أكرم القصاص - علا الشافعي

أحمد إبراهيم الشريف

ما جعل الله لرجل من قلبين فى جوفه.. لا للتناقض

الأربعاء، 09 يونيو 2021 10:49 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نؤمن فى ثقافتنا العربية بأن القلب هو المسئول عن العاطفة، هو قائدنا فى الحب والكراهية، ودليلنا فى تقبل فلان أو رده ورفضه، ونحن نسلم له وتنتشر فيما بيننا كلمات من قبيل "اتبع قلبك" وغيرها من الجمل الدالة نفسيا.
 
ويعطى التراث الإسلامى، القرآن الكريم والسنة النبوية، القلب حقه ويبرز دوره فى سعادة الإنسان وشقائه، لذا نتوقف هنا مع قول الله سبحانه وتعالى فى سورة الأحزاب "مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِى جَوْفِهِ"، وتذهب معظم كتب التفاسير إلى أنها مقدمة معنوية لبقية الآية، التى يقول الله سبحانه وتعالى فيها "وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِى تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءكُمْ أَبْنَاءكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِى السَّبِيلَ"، ويذهب بعض المفسرين إلى أن "ما جعل الله لرجل من قلبين فى جوفه" بمثابة رد على ادعاء كان منتشرًا فى زمن ما قبل الإسلام بأن رجلًا يدعى "جميل بن معمر الفهرى" له قلبان، وكان الناس يطلقون عليه "ذى القلبين" والقرآن ينفى عنه ذلك.
 
وهذا الكلام لا غبار عليه، ولكننى كلما قرأت الآية تبادر إلى ذهنى معنى آخر، يتعلق بفكرة التناقض فى المشاعر، أى أن الله لم يجعل لرجل من قلبين فى جوفه فيحب بأحدهما فلانا ويكرهه بالآخر، فالإنسان له قلب واحد والمفروض أن تكون له مشاعر واحدة تجاه الشىء الواحد، إما القبول أو الرفض، إما الرضا أو الغضب، ولكن أن يجمع بين سلوكين متناقضين على أمر واحد فهو غريب ويدخل فى باب التناقض كما ذكرت من قبل.
 
والسؤال الذى أطرحه على نفسى دائما: لى قلب واحد، فكيف آتى بأمرين متناقضين؟ كيف أجمع بين رغبتى فى نجاح أمر ورغبتى فى إفساده؟ مثل هذه التناقضات قد  تبدو بسيطة وقد لا ينتبه الإنسان إليها الإنسان، لأنها تتسرب إليه فى حياته اليومية، ولكنها فعلا خطيرة خاصة عندما تتراكم، حتى يجد قلبه ذات يوم قد سار به إلى مناحى بعيدة، وأنه لم يعد يعرف ما يريد وما يرفض، وما يحب وما يكره، لذا نسأل الله السلامة.








الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة