مع بدايات التليفزيون كان الأمر غير معتاد لمعظم النجوم الذين سبق وتعاملوا مع السينما والمسرح ، فلم يكن مألوفًا التعامل مع 3 كاميرات بدلاً من كاميرا واحدة، كما لم يكن علم المونتاج قد تطور كما هو الآن، وكانت الأعمال التلفزيونية يتم تصويرها فى شوط واحد وإذا حدث خطأ من فنان أثناء التصوير يتم إعادة المشاهد من بدايتها.
وفى عدد نادر من مجلة الكواكب صدر عام 1961 وخصصت خلاله المجلة عددًا من الموضوعات للاحتفال بالذكرى الأولى لميلاد التليفزيون، تحدثت المجلة عن مواقف عدد من نجوم الفن عندما وقفوا أمام كاميرا التليفزيون لأول مرة، وعن المواقف المحرجة التى حدثت مع بعضهم.
وكان من بين المواقف ما حدث مع موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب حين دعى لأول مرة لتسجيل أحد البرامج للتليفزيون، وعندما بدأ التسجيل أراد عبدالوهاب أن يتنحنح كعادته، ولكن صاح فيه المخرج: "إيه ده يا أستاذ"، فرد موسيقار الأجيال: أنا عادتى كده، وأعيد التسجيل من جديد، وحرص عبد الوهاب على أن يكتم النحنحة حتى انتهى التسجيل، وبعدها تنفس الصعداء قائلاً: "إيه ده دى حبسة وحشة خالص".
كما حكى المخرج محمد سالم أحد كبار مخرجى التليفزيون للكواكب عن موقف آخر حدث مع عبدالوهاب، حين كان سالم يجهز حلقة من حلقات برنامج البيانو الأبيض، وكان اتفق مع محمد عبدالوهاب على تقديم فقرات البرنامج، ولم يكن سالم يعرف شيئًا عن عادات موسيقار الأجيال.
وقال المخرج الكبير إنه بدأ البروفات للبرنامج فى الساعة 8 مساء وأن عبدالوهاب متحمس جد، كان مقررًا أن يتم بث البرنامج على الهواء فى الساعة 11 مساء، وجلس سالم فى غرفة الكنترول يتابع العمل.
وأشار المخرج إلى أنه عندما دقت الساعة 9 اختفى عبدالوهاب نهائيًا من الاستديو، وبدأ الجميع يبحث عنه، وتحير سالم ماذا يفعل فى هذا الموقف الحرج، وبينما يفكر صرخ أحد المساعدين فرحًا وهو يقول: "وجدته"، حيث كان عبد الوهاب يتناول العشاء فى إحدى القاعات الخارجية لمبنى التليفزيون، فجرى إليه المخرج.
وقال المخرج محمد سالم: "ذهبت وأنا أتكلف ابتسامة وقلت له: هتخلص عشا امتى يا أستاذ "، فأجاب بكل هدوء: بعد ساعة بالضبط"، وهنا رد المخرج: طيب والبروفات؟"، فرد عبدالوهاب بكل هدوء : نبدأها الساعة 10".
وأضاف سالم أنه فى تمام الساعة 10 وجد عبد الوهاب فى الاستديو، ولكن لم تكد تبدأ البروفة حتى بحث عنه مرة أخرى فلم يجده، وعلى الفور ذهب المخرج للقاعة التى تناول فيها عبد الوهاب الطعام، فوجده يتناول بعض الفاكهة، وسأله متعجبًا: إيه ده يا أستاذ، فأجاب موسيقار الأجيال بكل هدوء: أصلى نسيت الفاكهة وأنت غير مثلجة فأرسلت لإحضار فاكهة مثلجة من المنزل".
وأوضح المخرج أن عبد الوهاب ظل يأكل حتى الساعة الحادية عشرة إلا الربع وكاد سالم يشد شعره من التوتر والغيظ، وانتظر حتى عاد بعبد الوهاب إلى الاستديو، ثم أغلق الأبواب بالمفتاح ووضعه فى جيبه، خوفًا من أن يخرج مرة أخرى ليشرب القهوة، وعندما دقت الساعة 11 بدأ بث البرنامج، وكان عبد الوهاب متألقًا وفى غاية النشاط والإبداع، ولكن أكد سالم أنه تعلم من هذا الموقف أن موسيقار الأجيال يتناول عشاءه الساعة 9 مهما كانت الظروف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة