مسخر خانة.. رسام طبيب وكاتب ثقيل.. فى فنون مواجهة المتنطعين

الجمعة، 07 مايو 2021 12:00 م
مسخر خانة.. رسام طبيب وكاتب ثقيل.. فى فنون مواجهة المتنطعين أكرم القصاص
أكرم القصاص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لكل فنان طريقته فى السخرية من المتنطعين والمتطفلين، ومن هؤلاء كان فى زمانه رسام امتهن الرسم والتصوير، وكانت رسوماته سيئة ولا علاقة لها بالفن، وفجأة ترك الرسم والتصوير وامتهن الطب، وبعد أن صار طبيبا، قال له الفنان: أحسنت أن تركت التصوير وامتهنت الطب، فالتصوير خطأه ظاهر للعيان، أما خطأ الطب فيواريه التراب.. ولا أحد يمكنه أن يرى عيبا أو خطأ فى ميت. 
 
وعلى ذكر المتنطعين كان الدكتور شاكر الخورى فى مجلس وأراد أحد الحضور أن يحرجه مع ضيف سبق له ووصفه بأنه من الحشرات فقال له : هل هجوت فلانا مرة ووضعته بين الحشرات؟ ونظر الخورى ووجد الشخص المقصود موجودا وهو ذو قامة ضخمة فقال : أنا ما زلت فى الحشرات حتى الآن ولم أصل بعد إلى ذوات الحافر.
 
وفى كتابه « ظرفاء لبنان» يروى انطوان القوال عن الشاعر المهجرى أسعد رستم «1878 - 1969»، أنه كان رئيسا لتحرير جريدة المهاجر، وعرض على الكتاب الأدباء مكافأة مالية عن كل مقال يكتبونه فى جريدته من المواضيع الأدبية، فأجاب طلبه كثيرون ومنهم كان كاتب ثقيل الظل كان يكتب مقالات تشبهه، ولا تلقى قبولا من القراء، وفرض الكاتب الثقيل نفسه ومقالاته على المجلة، وبعد فترة تعثرت المجلة وتمت تصفيتها، وبقيت للكاتب إياه مكافأة ثلاثة أعمدة بعد أن صفى رستم الجريدة وباعها وتركها، وظل الكاتب يلح على رستم مطالبا بثمن الأعمدة الثلاثة، وأزعج الكاتب برسائله اليومية التى يطالب فيها بدفع مقابل الأعمدة، وظل رستم لا يرد على الكاتب الثقيل الظل حتى يغيظه، حتى قرر مرة أن يرد عليه، فكتب له خطابا قال فيه: عزيزى فلان أما بعد فإن أفضل شيء أعزيك به عن خسارتك ثمن أعمدتك هو أن الملوك الرومانيين لهم فى هياكل القلعة فى بعلبك ستة أعمدة ضخمة شاهقة تركوها وفارقوا الدنيا غير آسفين عليها، فهل تحل أنت عنا وتترك الدنيا تاركا أمجادك وأعمدتك؟
 
ومن المتنطعين إلى المرتشين والفاسدين فقد كان واصا باشا متصرفا  ممن تولوا حكم لبنان وكان معروفا بالرشوة وحب المال فلما مات قال فيه أحد الشعراء:
قالوا: قضى واصا وواره الثرى
فأجبتهم وأنا العليم بذاته
رنوا الفلوس على بلاط ضريحه
وأنا الكفيل لكم برد حياته.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة