أكرم القصاص

أكرم القصاص يكتب: رسائل القاهرة من بغداد ..الأمن القومى العربى والطريق إلى الاستقرار.. قمة بغداد تحمل من الرسائل الكثير إقليميا ودوليا وتمثل خطوة جديدة نحو موقف عربى فاعل ينهى سنوات التوتر والصراع

الثلاثاء، 29 يونيو 2021 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
القاهرة فى بغداد، ومصر مع العراق والأردن، فى قمة ثلاثية تجسد التعاون والتنسيق الثلاثى بين الدول المحورية، وتعكس أكثر مما يظهر فى الصورة، وتأتى هذه القمة استكمالا لما تحقق خلال قمتى القاهرة وعمان، ودعم الشراكة الاستراتيجية والتعاون بين الدول الثلاث لصالح تنمية الشعوب.
 
عكست الحفاوة التى تم بها استقبال الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى العراق، مدى الثقة لدى العراقيين فى مشاعر مصر وصدق مساعيها، وكما ذكر الدكتور باسل الكاظمى، المحلل السياسى العراقى، للحياة اليوم «مصر تساند العراق بشكل دائم وفاتحة ذراعيها بالإمكانيات التى تمتلكها كون العراق جزءا من الأمن العربى.. مصر تريد البناء لا التدخل.. مصر عندما تتحدث عن مبادرة تتحقق المبادرة فى اليوم التالى وحديثها لا يكون من قبيل التمنى».
 
هناك بالفعل إدراك من الشعب العراقى لمدى نزاهة وصدق الموقف المصرى، وما تحمله زيارة الرئيس السيسى مع الملك عبدالله بن الحسين، من رسائل دعم للدولة والشعب العراقى، ضمن تحرك سوف ينعكس على توازنات القوة فى المنطقة. 
 
انعقاد القمة فى بغداد يحمل رسائل قوية، أهمها الدفع نحو عودة العراق بشعبه وحضارته وثقافته، ليلعب دوره بعد سنوات تعثرت فيها الخطوات، بعد الغزو، وتاهت التحركات، اليوم يقترب العراق من طريق استعادة قوته القطرية والإقليمية، لصالح الشعب العراقى، وضمان التوازن الإقليمى. 
 
أيضا فإن الأردن أحد عناصر التوازن الإقليمى، وجزء من نسيج التعاون الثلاثى، مع القاهرة، ونواة لموقف عربى أكثر قوة، يمتلك القدرة على الفعل، بعد سنوات اختل فيها التوازن، بسبب تدخلات وتقاطعات لدول وأجهزة، بشكل كاد يطيح بمصائر القوى الفاعلة فى المنطقة العربية.  
 
لخص الرئيس عبدالفتاح السيسى موقف مصر فى كلمته أمام القمة الثلاثية بالقول إن: «مصر تسعى لخير المنطقة وشعوبها وتمد دائما جسور التعاون والإخاء لمحيطها العربى»، وهى رؤية مصر التى بدأتها طوال السنوات الماضية، لترميم العلاقات العربية، وتقوية التعاون والحوار، وخلق موقف عربى قادر على التدخل فى المشكلات العالقة، وإسكات وتحييد مصادر التهديد، فضلا عن توسيع أطر التعاون، بالشكل الذى يفتح الباب للتنمية، وإزالة تراكمات سنوات الضياع والارتباك التى هددت الدول وأطاحت بفرص البقاء والاستقرار والأمن قطريا وإقليميا.
 
اليوم تتحرك القاهرة على كل المحاور، بدأب وإصرار، وصبر، سعيا لانتزاع أسباب التوتر، وتقريب وجهات النظر، وتقديم المبادرات، والقمة الثلاثية فى بغداد علامة على ظهور أضواء فى الأفق، وتوقعات باستمرار تهدئة النقاط الساخنة والمشتعلة، قد تظهر نتائجها فى الأفق، خاصة بعد ما تحقق فى قضايا بدت مستعصية، وفتح مسارات سياسية فى ليبيا وفلسطين.
 
الرئيس السيسى اعتبر القمة، فضلا عن التعاون الثلاثى، استمرارا للتشاور والتنسيق فى ظل التطورات الدولية والإقليمية المتلاحقة، والتى تستلزم التعاون المشترك لمواجهة التحديات والأخطار المشتركة، فى ظل تدخلات إقليمية مرفوضة تسعى للهيمنة وتهدد الأمن القومى العربى، الأمر الذى يدعو للتكاتف وتوحيد الصف العربى والعمل على تعزيز الدور العربى فى الأزمات المختلفة فى منطقتنا. 
 
هناك دعم عراقى وأردنى وعربى لحقوق مصر المائية، التى  ترتبط بالأمن القومى العربى، ومصر من جانبها تؤيد الحقوق المائية للعراق وللأردن فى مواجهة التحديات المماثلة فيما يتعلق بحقوقهما المائية، باعتبارها مكونا أصيلا من مكونات الأمن القومى العربى، مما يتطلب التنسيق والتعاون للحفاظ عليها، هنا موقف لا تنطلق فيه مصر من مصالحها الخاصة، لكنها تبنى مواقف واضحة تجاه الدول الشقيقة. 
 
بالطبع تناولت القمة الشأن الليبى، والمسارات السياسية، مع التأكيد على ربط الاستقرار بإنهاء كل التدخلات الخارجية، وخروج القوات الأجنبية والمرتزقة، وضرورة احترام وقف إطلاق النار، وصولا للانتخابات الليبية فى ديسمبر المقبل.
 
وعلى صعيد الملف السورى، أكد الرئيس السيسى على ضرورة التوصل لحل سياسى يُنهى العمليات العسكرية والتدخلات الخارجية ويحقق المطالب المشروعة للشعب السورى، مع ضرورة الحفاظ على وحدة وسلامة واستقلال الأراضى السورية، وحماية مؤسسات الدولة، مع دعم الجهود السياسية الدولية فى هذا الملف.
من ناحية أخرى، فإن مصر تواصل جهودها فى دعم القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب المركزية، داعمة لتثبيت وقف إطلاق النار بالجهود المصرية، وإطلاق جهود السلام مجددا، وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وحل الدولتين.
 
قمة بغداد تحمل من الرسائل الكثير، إقليميا ودوليا، وتمثل خطوة أخرى نحو موقف عربى فاعل، ينهى سنوات التوتر والصراع.
p.8

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة