ومين قال العشق بالكلام.. حكاية حب بلغة الإشارة لزوجين من الصم.. شروق: تعبوا في تربيتنا وتعليمنا وفخورة بحبهم لبعض.. الزوج: كنت بعلم ولادي الكلام فى الحضانة والإشارة فى البيت.. والأم: زواجنا ناجح عشان فاهمين بعض

السبت، 19 يونيو 2021 11:00 م
ومين قال العشق بالكلام.. حكاية حب بلغة الإشارة لزوجين من الصم.. شروق: تعبوا في تربيتنا وتعليمنا وفخورة بحبهم لبعض.. الزوج: كنت بعلم ولادي الكلام فى الحضانة والإشارة فى البيت.. والأم: زواجنا ناجح عشان فاهمين بعض
كتبت نهير عبد النبى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لم يشغل بالهم كلام المجتمع ونظراته ولم يفكروا فى الظروف والمواقف التى قد يتعرضون لها بسبب زواجهم، فلغة العيون سبقت لغة الإشارة عندهم وفى لقائهم الأول ارتاح كل منهم للآخر، وقرروا أن يكملوا رحلة حياتهم معًا.. حياة مبنية على الحب والتفاهم ولغة الإشارة.

محمد وعلا زوجان من الصم عاشا رحلة حياة مليئة بالصعوبات ولكن بالحب والتفاهم استطاعا أن يتخطاها ويربا أبناءهما حتى تخرجا من الجامعة، ورغم أن الأبناء أسوياء وليست من الصم ولكنهم عاشوا فى بيئة طبيعية مليئة بالتفاهم والاحتواء أساسها لغة الإشارة والحب ولم يشعروا بالنقص أو الحرمان.

شروق وباهر محمد حسنى أبناء الزوجان، تخرجت الابنة من كلية آداب علم نفس بينما تخرج الابن من كلية سياحة وفنادق، وعن حكاية زواجهم قالت شروق: "بابا وماما اتعرفوا على بعض من خلال صحابهم من الصم، مكنوش عاوزين يتجوزوا حد من الصم كان ليهم وجهة نظر إن مينفعش الطرفين يبقوا من الصم بس لما اتقابلوا حسوا بارتياح لبعض وحسوا إن الموضوع هيبقى بسيط مش هيبقى صعب".

وأضافت: "الحمد لله إتربينا بشكل كويس واتخرجنا من جامعات والناس كلها بتفتخر بينا وده كان ناتج عن حبهم واحترامهم لبعض، ودلوقتى لما حد بيشوفنا مبيقولش عندنا نقص فى حاجة ".

"الناس بتفضل تسألنى هو إنتى إزاى بتتكلمى وبباكى ومامتك من الصم".. هو ما قالته شروق عن رأى البعض فى زواج الصم واستغرابهم لحالتها هى وشقيقها، حيث قالت: "مفيش حد تقريبا مبيتعرضش للتنمر أيًا كان، سواء حاجة فى شكله أو كلامه حتى لو حاجة ملهوش إيد فيها، كنت بقابل الاسئلة بصدر رحب جدًا، وأنا متقبلة إن ناس كتير متعرفش عن الصمم ومتعرفش يعنى إيه حد أصم وبيتكلم بإيده، وإن أسرة ممكن تتكون من أب وأم من الصم، هو اختلاف لغة مش أكتر، طالما العقيلة متفاهمة و فيه حب واحترام إيه المانع اللى يخلى البيت ميكملش".

لم يكن الزواج فقط هو النجاح الوحيد فى حياتهم ولكن لكل منهما تفوق رياضى مختلف، فالزوج لاعب كرة قدم محترف منذ صغره وحصل على جوائز عديدة والزوجة  بطلة سباحة ومدربة سباحة للأطفال، حيث قالت ابنتهما: "بابا الوحيد الأصم فى فريق كرة القدم ولغاية دلوقتى بيلعب فى النادى بتاعه فى إسكندرية وكانوا عاوزين ياخدوه فى نوادى تانية لكن هو رفض وعنده انتماء للنادى اللى هو فيه لغاية دلوقتى".

وأضافت: "فى أيام المذاكرة والامتحانات كان أهم حاجة عندهم يشجعونا ويوفرو لنا كل اللى محتاجينه حتى الأكل كان بييجى لغاية عندنا فى السرير عشان بس نفضل مركزين، أنا فخورة بيهم وبحبهم لبعض لأنهم ربونا أحسن تربية".

وتابعت: البيت تعرض لمشاكل كتير أوى لكن الحمد لله حبهم لبعض كان بيخليهم يعدوا أى مشاكل، واكتر حد كان بيراعى ماما لما بتتعب هو بابا وده اللى مخليني عاوزة أتجوز حد زى بابا بيحبنى وبيهتم بيا وبيراعينى بنفس طريقة بابا".

الحياة التى نشأت فيها شروق علمتها دروسًا كثيرة أهمها هو مساعدة الصم وضعاف السمع فى المجتمع وذلك من خلال مشاركتها فى ترجمة لغة الإشارة والإشراك فى ورش تمثيل وإخراج لترجمة لغة الإشارة، وقالت: "نفسى أعلم الناس كلها لغة إشارة عشان لما نشوف حد من الصم نعرف نتعامل معاه ، ويبقى فاهم على الأقل إن ليه لغة معينة المفروض علينا إحنا اللى نتعلمها لإن هما اللى صح مش إحنا، عدد الصم 10% من تعداد المصريين فلازم نتعلم لغتهم ".

واستطردت حديثها قائلة: "بابا وماما  فاهمين بعض كويس، ساعات نبقى قاعدين معاهم واحنا فاهمين لغة إشارة لكن مش فاهمين يقولوا إيه لبعض، وبيفهموا بعض من عنيهم وبيحسوا ببعض، عاوزة أشكرهم على كل حاجة عملوها معايا واشكرهم على مجهودهم المضاعف عن أى أب وأم تانيين".

وعن بداية قصة الحب قال الزوج محمد حسنى: "محستش الإحساس ده لحد تانى قبل كد حسيته ناحيتها هى وفهمت ان عادى لو اتجوزت واحدة من الصم وطالما فيه حب وتفاهم أكيد هنعرف نتعامل ونكمل، ناس كتير كانت شايفة إن إزاى إحنا الإثنين صم وهنربى ولادنا لكن كنت بربى واحدة واحدة، إن دى كذا ودى كذا وودتهم الحضانة بدرى عشان  يتعلموا الكلام وفى البيت بنتعامل بالإشارة أو الحل التانى إننا نتجمع كل فترة تجمع أسرى عشان يعرفوا يتعاملوا ويتكلموا والحمد لله دخلوا كلية واتخرجوا".

بينما قالت الأم: "فيه ناس كتير كانت بتستغرب وناس كتير كانت بتتنمر علينا وإن إزاى إحنا من الصم ومتجوزين بس أنا بالنسبة لى إن إحنا الاثنين مرتاحين واحنا الاتنين بنحب بعض يبقى مش هيفرق معايا أى حد هو كان بيتضايق شوية لما بنمشى فى الشارع وبنتكلم بلغة الإشارة والناس تفضل تبص علينا.

واستكملت حديثها: "بحس إن إحنا الإتنين علشان صم بنبقى فاهمين بعض مش زى حد متكلم الموضوع هيبقى أصعب شوية أه هنتكلم إشارة بس مش هيبقى فيه سهولة فى التواصل".

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة