أكرم القصاص - علا الشافعي

هزما الإدمان وواجها المرض.. قصة حب فاروق الفيشاوى وسمية الألفى

الأحد، 25 يوليو 2021 11:00 ص
هزما الإدمان وواجها المرض.. قصة حب فاروق الفيشاوى وسمية الألفى فاروق الفيشاوى وسمية الألفى
زينب عبداللاه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

جرئ لأنه كان يمتلك شجاعة لا يملكها غيره، وقدرة على الصدق مع النفس والغير ندر أن تتوافر في شخص أخر، هكذا كان الفنان الكبير الحاوى فاروق الفيشاوى الذى تحل ذكرى وفاته الثانية اليوم حيث رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم الموافق 25 يوليو عام 2019 بعد رحلة معاناة مع مرض السرطان، وبعد حياة حافلة بالفن والإبداع والتجارب الإنسانية.

" كنت عبداً للهيروين".. لا يمكن لأحد أن يعترف بهذا الاعتراف إلا إذا كان إنساناً استثنائياً، جريئاً صادقاً متصالحاً مع نفسه يمتلك الجرأة على الاعتراف بأخطائه كى يستفيد منها غيره، وهكذا كان فاروق الفيشاوى، ففضلا عن موهبته الفنية المتفردة والتي استطاع من خلالها أن يتمرد على أدوار الفتى الجان الوسيم فقط ليؤدى كل الأدوار ومنها ، سايس الجراج والصعيدى والضابط والصول والنصاب وراقص التنورة والحانوتى والجزار والصهيونى، كان الفيشاوى يمتلك من الصفات مالا يمتلكها غيره ومن الجرأة والصدق مالا يقدر عليه الكثيرون

استطاع الحاوى التغلب خلال مراحل حياته على أقسى درجات الضعف الإنسانى، وفى أصعب هذه اللحظات كانت إلى جواره دائماً حب عمره وأم ابنيه الفنانة سمية الألفى.

كان الفيشاوى طالبا فى السنة الأخيرة بمعهد التمثيل حين وقف على المسرح بطلا لمسرحية السندريلا، ووقفت أمامه البطلة الجميلة ، فتاة فى السنة الأولى بكلية الآداب تخطو أول خطواتها فى عالم التمثيل، حينها دق قلب الفتى الوسيم فاروق الفيشاوى ، شعر بأن مصيره سيرتبط بمصير الطالبة الصغيرة سمية الألفى وستكون سندريلا حياته ، فبادلته نفس المشاعر وجمعتهما قصة حب كبيرة توجت بالزواج مع بداية خطواتهما الأولى فى عالم الشهرة، وأنجبا ابنيهما أحمد وعمر ، بعدما تعرضت سمية للإجهاض 12 مرة تقريبًا – بحسب تصريحها لأحد البرامج- وفي كل مرة كانت تعيد التجربة ، وكان للسندريلا دور كبير فى اجتياز الفيشاوى لأكبر محنة فى حياته عندما عرف طريق الإدمان وهو فى منتصف مشوار نجوميته فى الثمانينات.

وكان الفيشاوى يقوم ببطولة مسرحية شباب امرأة حين وقع فى فخ الإدمان،  وكان وقتها عمر ابنه أحمد 7 سنوات ، بينما كان عمر ابنه عمر 9 أشهر ، وخلال هذه الفترة رفض العديد من الأدوار السينمائية والتلفزيونية، وأنفق معظم دخله حتى قرر أن يهزم الإدمان بشجاعة وأن يجعل من تجربته ملهمة للكثير من الشباب الذين أقلعوا عن الإدمان، وكان لزوجته الفنانة سمية الألفى فضل كبير فى أن يجتاز محنته وأن يشفى ويتحرر من الإدمان بعدما رافقته فى هذه الرحلة الصعبة ، وفى عام  1987 أعلن فاروق الفيشاوى بقوة وجرأة لم يصل إليها غيره أنه كان مدمنا للهيروين، بل وصارح الجمهور بتفاصيل رحلة إدمانه وشفائه من خلال حوار صحفى طلب بنفسه أن يجريه مع الكاتب الصحفى صلاح منتصر ليتحدث فيه عن هذه التجربة الصعبة وينقلها للجمهور كى يحذر من خطورة الإدمان ويحمى الشباب من هذا الشبح ، وجاء الاعتراف تحت عنوان " كنت عبدا للهيروين" ، وتحدث خلال هذا الحوار عن دور زوجته فى اجتيازه لهذه المحنة.

وأكد الفيشاوي، أنه يمتلك شجاعة الاعتراف بأي خطأ ارتكبه، وأن الإنسان لن يتعلم من أخطائه طالما لا يدركها ولا يعترف بها، وكان هذا الحوار دافعا للكثير من الشباب للإقلاع عن الإدمان.

تحدث الفنان الكبير خلال الحوار الذى نشرته مجلة أكتوبر بتاريخ 13 ديسمبر عام 1987 عن تفاصيل حياته خلال تسعة أشهر كاملة كان فيها عبدًا ذليلًا للهيرويين، وعن دور زوجته وقتها الفنانة سمية الألفى فى مساعدته على التعافى من الإدمان ،مؤكدا أن قضية المخدرات فى مصر، والهيرويين بالذات، أخطر مما يتصورها الكثيرون وأننا  لن نستطيع مواجهة هذا الخطر بغير المعرفة بكل أبعاده، والمصارحة بكل أسراره، واعتبر مصارحته واعترافه بما حدث له خلال الرحلة من الإدمان للتعافى تجربة أراد أن يضعها أمام كل شاب حتى يحميه من هذا الشبح، حيث أشار الفنان الكبير إلى حجم الخسائر المادية والنفسية والصحية التى عاشها، مشيرا إلى أن هذه الشهور التسعة كانت عارًا يجب أن يخفيه عن كل العيون ، لكن حبه لشباب مصر وإحساسه الكبير بالخطر الذى يهددهم جعله يقبل بكل الرضا كشف ما كان يجب أن يخفيه عن العيون ، واجتاز الفيشاوى محنته بمساعدة حبيبته وزوجته سمية الألفى،  وظلت علاقة الحب والصداقة بينهما حتى بعد انفصالهما وحتى وفاته.

 وكان الاعتراف الثانى للفيشاوى الصادق الجرئ حين فاجئ الجميع بخبر إصابته بالسرطان ووقف متماسكا صلبا أثناء تكريمه في حفل افتتاح مهرجان الإسكندرية السينمائي مؤكدا أنه سوف يتحدى هذا المرض ويحاربه ويهزمه وسيظل يعمل حتى أخر نفس فى حياته، وأراد الحاوى بهذا الاعتراف أن يكون مشجعًا ومصدرا للطاقة الايجابية لكل مصاب بهذا المرض، لأنه كان يرى أن طريقة إعلان المصابين عن هذا المرض عبر التلفزيون تصدر طاقة سلبية، وأراد أن يوجه رسالة هامة بإعلانه عن إصابته بهذا المرض وهى أنه مثل أي مرض آخر يستطيع أي إنسان هزيمته إذا تمسك بالإرادة.

وفى هذه المحنة الأخيرة أيضاً كانت السندريلا سمية الألفى إلى جوار الجرئ فاروق الفيشاوى، لم تتركه يواجه مرضه وحده حتى آخر لحظات حياته، ولكن رغم أنهما استطاعا معا هزيمة الإدمان لم يتمكنا من هزيمة السرطان  ورحل النجم الكبير بعد معركة شرسة مع مرضه الخبيث.

وبعد ابتعادها عن الأضواء لمدة تجاوزت 12 عاما ظهرت الألفى فى أحد البرامج الحوارية  لتتحدث عن علاقتها بالفيشاوى ، وأعربت عن أسفها وندمها الشديد على انفصالها عن فاروق الفيشاوي، وقالت: "بكينا كثيرًا واحتضنا بعضنا بعد الانفصال"، واعترفت بأنها ظلت دوما تشعر بالغيرة عليه حتى بعد مرور سنوات من انفصالهما.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة