التنظيمات المسلحة والجماعات الإرهابية تنمو خلال أوقات الفوضى، وتعتبر الاضطرابات أرضا خصبة لها، بينما الاستقرار الأمنى والتنمية والتقدم والازدهار أدوات القضاء على الإرهاب والتطرف والجماعات المسلحة، لذلك أمراء الحرب يغذون الانقسامات الطائفية والمذهبية لإشعال الحروب التي تهدد الدول وبلدان منطقة الشرق الأوسط.
التنظيمات الإرهابية تعتمد على مجموعة من الوسائل لتمويل عمليات "التكفير ثم التفجير" من هذه الوسائل تجارة المخدرات وغيرها من الأعمال الخارجة عن القانون، كما تعتمد أيضا على أمراء الحروب، هذا ما كشفته دارسة حديثة صادرة عن المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ـ ألمانيا وهولندا، أعدها اللواء الركن المتقاعد الدكتور عماد علو ـ مستشار المركز الأوربي لدراسات مكافحة الإرهاب، قائلة: "يمكن تصنيف الموارد ومصادر التمويل للتنظيمات المسلحة في منطقة الشرق الأوسط، إلى موارد مالية وأخرى مادية يتداخل فيها البعدين المحلي والدولي، وتتمثل بالتربح من استحصال الإتاوات كذلك التربح من تجارة تهريب المخدرات والآثار، واستغلال وبيع الموارد الطبيعية مثل النفط ومشتقاته، بالإضافة الى التربح من عمليات الخطف بهدف الابتزاز".
وقالت الدراسة: "لا شك أن الموارد الاقتصادية ومصادر التمويل المالي للتنظيمات المسلحة في أي منطقة بالعالم تسهل من استمرار خوض الصراعات المسلحة على المستوى الداخلي المحلي بمعنى أن الاستمرار بخوض الصراعات المسلحة سيكون عاملا بالغ الأهمية في تراكم الأصول والموجودات والموارد الاقتصادية لدى الأطراف المسلحة المنخرطة في الصراع، خصوصا إذا ما علمنا أن الصراع المسلح من أجل الموارد الاقتصادية يشكل طريقة زهيدة الكلفة للاقتتال فيما بين التنظيمات المسلحة".
وأوضحت الدراسة، أن مواصلة الصراع المسلح وحالة التوتر الأمني والفوضى بالمجتمعات المنطقة يشكل مصلحة عليا للتنظيمات المسلحة بدلا من صنع السلام والاستقرار الأمني ولهذا فان ما يشهده الشرق الأوسط في الواقع، ما هو إلا نزاعات مسلحة من أجل أهداف اقتصادية تتوخى زيادة موارد أطراف النزاع، وأن ادعاءات أو تبريرات الانقسامات الطائفية والمذهبية والعرقية ليست ‘لا تمويها لأجندات اقتصادية لأمراء الحرب والنزاعات المحلية، حيث تستثمر الانتهازية والجريمة المنظمة واحتكار الأسواق والعنف بشتى صوره من أجل زيادة الموارد المالية للتنظيمات والقوى السياسية المسلحة .
وأشارت إلى الدارسة إلى أن موارد التنظيمات المسلحة لا تقتصر على المصادر والأنشطة الاقتصادية الداخلية أو المحلية بل كثيرا ما ترتبط بالصراعات والتوترات الإقليمية والدولية.
وأكدت الدراسة، أنه يصعب تسمية أو وصف ما يجرى من صراعات في معظم مناطق الشرق الأوسط بـ(الصراعات المحلية) أو بـ(الحروب الاهلية)، بل هي في الواقع صراعات أو نزاعات إقليمية أو دولية عابرة للحدود".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة