أصدرت محكمة شبرا الخيمة لشئون الأسرة أول للولاية على النفس، حكماَ قضائياَ يهم ألاف الأزواج المتضررين من وقائع الطلاق للضرر، برفض دعوى زوجة بالتطليق للضرر، حيث استندت المحكمة على عدة أسباب أبرزها العجز عن الاثبات، ورفض الدعوى لبراءة ذمة الزوج بتبديد المنقولات، وأن معيار الضرر الموجب للتطليق تقديري للمحكمة إذا قام الدليل عليه، وبذلك الحكم تكون المحكمة تصدت لألاعيب الزوجات اللاتي يحصلن على الطلاق بديلا عن الخلع الذي تتنازل فيه الزوجة عن جميع حقوقها.
صدر الحكم في الدعوى المقيدة برقم 3214 لسنة 2020 أسرة شبرا الخيمة أول، لصالح المحامى محمود البدوى، برئاسة المستشار مصطفى ريان، وعضوية المستشارين شريف رأفت، والتهامى وجدى، وبحضور وكيل النيابة جلال بهاء، وأمانة سر جوزيف عدلى.
محامى الزوج يثبت عجز الزوجة اثبات الضرر الذى وقع عليها
أوراق القضية ومستنداتها تتضمنت مذكرة معدة من المحامى محمود البدوى وكيلا عن الزوج - المدعى عليه - بدعوى طلب التطليق للضرر بالمادة السادسة من القانون رقم 25 لسنة 1929المعدل بالقانون رقم 100 لسنة 1985، بادعاء اعتداء الزوج على زوجته بالضرب، وتبديد منقولاتها الزوجية، وعدم الإنفاق عليها وعلى صغيرها منه.
والدعوى تم إحالتها للتحقيق، وسماع شهود عن المدعية والمدعي عليه، والمحكمة لم تطمئن لشهادة شاهدي المدعية لعدم مشاهدتهما لواقعة الضرب المزعومة بنفسهما، بل كانت شهادة بالتسامع وليس بالرؤية، هذا فضلاً عن ثبوت براءة الزوج من بلاغ الزوجة بادعاء تعديه عليها بالضرب هي ووالدتها بموجب حكم نهائي بات، وكذا براءة ذمة الزوج من ادعاء تبديد منقولات الزوجية المملوكة للزوجة المدعية بموجب حكم نهائي وبات، وكذا ثبوت التزام الزوج "المدعى عليه" بالإنفاق عليها وعلى صغيره منها بموجب ما تم تقديمه من مستندات تفيد ذلك، ومن ثم كان الحكم برفض الدعوى لعدم ثبوت او توافر ركن الضرر الموجب للتفريق والطلاق.
الوقائع.. الزوجة تقيم دعوى طلاق للضرر بديلا عن الخلع
تخلص وقائع الدعوى إلى أن المدعية عقدت خصومتها، وأعلنت قانوناَ للمدعى عليه وطلبت في ختامها الحكم بالتطليق طلقة بائنة للضرر، وذلك على سند من القول إن المدعية زوجة المدعى عليه بصحيح عقد شرعي ودخل عليها وعاشرها معاشرة الأزواج، ودبت الخلافات بينهما وأساء إليها وقام بالتعدي عليها بالسب والضرب على نحو لا تأمن معه نفسا ومالا، الأمر الذى حدا بها إلى إقامة دعواها الراهنة، وحيث لجأت المدعية إلى مكتب تسوية المنازعات لحل النزاع ودياَ فلم تفلح جهوده.
وتداولت الدعوى بالجلسات ومثلت فيها المدعية بوكيل عنها وقدم حافظة مستندات طويت على صورة ضوئية من حكم أسرة شبرا الخيمة نفقة زوجية للمدعية، وصورة ضوئية من حكم تبديد منقولات زوجية، وصورة ضوئية من حكم بالضرب والسب على المدعية ووالدتها، وقررت المحكمة الحكم بهيئة مغايرة بإحالة الدعوى للتحقيق اثباتاَ ونفياَ، وإذ باشرت المحكمة إجراءات التحقيق.
المحكمة ترفض الشهادة التسامعية
وبسؤال شاهدى المدعية، شهدا الأول أنه لم يشاهد واقعة الضرب على المدعية وإنما سمع بها من زوجته وابنته انهما شاهدا اثار الضرب على المدعية وأن لم يشاهد المدعى عليه يقوم بتبديد منقولات الزوجية للمدعية، فيما شهد الشاهد الثانى أنه أبصر المدعى عليه حال تعديه بالضرب على المدعية، وأنها تسلمت منقولاتها.
فيما مثل شاهدى المدعية عليه، وقررا أن المدعى عليه ينفق على المدعية وأن هي من تفعل المشاكل والخلافات الزوجية، وأنها تسلمت منقولاتها، وقررت المحكمة انهاء حكم التحقيق ومثل المدعية عليه بوكيل عنه محام وقدم مذكرة بدفاعه طلب فيها ختامها رفض الدعوى وقدم عدد 12 حافظة مستندات طالعتها المحكمة من بينها صورة ضوئية من حكم قضى فيها ببراءة المدعى عليه من تهمة التبديد للمنقولات الزوجية وصورة ضوئية من حكم براءة المتهم من اتهامه بضرب المدعية ووالدتها.
المحكمة في حيثيات الحكم قالت إنه لما كان ما تقدم وكانت المدعية قد اقامت دعواها بغية الحكم بتطليقها من المدعى عليه طلقة بائنة للضرر، وساقت إثباتاَ لدعواها بالشهود وشهدا بوجود خلافات بين طرفى التداعى وعدم مشاهدة الأول لواقعة تعدى المدعى عليه على المدعية بالضرب والسب، وإنما سمع من زوجته وابنته، وكانت المحكمة بما لها من سلطان في تقدير أدلة الدعوى لا تطمئن لتلك الشهادة التي اكتملت نصابها، واستوفت شرائطها، الأمر الذى تكون معه المدعية قد أخفقت في اثبات دعواها إذ أن الشهادة الواجب توافرها في دعاوى التطليق إنما هي شهادة برؤيا العين على مثل وقائع التعدى أو الإيذاء في دعاوى التطليق، سيما وأن المدعى عليه قد سلم المنقولات للمدعية طبقا لما جاء بالأوراق وما قدمه أيضاَ من برائته من تهمة التعدى بالضرب على المدعية، وارساله لنفقاتها بموجب إنذارات العرض المرفقة بالأوراق مما يثبت للمحكمة عدم توافر الضرر الذى استوهمته – الضرر المستوهم - المدعية بطلباتها، وأقامت لأجله دعواها مما تقضى معه المحكمة برفض الدعوى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة