زادت التخوفات فى السنوات الماضية من تزايد أعمال العنف المرتبطة بأماكن العمل فى الولايات المتحدة الأمريكية، فوفقا للإحصائيات الرسمية، فشهد عام 2017، 458 جريمة قتل في الشركات الأمريكية، وكشفت أخر إحصائية رسمية أن 77 منها "فقط" نفذها موظفون أو متعاونون، في حين أن الجرائم المتبقية كانت من فعل أقرباء أو زبائن مستائين.
وسرد موقع "اندبندنت عربية"، تفاصيل حادثة تكشف حجم العنف فى أماكن العمل، مشيرًا إلى أن هذه الوقائع تتكرر باستمرار، إذ قام موظف مستاء من عمله، وكان مسلحًا، بقتل تسعة من زملائه، الأمر الذى تسببت فى انتشار حالة من الرعب اوالذعر في محطة حافلات وقطارات في كاليفورنيا، في سيناريو هو هاجس كبير لأى رب عمل فى الولايات المتحدة.
موظفين
الموظف الأمريكى الذى أطلق النيران يدعى سامويل كاسيدي، ويبلغ العمر 57 سنة، أطلق 40 رصاصة، داخل شركة نقل عام في سان خوسيه، حيث كان يعمل في قسم الصيانة، وأوضح رئيس الشرطة المحلية لوري سميث، لشبكة "أن بي سي"، "كان سريعاً جداً ومصمماً جداً، كان يعرف أين يوجد الموظفون".
وبعد قتل زملائه، وفور وصول الشرطة، أقدم كاسيدى على الانتحار، وعُثر في حوزته على ثلاثة مسدسات شبه أوتوماتيكية و32 مخزن ذخيرة، وكان كاسيدى قد أشعل النار فى منزله قبل أن يخرج لارتكاب جريمته، وعثر المحققون فى المنزل المحترق على 12 سلاحاً نارياً وحوالى 22 ألف قطعة ذخيرة من أنواع مختلفة، فضلاً عن صفائح بنزين وقنابل حارقة، وفق ما أفاد مكتب رئيس الشرطة.
الشرطة الأمريكية رفضت الإعلان والتكهن بدوافع كاسيدى، لكنها وصفته بأنه "موظف مستاء جداً منذ سنوات"، وتابعت:" وقد لا يكون أطلق النار عشوائياً بل اختار ضحاياه، إذ قال لأحد زملائه، "لن أقتلك".
أما سيسيليا نيلمز زوجته السابقة، والتى انفصلت عنه عام 2005، أكدت أنه كان يشكو كثيرا من عمله، وأوضحت أنه "كان يعتقد أن أوضاع البعض أفضل من وضعه، وأنه يحصل دائماً على المهمات الشاقة"، مشيرةً إلى أنه كان يدخل في نوبات غضب مفاجئة.
وفي عام 2016، لدى عودته من رحلة إلى الفلبين تم تفتيش حقائبه، فعثر عناصر الجمارك فيها على "كتب حول الإرهاب" وملاحظات دونها يبدي فيها نقمته على شركته، وفق ما جاء في مذكرة لوزارة الأمن الداخلي نقلتها صحيفة "وول ستريت جورنال".
ومن جهته قال آلان فوكس، المتخصص في علم الجرائم في جامعة "نورد إيست" في بوسطن وخبير أعمال العنف في أوساط العمل، "لا يمكن رصد هؤلاء الأشخاص مسبقاً، حتى لو قالوا سأقتل هذا الرجل"، وتابع :"هناك أشخاص يثيرون مخاوف، يُظهرون مواصفات مرتكبي عمليات إطلاق النار، لكنهم يكتفون في غالبيتهم العظمى بالشكوى والتهديد فقط".
وأكد أن جرائم القتل في أماكن العمل تبقى "نادرة" نسبة إلى حجم القوى العاملة ومدى انتشار الأسلحة النارية في الولايات المتحدة، حيث يملك ثلث البالغين سلاحاً نارياً واحداً في الأقل.
وظاهرة العنف فى أماكن العمل ليست بظاهرة جديدة، فبين السبعينيات والتسعينيات من القرن الماضي، تسبب موظفون وموظفون سابقون ناقمون بسقوط حوالى 40 قتيلاً في سلسلة هجمات على أجهزة البريد، حتى أن الأمريكيين وقتها ابتكروا عبارة "سلوك منحى بريدى" لوصف حوادث العنف في مكان العمل.
وقالت اندبندنت عربية، أن جائحة فيروس كورونا، تسببت فى هدنة في أعمال العنف هذه، وكشفت أنه مع إعادة فتح عديد من الشركات أبوابها، عاد العنف إلى أماكن العمل، ففي أبريل الماضى، قتل موظف شخصاً في متجر أثاث في تكساس، كما أقدم موظف سابق على قتل ثمانية أشخاص في مركز لفرز البريد تابع لشركة شهير للبريد السريع في إنديانا بوليس، وباتت الشركات الملزمة قانونياً توفير إطار عمل آمن لموظفيها، تدرك بشكل متزايد هذا الخطر وتحاول إيجاد حلول له.
وقال 45% من الموظفين الأمريكيين، إن شركاتهم اتبعت سياسة تقضي بتدارك أعمال العنف، وفق ما أظهرت دراسة أجرتها "جمعية إدارة الموارد البشرية"، فيما أوصت الجمعية بعدد من التدابير التي يمكن اتباعها لتأمين أماكن العمل، منها رصد الحالات التي تنطوي على مخاطر، وصولاً إلى توفير دعم نفسي للموظفين الذين يسرحون، فضلاً عن تدريب الموظفين على طريقة التصرف في حال وقوع هجوم مسلح مثل إصدار إنذار والهروب والاختباء وغيرها.
وقال خبير الجريمة جيمس آلان فوكس، "تعلمنا دروساً على مر الوقت"، لكنه أضاف "حتى لو بذلت الشركة أقصى ما بوسعها وعاملت موظفيها معاملة جيدة، سيكون هناك على الدوام خائبون. ومع كمية السلاح المنتشر في هذا البلد، سيلجأ البعض إلى استخدامه للتعبير عما لديهم من شكاوى".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة