الداعية والشاعر.. معركة على الطنطاوى ضد نزار قبانى هل كفر شاعر الحب والثورة

السبت، 12 يونيو 2021 01:00 م
الداعية والشاعر.. معركة على الطنطاوى ضد نزار قبانى هل كفر شاعر الحب والثورة على الطنطاوى
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تمر اليوم الذكرى الـ112، على ميلاد الشيخ على الطنطاوى، إذ ولد فى 12 يونيو عام 1909، وهو داعية وفقيه وقاض سورى، ترك عددًا كبيرًا من الكتب، أكثرها يضم مقالات مما سبق نشره فى الصحف والمجلات، وبعض المجموعات القصصية. وكان الداعية السورى صاحب واحدة من أشهر المعارك الأدبية في الوطن العربى، ولعلها الأولى ضد الشاعر الكبير نزار قبانى حين كان شابا، حيث هاجم ديوانه الأول "قالت لى السمراء".
 
فحين أصدر نزار قبانى، أولى دواوينه الشعرية المطبوعة، والذى صدر فى عام 1944، ذلك الديوان الذى أثار جدلاً واسعًا، فكان "الطنطاوى" أول من تكفل بالهجوم عليه، لرفضه خروج نزار عن المألوف فى الشعر فى وقت كان فيه الشعر العمودى هو المسيطر على الساحة الأدبية، ووصف نزار بكل الأوصاف الجارحة التى قد لا تخطر على بال أديب.
 
ففى مجلة "الرسالة"، وفى عدد 661، الصادر فى 4 مارس 1946، مقالا ينتقد ما أسماه أدب الشهوة، قائلا: "طبع فى دمشق منذ سنة كتاب صغير، زاهى الغلاف ناعمه ملفوف بالورق الشفاف الذى تلف به علب الشيكولاته فى الأعراس، معقود عليه شريط أحمر كالذى أوجب الفرنسيون أول العهد باحتلالهم الشام وضعه فى خصور بعضهن ليمرقن به، فى كلام مطبوع على صفة الشعر، فيه أشطار طولها واحد، إذا قستها بالسنتمترات، يشتمل على وصف ما يكون بين الفاسق القارح، والبغى المتمرسة المتوقحة وصفا واقعيا، لا خيال فيه، لأنّ صاحبه ليس بالأديب الواسع الخيال، بل هو مدلل، غنى، عزيز على أبويه، وهو طالب فى مدرسة… وقد قرأ كتابه الطلاب فى مدارسهم، والطالبات".
 
وزاد ذلك المقال للداعية الإسلامية الخناق على نزار، وكانت بداية لسلسلة من المعارك والمحاكمات خاضها الشاعر الكبير بكل قوة، وبحسب الكاتب "ربيع بن المدنى السملالى" بمقال بعنوان "بين الشيخ على الطنطاوي.. ونزار قباني"، فإن شاعر المرأة رد على الهجوم السابق بإعداده فصلًا هجوميا على الشيخ على الطنطاوى فى سيرته الذاتية "قصتى مع الشعر"، عنون له بــ "قالت لى السمراء" ص 87 ، قائلا "وبلحظة تحرك التاريخ ضدى، وتحرك التاريخيون، رفضوا الكتاب جملة وتفصيلا، رفضوا عنوانه، ورفضوا مضمونه، ورفضوا حتى لون ورقه، وصورة غلافه، هاجمونى بشراسة وحشٍ مطعون، كان لحمى يومئذ طريا، وسكاكينهم حادة، وابتدأت حفلة الرجم، ففى عدد شهر مارس 1946 من مجلة "الرسالة" المصرية كتب الشيخ على الطنطاوى"، وتابع "هذا نموذج مصغر لواحد من الخناجر التى استعملت لقتلى، وصوت واحد من أصوات القبيلة التى تحلقت حولى، ترقص رقصةَ الموت، وتقرع الطبول، وتتلذذ بأكل لحمى نيئا".









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة