النور مكانه فى القلوب.. "هيثم" يتحدى إعاقته البصرية ويبدع بصناعة السجاد "فيديو"

الخميس، 29 يوليو 2021 03:15 م
النور مكانه فى القلوب.. "هيثم" يتحدى إعاقته البصرية ويبدع بصناعة السجاد "فيديو" جانب من التقرير
كتب – إبراهيم سعيد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رغم كونه فاقدا للبصر، إلا أنه يمتلك موهبة مميزة ويعرف جيدا كيف يشق طريقه فى الحياة، فالإعاقة هى إعاقة العقل وليس الجسد. يقول هيثم فايز، ابن محافظة سوهاج، الذى فقد بصره، خلال استرجاعه لذكريات عشرة سنوات ماضية، إنه كان يبلغ وقت فقد بصره 25 عاما، وشعر وقتها بألم وحرقة بالعين قرر على إثره الذهاب للطبيب، ليكتشف وجود التهابات تحتاج لعلاج بـ«الكورتيزون»، لم يهتم كثيرا بالأمر، ماضياً في حياته وعمله كسائق، فلا وقت لديه للراحة ورفاهية العلاج، لكن الألم ظل يطارده، فكلما أهمل فى العلاج اشتد عليه، إلى حد التأثير على الشبكية، ليودع بصره «فى عز شبابه».
 
وأضاف "هيثم" خلال لقائه بكاميرا تليفزيون اليوم السابع، أنه قرر شق طريقه من الظلام إلى النور ويمسك بخيوط "الشانيليا" الحمراء، يمررها بعناية بين خيوط بيضاء مشدودة بقوة على نول خشبي، يستقر فى غرفة فارغة سوى من قصاصات الخيوط، حركات رشيقة ليديه وقدميه، تنتهي بقطعة سجاد أنيقة متناسقة الألوان، مضيفا أنه يعجز من يلمحها معرفة كيف لكفيف القدرة على غزلها، وبمجرد الانتهاء منها يعود مجددا لشريط الذكريات قائلا: "قلت لنفسي طب وبعدين، معقول حياتي هتقف وشبابي يضيع".
 
ومن هنا تحدث "هيثم" عن بداية مشواره بالسفر من محافظة سوهاج إلى القاهرة فى مدينة السادس من أكتوبر، والبحث عن بداية جديدة، حلّ ضيفاً على جمعية "شمس البر" مطرانية أكتوبر لرعاية الفئات الخاصة، وهناك بدأ تعلم غزل السجاد اليدوي، وشعر أن الأمل يتسلل إلى قلبه، وفى وقت قياسي عرف كل أسرار الحرفة ومهاراتها.
 
وأشار "هيثم"، إلى أن بداية يومه تبدأ مع دقات السابعة صباحاً، يرتب سريره، يتجه لغسل وجهه ومن بعده إعداد وجبة الإفطار، يتناوله في عجالة، ويدخل صومعته، الغرفة الأقرب لقلبه، حيث النول والخيوط والأحلام.
 
وبعدها يقوم "هيثم" برص بكرات الخيط فى "جرادل" حسب اللون، يبدأ مهمته بتصميم فى خياله للسجادة، ينسق ألوانها بعناية، فلا مجال للخطأ وسط التنظيم المُحكم، ويقول "هيثم": "نسج السجاد صعب بس فى بدايته، محتاج دماغ مش نظر"، فى غضون فترة وجيزة من 12 ساعة إلى يوم ونصف، ينتهى من قطعة السجاد، بعرض ثابت 75 سم، وطول متفاوت حسب طلب الزبون، ويبيعها بسعر يبدأ من 150 جنيها، من خلال معارض تسويقية وبعض المعارف.
 
وتابع هيثم، أنه حاول يستفيد بوظائف الـ5% المحددة لذوى الاحتياجات الخاصة، لكن مش عارف أتواصل مع أحد.
ويحلم "هيثم" بتطوير مشروعه، وأن يكون سبيلاً للخير ليس له فقط، إنما لغيره من المكفوفين، بزيادة عدد الأنوال ومن ثم الإنتاج، وإشراكهم فى معارض لتسويق منتجاتهم، قائلا: "الكفيف فقد نظره بس، ويقدر يشتغل وينتج ويحلم ببكرة".
 
 
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة