدورتشوك، شابارينكو، زينشنكو؛ يارمولينو ويارمتشوك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة