الفن والثقافة في مبادرة "حياة كريمة " السلاح الأقوى في مواجهه التطرف وتجفيف منابع الإرهاب.. العدالة الثقافية هو المستهدف من خطة الوزارة في معركة التنوير وتعزيز الهوية الوطنية وعودة مسرح القرية واكتشاف الموهوبين

الثلاثاء، 20 يوليو 2021 04:29 ص
الفن والثقافة في مبادرة "حياة كريمة " السلاح الأقوى في مواجهه التطرف وتجفيف منابع الإرهاب.. العدالة الثقافية هو المستهدف من خطة الوزارة في معركة التنوير وتعزيز الهوية الوطنية وعودة مسرح القرية واكتشاف الموهوبين حياة كريمة
عادل السنهورى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تنمية العقل وإعادة تشكيل الوجدان وضبط الوعى العام هو الرهان الأكبر في عملية تنمية وتطوير الريف المصرى في مبادرة " حياة كريمة". فبناء الانسان وحماية عقله وصيانة وعيه من كل شوائب وأفكار غريبة ومتطرفة هو الأهم في أية عملية بناء للدولة. فالإنسان السوي والسليم هو الأساس في عمليات البناء والتنمية والنهضة. فلا يمكن احداث نهضة في أي وطن دون وجود انسان على درجة عالية من التعليم والثقافة والوعي.

العديد من الدول مرت بظروف قاسية ولكن شعوبها استطاعت بالوعي والعزيمة إعادة بناء دولها من جديد. فاليابان وألمانيا تدرتا فلا الحرب العالمية الثانية وفى سنوات قليلة استعادت عافيتهما بفضل شعوبها وتمسكها بأوطانها والتضحية من أجل نهوض هذه الأوطان. فكان الانسان قبل بناء الأوطان.

وفى مبادرة " حياة كريمة " التي أطلقها الرئيس السيسي في العام الماضى وعقد مؤتمرها الأول في الأسبوع الماضي تأتي عملية بناء الانسان تعليميا واجتماعيا وثقافيا كمحور أساسي في عملية البناء لتنمية الانسان وجعله فردا مثقفا وواعيا ومنتجا.

والثقافة والفن في القلب منها هي السلاح الأكبر في مواجهه جماعات التطرف والظلام. فاهمال أكثر من نصف سكان مصر في حولي 5 آلاف قرية جعل ألاف الشباب ذخيرة وقنابل موقوتة في ايدي الجماعات الإرهابية بعد أن سيطرت بأفكارها على تلك القرى وهؤلاء الشباب بعيدا عن مؤسسات الدولة وهذه القرى منها ماهو قريب جدا من العاصمة.

فانعدام الخدمات الثقافية فالريف المصرى طوال 40 عاما كان الثغرة والمنفذ الذى دخلت منه أفكار تلك الجماعات وسيطرة أعضاءها على مقرات الثقافة الجماهيرية وقصور الثقافة علاوة على المساجد والزوايا الصغيرة.

الان ومن خلال " حياة كريمة" تستعيد الدولة زمام المبادرة لتجفيف منابع الإرهاب وربط المواطن المصري البسيط في الريف بخطة الدولة واستراتيجيتها في نشر الفنون بكافة أنواعها من مسرح وتمثيل ورسم وشعر وعروض سينمائية وندوات تثقيفية وإتاحة الفرصة أمام المواهب في الريف والتي كانت يوما ما أحد روافد المسرح المصري الكبير. فاذا كانت المبادرة تستهدف العدالة الاجتماعية والاقتصادية وتذويب تلك الفوارق بين الريف والمدن، فمن الأجدى أولا تحقيق العدالة الثقافية وحق الأهل في الريف تفجير طاقاتهم ومواهبهم الفنية من خلال الفرق المسرحية ومن حقهم أيضا أن يشاهدوا فنون العاصمة.

فهناك ضرورة لعودة مسرح القرية واعادة تأهيل مقرات الثقافة الجماهيرية وقصور الثقافة لأن تلك الأدوات هي السلاح الأمضى في المواجهة في حرب السيطرة على الوعي وتعزيز الهوية الوطنية.

الثقافة بالتأكيد لها دور مهم وحيوي في المبادرة   ولابد ألا تغيب وتبتعد الفرق المسرحية بالقاهرة عن الريف وعلى الفنانين الكبار أن يذهبوا بشكل متكرر لإقامة حفلات مجانية ولو بشكل سنوي في الريف المصري.

فهل هناك خطة للثقافة ضمن مبادرة " حياة كريمة"...؟

تجيب الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، وتقول إن المشروعات الفنية والثقافية والمعرفية المتنوعة التى أعدتها وزارة الثقافة للمشاركة فى مبادرة حياة كريمة تسعى إلى إحياء وتعزيز الهوية المصرية ودعم الدور الثقافي بالمحافظات وتحقيق العدالة الثقافية من خلال الوصول بالمنتج الثقافي إلى كل أنحاء الوطن وتهدف الى نشر التنوير وتطوير الوعى الجمعى والاهتمام بالنشء لخلق جيل قادر على استكمال بناء الوطن، يأتي ذلك وفى إطار مشاركة وزارة الثقافة فى فعاليات مبادرة حياة كريمة التى تعكس اهتمام الدولة بأبنائها فى مختلف ربوع مصر، والتى تعد إحدى الخطوات فى التنمية الشاملة للتجمعات الريفية على مستوى الجمهورية تم تنفيذ مجموعة من الفعاليات الفنية والفكرية كمرحلة أولى منذ يناير الماضى.

وتشمل خطة وزارة الثقافة  للمشاركة في المبادرة عدة مراحل ضم أولها 74 نشاطا فى 21 قرية تتبع 6 محافظات، بدأ اولها بعروض مسرح المواجهة والتجوال، حيث تم تقديم 8عروض مسرحية مجانية أقيمت بالساحات المفتوحة بمشاركة كبار الفنانين فى 15 قرية تتبع 3 محافظات بواقع 4 قرى بقنا و7 قرى بالأقصر و4 قرى بالمنيا ووصل عدد المشاهدين إلى أكثر من 24 ألف مشاهد، وأضافت إنه انضم أيضا مشروع المسارح المتنقلة إلى المبادرة وتم من خلالها تنفيذ 66 نشاطا ثقافيا ما بين ورش أدبية وفنية وعروض مسرحية ومعارض تشكيلية وندوات تثقيفية في 3 محافظات هي "البحيرة، أسيوط وأسوان" حيث وصلت الفعاليات إلى 6 قرى بواقع 4 قرى بمحافظة البحيرة، وقرية بأسيوط واخرى باسوان وبلغ عدد المستفيدين بهذه القرى نحو 6000 مستفيد

وتشير الوزيرة الى أن الوزارة استهدفت حتى نهاية الشهر الماضي الوصول بالمنتج الثقافى إلى 4 محافظات أخرى هى "اسيوط، قنا، الفيوم وسوهاج"، وذلك بتقديم العروض المسرحية المشاركة فى المبادرة إلى جانب تنظيم ورش تدريبية على الحرف التراثية وتقديم الفعاليات الثقافية والفكرية المتنوعة بالقرى المختارة، إضافة إلى تزويد مكتبات المدارس ومراكز الشباب المتواجدة في القرى المستهدفة بالإصدارت المختلفة والمتنوعة لوزارة الثقافة ذات الموضوعات التى تعمل على التنوير ومجابهة التعصب وذلك بالتعاون مع وزارتي الشباب والرياضة والتربية والتعليم والتعليم الفني.

ومن مساهمات المشاركة تنفيذ مشروع "كشك الكتاب"، والذى يهدف إلى توفير مطبوعات وزارة الثقافة وإصدارات دور النشر الخاصة بعد اختيارها من قبل الهيئة المصرية العامة للكتاب بالتعاون مع اتحاد الناشرين المصرين لأبناء القرى بأسعار مخفضة وذلك بالتعاون مع وزارة التنمية المحلية التي يتم التفاق معها لتحديد اماكن وعدد الاكشاك في كل قرية وفقا للكثافة السكانية.

يذكر أن وزارة الثقافة أعدت مشروعا للمشاركة فى مبادرة حياة كريمة يتضمن عروض مسرح المواجهة والتجول والمسرح المتنقل تقدم بالمجان لأبناء هذه القرى وتتضمن هذه العروض مسرحيات"المتفائل، عيلة الفقرى، ولاد البلد، رحلة سعيدة، ريسايكل، جنة هنا، محطة مصر وحكايات الاراجوز للأطفال إلى جانب ورش عمل تدريبية وأدبية وعروض للفنون الشعبية والمعارض التشكيلية المتجولة وذلك بالتعاون مع وزارات الداخلية، الدفاع، الشباب والرياضة، التضامن الاجتماعي، النقل والتنمية المحلية وعدد من مؤسسات المجتمع المدني.

وكانت الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، اجتمعت في ابريل الماضي مع آية عمر محمد، رئيس مجلس أمناء مؤسسة حياة كريمة وندا محمد يحيى رئيس قطاع التنمية المتكاملة فى حضور عدد من قيادات وزارة الثقافة لمناقشة خطة العمل المشترك فى مشروع 1500 قرية الذى يقام برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية وضمن المبادرة الرئاسية ( حياة كريمة).

وخلال الاجتماع اطلعت وزيرة الثقافة على بعض الدراسات والبيانات الخاصة بمبادرة حياة كريمة فى القرى المستهدف تنفيذ مجموعة من المشروعات الثقافية بها.

وأكدت إيناس عبد الدايم، أن مبادرة حياة كريمة تعكس اهتمام الدولة بأبنائها فى مختلف ربوع مصر، مشيرة إلى أنها إحدى الخطوات التى تساهم فى التنمية الشاملة للتجمعات الريفية الأكثر احتياجا على مستوى الجمهورية والارتقاء بالمستوى الاجتماعى والاقتصادى والبيئى للأسر المستهدفة، والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمواطنين بالقرى.

وأضافت وزيرة الثقافة، أنه جارى إعداد مجموعة من المشروعات الفنية والثقافية والمعرفية المتنوعة الهادفة إلى إحياء وتعزيز الهوية المصرية ودعم الدور الثقافى بالمحافظات وتحقيق العدالة الثقافية من خلال الوصول بالمنتج الثقافى إلى كافة أنحاء الوطن منها كشك الكتاب - المسارح المتنقلة - حكاية شارع - عاش هنا - ابدأ حلمك ومسرح المواجهة والتجوال الى جانب افتتاح فصول للموهوبين من طلاب المدارس لاكتشاف وتبنى النابغين منهم ورعايتهم.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة