اللي من غير أم حالته تغم.. مثل شعبي لم يشعر به يومًا أبناء رجل تزوج من سيدة اختارت أن تربى أولاده الثلاثة بعد وفاته لمدة 24 عاما.. فرغم أن والدتهم لا زالت على قيد الحياة، إلا أن الحاجة سامية السيد سهرت وربت أبناء زوجها.
قصة بها الكثير من الحب والعطاء تسرد سطورها الحاجة سامية " مرات الأب" المقيمة بمحافظة الإسكندرية، وقالت في حديثها لـ "اليوم السابع إنه بعد وفاة والدتها كانت تعيش بمفردها، وخلال تلك الفترة تقدم عريس لخطبتها.
وأضافت" رتبت إحدى صديقاتى ميعادا لرؤية العريس، فنلت إعجابه، وبعدها طلب مقابلة أخرى، وتم تحديدها ووفوجئت بأن لديه 4 أطفال واحدة منهم تعيش مع أمها، وقتها كان عمري 30 سنة تقريبا، وشغلتني الحيرة بين الرفض والقبول.
وتابعت " اتشاورت مع أهلي، وورفض أخى الأكبر هذه الزيجة وكان مبرره أن مسؤولية تربية الأطفال كبيرة، ولأنهم 3 أطفال تتراوح أعمارهم بين 4 و10 سنوات، تملكنى الخوف والرفض، لكنى تراجعت وفكرت في الموضوع مرة تانية، وقبلت الزواج من السيد محمد عبد الكريم، وعاهدت الله بأن أكون لهم أما وليس مرات أب."
وقالت : "عند دخولي المنزل أو عش الزوجية، رأيت الأطفال فاتن وكريم ومحمود لاول مرة، فشكرت الله أني قبلت الزواج منه، وقضيت فترة طويلة من الوقت معهم لم أنجب فيها، وفي الحقيقة لم يشغل تفكيري، لأني عاهدت الله أنهم أولادي، وبعد إلحاح شديد من زوجي وإخواتي ذهبت لأكثر من طبيب، ولكني لم أنجب أطفال وشكرت الله في كل الأحوال."
وأضافت الحاجة سامية إن زوجها توفاه الله بعد 10 سنين من الزواج بها، لافتة إلى أن استكملت رحتلها التى بدأتها باختيارها، وقالت : توفي زوجي ووقتها شعرت بأن الدنيا كلها اسودت في عيني، وعشت أياما كانت أصعب أيام حياتي، وقتها طلب مني إخواتي أن أترك الأولاد والبيت وارجع أعيش معهم، ورفضت وسعيت للمعاش، لكن كانت المفاجأة أن المعاش 50 جنيه، يعني لا حول لنا ولا قوة، عشان كذا قررت أنزل اشتغل، وعمري ما حسيت إنهم ولاد زوجي، بالعكس دايمًا كنت بحس إنهم أولادي."
وتؤكد إنها بعد وفاة زوجها عاشت كل مشاعر الأمومة تجاههم من قلق وتوتر، وكان يجب أن تسعى لتربيتهم، وسعت لكسب الحلال حتى تتمكن من الانفاق عليهم حتى كبروا.
وعن زواج فاتن وتسليمها لعريسها، قالت: "الحمد لله ربنا أكرمني وجوزتها وبقيت جدة، وعندي كريم ابني الكبير بالرغم من جوازه وإنه ساب البيت، لكن يوميًا بيكون عندي عشان يطمن عليا ويشوف طلباتي."
وتحكي الحاجة سامية عن أكثر الصعوبات التي واجهتها قائلة: "أكتر حاجة قهرتني وكسرت قلبي موت محمود الكبير"، وعنه قالت: "كان خاطب وداخل على جواز، سبتلوا الشقة بتاعتي وأجرت مكان على قد الإيد، لكن للأسف مات محمود وخد معاه الفرحة، ربنا يبارك في اخواته."
وتحدثت الحاجة سامية عن أحلامها قائلة، إنها تتمنى أن تؤدى عمرة وزيارة بيت الله الحرام، وأنها لا تطلب أي شئ من سوى من الخالق، لأنها ستشعر وقتها أن الله سبحانه وتعالى قد أكرمها كرمًا عظيمًا.
وهنا التقطت فاتن محمد عبد الكريم ابنة زوج السيدة سامية أطراف الحديث قائلة: "الأم هي اللي ربت مش اللي خلفت، وماما سامية هي أمي الحقيقية، هي اللي كبرت وربت وعلمت وشالت همنا، ودايمًا بحس بخوفها عليا وعلى اخواتي."
وتابعت فاتن : "قبل زواجي كنت حريصة كل الحرص على تقديم رحلة عمره لماما سامية، ووقتها شاركت في جمعية بمبلغ مادي بسيط بعد نزولي لسوق العمل، ودبرت مبلغا بسيطا، لكن لم يحلفنى الحظ في تقديم الهدية، بسبب رفضها خوفًا من تركي لوحدي."
وأنهت فاتن حديثها قائلة: "ماما سامية هي أمي الحقيقة وبتمنى من الله عز وجل إنها تحصل على زيارة بيت الله الحرام، لأنها من الأمهات اللي تستحق إن قصتها تدرس."
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة