أكرم القصاص - علا الشافعي

الإمام الحسين فى الطريق إلى الكوفة.. ما يقوله التراث الإسلامى

الأربعاء، 28 يوليو 2021 05:00 م
الإمام الحسين فى الطريق إلى الكوفة.. ما يقوله التراث الإسلامى كتاب البداية والنهاية
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان الإمام الحسين بن على وآله قد تحركوا إلى الكوفة ولم يعرفوا ما حل بمسلم بن عقيل سفير الحسين إلى أهل العراق الذى قتله بنو أمية هناك، وقبل مقتله كان مسلم ابن عقيل يحاول بكل الطرق أن يبعث إلى الحسين يخبره بتغير الحال فى العراق وأن عليه أن يرجع مع أهله ولا يأتى إلا الكوفة.. فما الذى جرى بعد ذلك، وما الذى يقوله التراث الإسلامي؟
 

يقول كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ ابن كثير تحت عنون "صفة مخرج الحسين إلى العراق":

لما تواترت الكتب إلى الحسين من جهة أهل العراق وتكررت الرسل بينهم وبينه، وجاءه كتاب مسلم بن عقيل بالقدوم عليه بأهله، ثم وقع فى غبون ذلك ما وقع من قتل مسلم بن عقيل، والحسين لا يعلم بشيء من ذلك.

بل قد عزم على المسير إليهم، والقدوم عليهم، فاتفق خروجه من مكة أيام التروية قبل مقتل مسلم بيوم واحد - فإن مسلما قتل يوم عرفة - ولما استشعر الناس خروجه أشفقوا عليه من ذلك، وحذروه منه، وأشار عليه ذوو الرأى منهم والمحبة له بعدم الخروج إلى العراق، وأمروه بالمقام بمكة، وذكره ما جرى لأبيه وأخيه معهم.
 
قال سفيان بن عيينة: عن إبراهيم بن ميسرة، عن طاووس، عن ابن عباس.
قال: استشارنى الحسين بن على فى الخروج.
فقلت: لولا أن يزرى بى وبك الناس لشبثت يدى فى رأسك فلم أتركك تذهب.
فكان الذى ردّ على أن قال: لأن أقتل فى مكان كذا وكذا أحب إلى من أن أقتل بمكة.
قال: فكان هذا الذى سلَّى نفسى عنه.
وروى أبو مخنف: عن الحارث بن كعب الوالبي، عن عقبة بن سمعان: أن حسينا لما أجمع المسير إلى الكوفة أتاه ابن عباس فقال: يا ابن عم إنه قد أرجف الناس أنك سائر إلى العراق، فبين لى ما أنت صانع؟
فقال: إنى قد أجمعت المسير فى أحد يومى هذين إن شاء الله تعالى.
فقال له ابن عباس: أخبرنى إن كان قد دعوك بعد ما قتلوا أميرهم ونفوا عدوهم وضبطوا بلادهم فسر إليهم، وإن كان أميرهم حى وهو مقيم عليهم، قاهر لهم، وعماله تجبى بلادهم، فإنهم إنما دعوك للفتنة والقتال، ولا آمن عليك أن يستفزوا عليك الناس ويقلبوا قلوبهم عليك، فيكون الذى دعوك أشد الناس عليك.
فقال الحسين: إنى أستخير الله وأنظر ما يكون.
فخرج ابن عباس عنه، ودخل ابن الزبير فقال له: ما أدرى ما تركنا لهؤلاء القوم ونحن أبناء المهاجرين، وولاة هذا الأمر دونهم، أخبرنى ما تريد أن تصنع؟.
فقال الحسين: والله لقد حدثت نفسى بإتيان الكوفة، ولقد كتب إلىّ شيعتى بها وأشرافها بالقدوم عليهم، وأستخير الله.
فقال ابن الزبير: أما لو كان لى بها مثل شيعتك ما عدلت عنها.
فلما خرج من عنده، قال الحسين: قد علم ابن الزبير أنه ليس له من الأمر معى شيء، وأن الناس لم يعدلوا بى غيري، فود أنى خرجت لتخلو له.
فلما كان من العشى أو من الغد، جاء ابن عباس إلى الحسين فقال له: يا ابن عم! إنى أتصبر ولا أصبر، إنى أتخوف عليك فى هذا الوجه الهلاك، إن أهل العراق قوم غدر فلا تغترن بهم، أقم فى هذا البلد حتى ينفى أهل العراق عدوهم ثم أقدم عليهم، وإلا فسر إلى اليمن فإن به حصونا وشعابا، ولأبيك به شيعة، وكن عن الناس فى معزل، واكتب إليهم وبث دعاتك فيهم، فإنى أرجو إذا فعلت ذلك أن يكون ما تحب.
فقال الحسين: يا ابن عم! والله إنى لأعلم أنك ناصح شفيق، ولكنى قد أزمعت المسير.
فقال له: فإن كنت ولا بد سائرا فلا تسر بأولادك ونسائك، فوالله إنى لخائف أن تقتل كما قتل عثمان ونساؤه وولده ينظرون إليه.
ثم قال ابن عباس: أقررت عين ابن الزبير بتخليتك إياه بالحجاز، فوالله الذى لا إله إلا هو لو أعلم أنك إذا أخذت بشعرك وناصيتك حتى يجتمع على وعليك الناس أطعتنى وأقمت لفعلت ذلك.
قال: ثم خرج من عنده فلقى ابن الزبير فقال: قرت عينك يا ابن الزبير؟ 
ثم قال ابن عباس: هذا حسين يخرج إلى العراق ويخليك والحجاز.
قال: سمعت الشعبى يحدث عن ابن عمر: أنه كان بمكة فبلغه أن الحسين بن على قد توجه إلى العراق فلحقه على مسيرة ثلاث ليالٍ، فقال: أين تريد؟
قال: العراق، وإذا معه طوامير وكتب، فقال: هذه كتبهم وبيعتهم.
فقال: لا تأتهم؛ فأبى.
فقال ابن عمر: إنى محدثك حديثا، إن جبريل أتى النبى ﷺ فخيره بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة ولم يرد الدنيا، وإنك بضعة من رسول الله ﷺ؛ والله ما يليها أحد منكم أبدا؛ وما صرفها الله عنكم إلا للذى هو خير لكم، فأبى أن يرجع.
قال: فاعتنقه ابن عمر وبكى قال: أستودعك الله من قتيل.
وقال يحيى بن معين: حدثنا أبو عبيدة، ثنا سليم بن حيان، عن سعيد بن مينا.
قال: سمعت عبد الله بن عمرو يقول: عجل حسين قدره، والله لو أدركته ما تركته يخرج إلا أن يغلبني، ببنى هاشم فتح هذا الأمر، وببنى هاشم يختم، فإذا رأيت الهاشمى قد ملك فقد ذهب الزمان.
قلت: وهذا مع حديث ابن عمر يدل على أن الفاطميين أدعياء كذبة، لم يكونوا من سلالة فاطمة كما نص عليه غير واحد من الأئمة على ما سنذكره فى موضعه إن شاء الله.
وقال يعقوب بن سفيان: حدثنا أبو بكر الحميدي، ثنا أبو سفيان، ثنا عبد الله بن شريك، عن بشر بن غالب.
قال: قال ابن الزبير للحسين: أين تذهب؟ إلى قوم قتلوا أباك وطعنوا أخاك؟
فقال: لأن أقتل بمكان كذا وكذا أحب إلى من أن تستحل بى - يعني: مكة .









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة