بعد أن أعلنت الرئاسة اللبنانية أمس نجيب ميقاتى رئيسا مكلفا للحكومة للبنانية خلفا لسعد الحريرى ، عقد اليوم مجلس النواب اللبنانى الاستشارات النيابية غير الملزمة لتأليف الحكومة، فيما أعلنت عدد من الدول دعمها لاستقرار لبنان والإسراع بتشكيل حكومة توفر المناخ المطلوب لتنفيذ الإصلاحات لإنقاذ البلاد من الاوضاع المتدهورة التى تكاد تقوده للهاوية.
وتأتى مصر وفرنسا فى مقدمة الدول الداعمة لاستقرار لبنان وشعبه.
وفى ختام مشاورات اليوم، قال رئيس حكومة لبنان المكلف نجيب ميقاتى، استمعت اليوم إلى آراء السادة النواب ورؤيتهم المسقبلية، وكان هناك إجماع من قبل كل الكتل والنواب على ضرورة الإسراع في عملية تشكيل الحكومة الجديدة، لعل وعسى أن نستعيد دور الدولة الغائبة منذ فترة طويلة، ووجود الدولة هو لطمأنة المواطن لكي يشعر بوجود مسؤول يرعاه ويسأل عنه، بخاصة في هذه الظروف الصعبة التي تحولت فيها الحقوق البديهية أولوية مطالب المواطن وهي العيش الكريم والحصول على الكهرباء والمحروقات والدواء ورغيف الخبز، وهذا ما نسعى لتأمينه اذا تشكلت الحكومة". وفق الوكالة الوطنية لإعلام لبنان.
وأجرى ميقاتي الاستشارات النيابية مع رئيس مجلس النواب نبيه برى ثم رئيس الوزراء الأسبق النائب سعد الحريرى زعيم كتلة تيار المستقبل ورئيس الوزراء الأسبق النائب تمام سلام ونائب رئيس مجلس النواب اللبناني إيلى فرزلى .
نجيب ميقاتى
والتقى ميقاتى مساء اليوم بالرئيس ميشال عون فى بعبدا ، وأطلعه على نتائج المشاورات التى جرت بمجلس النواب ، وقال ميقاتى: "نتفق جميعا على الضرورة القصوى في الاستعجال بتشكيل الحكومة، وهناك توافق كبير مع الرئيس حول العديد من الأمور ".
لقاءات ميقاتى
و التقى ميقاتي مع النواب المستقلين وعددهم 9 نواب، إضافة إلى كتلة التنمية والتحرير "الكتلة النيابية لحركة أمل برئاسة نبيه بري وتضم 17 نائبا" وكلتة تيار المستقبل برئاسة سعد الحريري "وتضم 18 نائبا" وتكتل لبنان القوي برئاسة جبران باسيل "الكتلة النيابية للتيار الوطني الحر الفريق السياسي لرئيس الجمهورية اللبنانية وتضم 17 نائبا" وكتلة الوفاء للمقاومة "الكتلة النيابية لحزب الله وتضم 12 نائبا" وكتلة التكتل الوطني "الكتلة النيابية لتيار المردة ويضم 5 نواب" وكتلة اللقاء الديمقراطي "الكتلة النيابية للحزب التقدمي الاشتراكي وتضم 7 نواب" وكتلة الوسط المستقل "كتلة رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي وتضم 3 نواب" والكتلة القومية الاجتماعية "التكتل النيابي للحزب السوري القومي الاجتماعي ويضم 3 نواب" وكتلة اللقاء التشاوري "تجمع للنواب السنة ويضم 4 نواب" وكتلة الجمهورية القوية "التكتل النيابي لحزب القوات اللبنانية ويضم 14 نائبا" وكتلة نواب الأرمن "التكتل النيابي لحزب الطشناق ويضم 3 نواب" و كتلة ضمانة الجبل "التكتل النيابي للحزب الديمقراطي اللبناني ويضم 4 نواب".
وكان ميقاتي قد تم تكليفه أمس بتشكيل الحكومة اللبنانية بعد حصوله على أغلبية 72 صوتا في الاستشارات النيابية الملزمة التي أجراها رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون مع 115 نائبا من الكتل النيابية والمستقلين.
مفتى لبنان يدعو لدعم ميقاتى
و من جانبه أعلن مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، دعم وتأييد تسمية رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي لتشكيل الحكومة.
ودعا المفتي دريان القوى السياسية إلى التعاون مع رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي ومساعدته وتسهيل مهمته لتشكيل حكومة تلتزم بوثيقة الوفاق الوطني التي أجمع عليها اللبنانيون وتعزيز دور الدولة ومؤسساتها.
وأضاف دريان - في بيان له ـ أن دار الفتوى تؤيد كل ما ينقذ لبنان من أزمته السياسية والاجتماعية والاقتصادية لتنعكس إيجابًا على مصالح وحاجات الناس اليومية وإيقاف معاناتهم.
وأوضح أن ميقاتي هو عضو طبيعي في المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى وهو من الرجال الذين تنعقد عليه الكثير من الآمال في وضع حد للانهيار الذي يعاني منه لبنان واللبنانيون وهو رجل دولة ومؤسسات بامتياز.
وتمنى مفتي الجمهورية لرئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي التوفيق والنجاح في مهمته في هذه الظروف الصعبة على أن يتم تشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن.
الجامعة العربية تعضد لبنان
ويظل الدور المحورى الذى تلعبه جامعة الدول العربية فى كافة الملفات العربية، خاصة على صعيد الأزمة اللبنانية وقد أجرى الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، اتصالاً برئيس الوزراء اللبنانى المُكلف نجيب ميقاتى، حيث تمنى له التوفيق فى مهمة تأليف حكومة قادرة على إجراء الإصلاحات الضرورية والعاجلة التى يحتاجها لبنان للخروج من مأزقه الراهن.
وأوضح مصدر مسئول بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية أن أبو الغيط عبر لميقاتى عن دعم الجامعة المستمر للبنان للخروج من أزمته الحالية والتى أثرت تبعاتها على كافة شرائح الشعب وعلى استقرار البلاد.
الاتحاد الأوربى يشدد على المصداقية
وعلى صعيد متصل، أكد الاتحاد الأوروبى أهمية تشكيل حكومة ذات مصداقية وخاضعة للمساءلة فى لبنان دون تأخير، لتكون قادرة على معالجة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية الشديدة التى يواجهها هذا البلد.
جوزيب بوريل
جاء ذلك فى بيان أصدره الممثل الأعلى للشئون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل، على الموقع الإلكتروني الخاص به، بمناسبة ترشيح نجيب ميقاتي لمنصب رئيس الوزراء المكلف في لبنان.
وأضاف البيان، ندعو القادة السياسيين اللبنانيين إلى التعاون والسماح بتشكيل سريع لحكومة ذات مصداقية وقادرة لما فيه مصلحة الشعب اللبناني، ولا يزال تنفيذ الإصلاحات الرئيسية فى مجال الحوكمة والاقتصاد أمرًا ملحًا للغاية، على النحو الذي دعت إليه مجموعة الدعم الدولية للبنان والاتحاد الأوروبي والأعضاء الآخرين في المجتمع الدولي لفترة طويلة، والآن يجب أن تبدأ المحادثات الفعالة التي تهدف إلى التوصل إلى اتفاق مبكر مع صندوق النقد الدولي على الفور لتجنب الانهيار المالي.
وتابع بوريل - في بيانه - "نوصي أيضا بمواصلة لبنان الالتزام بتنفيذ خطة الإصلاح والإنعاش وإعادة الإعمار (3RF) ، كما أن عملية الإصلاح في لبنان يجب أن تشمل المجتمع المدني في البلاد، ويجب أيضا أن تبدأ البلاد الاستعدادات لانتخابات عام 2022 بشكل جدي لضمان إجراء هذه الانتخابات في الموعد المحدد".
وأكد المسئول الأوروبي أن بروكسل ستظل على استعداد لمساعدة الشعب اللبناني، لكن من الضروري أن تفي القيادة اللبنانية بمسئولياتها السياسية وتفتح الطريق لحل سريع للأزمة ،حسبما جاء في ختام البيان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة