الفنان التلقائى.. مصطفى جاب الله نحات بالفطرة.. ترك المنيا وسافر إلى القاهرة للمساهمة في علاج أبو الهول.. أقام متحفا حضاريا بالبهنسا فأصبح قبلة السياح.. والرئيس السادات افتتح معارضه.. فيديو وصور

صنعته بيئته التى عاش فيها، فهو ابن مركز بنى مزار قرية البهنسا بمحافظة المنيا، التى تزخر بالآثار الإسلامية والفرعونية واليونانية، كان والده حاصلا على ترخيص لتجارة التماثيل المنحوته، وكان منزلهم زاخرا بتلك الأعمال ، فوجد ذلك الطفل الصغير نفسه يسرع أمام التماثيل المشوهة ويصلحها، وهو فى المرحلة الابتدائية، مرت الأيام والسنون وتفوق على الكثيرين فى النحت ، ولكنه لم يأخذ حظه كفنان تلقائى، فقرر التوجه إلى القاهرة، وذلك عندما قرأ عن أن أبو الهول فى خطر ويحتاج إلى علاج وترميم، وسافر إلى القاهرة وطرق جميع الأبواب ليقدم تقريره الذى يحمل علاج أبو الهول.

مصطفى جاب الله على مواليد 1939 من قرية البهنسا التابعة لمركز بنى مزار شمال محافظة المنيا، والذى اشترك فى المعارض التى أقامتها الهيئة العامة لقصور الثقافة عام 1979 ، وكذلك حصل على شهادة تقدير من المجلس الأعلى للشباب والرياضة والسياحة أقام معارض سنوية خاصة فى بيت ثقافة بنى مزار ساهم فى علاج ابو الهول أقام متحفه الذى أطلق عليه دار ثقافة حرة متحف حضارى بالبهنسا.

قال مصطفى جاب الله على، الذى تجاوز 80 عاما، كنت صغيرا وأنا فى المرحلة الابتدائية وكان والدى حاصلا على رخصة لتجارة التحف الأثرية، وجدت نفسى لتفقد تلك التحف، وتذهب يدى إلى إصلاحها خاصة المشوه منها، وكان والدى على علاقة بالعديد من الشخصيات فى القاهرة، تفوقت فى فن النحت والترميم، وكنت أبحث لى عن فرصة لإظهار ذلك الابداع، لكن وقعت لى حادثه غيرت مجرى حياتى وزادت لدى الثقة فى فنى التلقائى وهو النحت.

واستطرد قائلا : "تم إلقاء القبض على بتهمة الاتجار فى الآثار، وذلك فى تمثال قمت بنحته بيدى لكن الجميع أجمع على أنه أثر وليس تمثالا منحوت ،وقدمتنى النيابة للمحكمة، فقررت أن أثبت براءتى فقمت بصناعة تمثال مشابه للموجود بالقضية ووضعت فيه عملة مصرية، وتمكنت من إثبات موهبتى أمام المحكمة وقدرتى الفنية فى النحت وحصلت على البراءة.

واضاف جاب الله بعد الخروج من القضية قرأت فى إحدى المجلات أن ابو الهول فى خطر ، ويحتاح إلى ترميم، لم أتمالك نفسى وتوجهت على الفور إلى القاهرة، بعد إعداد تقرير العلاج لأبو الهول، وطرقت جميع الأبواب، وأكدت لهم أن علاج أبوابه لمعمارى وبالفعل كان تقرير علاج أبو الهول مساهما كبيرا فى علاج ابو الهول.

وأضاف فى تلك الأثناء، كنت أبحث عن هويتى واستخراج رخصة لمزاولة مهنة النحت، وبالفعل تمكنت من استخراج بطاقة مكتوب فيها نحات تماثيل، وكذلك بطاقة ضريبية وبدأت أعمل مع قصور الثقافة حتى أكرمنى الله وتم تعيينى فى قصر الثقافة، وقدمت عشرات المعارض، التابعة لهيئة قصور الثقافة.

وافتتح الرئيس السادات معرضين خاصين بى وظل الرئيس السادات يرسل لى البرقيات فى جميع المناسبات.

وتابع : مرت بى الأيام فى الوظيفة الميرى حتى جاء موعد الخروج على المعاش، وهنا كانت نقطة تحول جديدة فى حياتى، قررت فى ذلك الوقت أن افتتح متحفى الخاص، وبالفعل خصصت مكانا له وافتتحت المتحف وقدمت الكثير من المعارض التى حضر أحدها الرئيس السادات فى ذلك الوقت.

وقال كتبت على المتحف دار ثقافة حرة متحف حضارى البهنسا، وظل ذلك المتحف سنوات طويلة قبلة السياحة التى تأتى إلى البهنسا وكذلك طلاب العلم يأتون إلى المتحف للتعلم من الفنان التلقائى مصطفى جاب الله .

واضاف جاب الله لقد ساهمت فى إثراء الثقافة وقصور الثقافة بالأعمال التى اثنى عليها اليونيسكو ،وأطلقوا على لقب الفنان التلقائي.

وأكد لم يتبق من متحفى سوى أحد التماثيل التى قمت بنحتها ولافتة المتحف، وقال طوال رحلتى مع النحت لم أسعى إلى كسب المال بل كنت حريصا على تقديم فن راقى متميز يظهر فيه إبداع المصريين بل وتفوقهم فى جميع المجالات.