أكرم القصاص - علا الشافعي

تأجير هونج كونج.. كيف تنازلت الصين عن المقاطعة لبريطانيا لمدة 99 عاما؟

الأربعاء، 09 يونيو 2021 06:00 م
تأجير هونج كونج.. كيف تنازلت الصين عن المقاطعة لبريطانيا لمدة 99 عاما؟ هونج كونج - أرشيفية
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تمر اليوم الذكرى الـ123 على قيام المملكة المتحدة بإجبار الحكومة الصينية على التوقيع على عقد لتأجير هونج كونج بعد أن احتلتها عسكريًا، وذلك فى يونيو عام 1898م، بموجب ذلك أنهت بريطانيا فترة هيمنتها على هونج كونج، المقدرة مساحتها بنحو 428 ميلا مربعا، التى استمرت نحو 99 عاماً عقب توقيعها لاتفاقية مع السلطات الصينية.
 
لكن يبقى التساؤل لماذا تنازلت الصين عن المقاطعة منذ سنوات لصالح المملكة البريطانية وما الأسباب التى جعلت بريطانيا تجبر الجمهورية الشعبية على ذلك؟.
 
وفقا لما نشرته "العربية نت" فى عام 1839، ومع اندلاع حرب الأفيون الأولى، حيث تدخلت بريطانيا عسكريا ضد الصين عقب تضارب مصالحهما التجارية بالمنطقة، وقد سعى البريطانيون عن طريق هذه الحرب للحصول على امتيازات بالصين، وإجبار سلالة تشينج الحاكمة على تقديم تنازلات وقبول التدخل البريطانى فى شئونها الاقتصادية والاجتماعية.
 
أفضت هذه الحرب لجملة من الاتفاقيات غير المتكافئة والمذلة للصين، فبموجب اتفاقية تشونبى عام 1841، تخلت الصين عن جزيرة هونج كونج لصالح البريطانيين، ووقعت خلال العام التالى معاهدة نانجينج التى أنهت رسميا حرب الأفيون الأولى، ومنحت بريطانيا حقوقا تجارية بالصين.
 
لكن يبدو أن معاهدة نانجينج لم تكن كافية لحل أزمة الأفيون ليشهد العالم بعد أقل من 15 سنة اندلاع حرب الأفيون الثانية، والتى أسفرت سنة 1860 عن توقيع اتفاقية بكين، حصلت بريطانيا بموجبها على الأراضى الواقعة جنوب ما يعرف بالشارع الحدودى، والذى يضم أساسا شبه جزيرة كولون، عقب الهزيمة الصينية المذلة بالحرب اليابانية الصينية ما بين عامى 1894 و1895، تسابقت القوى الأوروبية لضمان مصالحها بالمنطقة.
 
وفى شهر أبريل سنة 1898، أجبر الألمان سلالة تشينغ الحاكمة على تأجيرهم خليج كياوتشو لمدة 99 عاماً، وقبلها وبالتحديد فى أواخر شهر مارس من نفس السنة، أقنع الروس الصينيين بتوقيع اتفاقية بافلوف، التى ساهمت فى حماية مصالح روسيا بمنشوريا عقب حصولها على منطقة بورت آرثر  لمدة 25 عاما، كما أبرمت أيضا فرنسا خلال العام 1898 معاهدة مع الجانب الصينى استأجرت إثرها منطقة جوانجزوان لمدة 99 عاما بهدف استخراج مزيد من الفحم الحجرى من المنطقة، وتأمين ممتلكاتها بالهند الصينية.
 
وأمام تخوفها من تزايد النفوذ الروسى والألمانى بالمنطقة، سعت بريطانيا بشكل سريع لتعديل موازين القوى بالصين، فأرسلت على عجل العسكرى والدبلوماسى كلود ماكسويل ماكدونالد  للضغط على السلطات الصينية بهدف توسيع مستعمرة هونغ كونغ بنحو 200 ميل.
 
بناء على ذلك أبرمت يوم يونيو 1898م اتفاقية بكين الثانية، والتى وافقت من خلالها الصين على تأجير الأراضى الواقعة بين شمال ما يعرف بالشارع الحدودى وجنوب نهر شام تشوم، إضافة للجزر المحيطة للبريطانيين لمدة 99 عاما دون مقابل لتصبح بذلك كل هذه المناطق، الملقبة بالأقاليم الجديدة، جزءا من المستعمرة البريطانية بهونج كونج.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة