حروب لا ناقة لنا فيها ولا جمل.. مصر تحارب على أكثر من جبهة بالحرب العالمية الأولى

الأحد، 16 مايو 2021 09:00 م
حروب لا ناقة لنا فيها ولا جمل.. مصر تحارب على أكثر من جبهة بالحرب العالمية الأولى الحرب العالمية الأولى
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
العديد من الحروب والأحداث الكبرى مرت على مصر ودفعت ثمنها دون أى ذنب، معارك وحروبا عالمية دخلنا فيها ونحن لا ناقة لنا ولا جمل، لكن فى عصور الاحتلال، ووضعنا تحت حكم العثمانيين، جعل البلاد تدخل العديد من الحروب دون أن نكون طرفا فيها، ومن بينها الحرب العالمية الأولى.
 
رغم الرغبة المباشرة للسلطات البريطانية في إقحام مصر بالحرب العالمية الأولى، فإن الخديوي عباس حلمي الثاني كان مترددًا في اتخاذ مثل هذا القرار الذي أصبح أمرًا حرجًا، في نوفمبر ١٩١٤ عندما أعلنت تركيا العثمانية تحالفًا مع ألمانيا، أصبحت أيام الخديوي عباس حلمي الثاني معدودة، لأنه كان يأمل بأن يحرر الألمان مصر من السيطرة البريطانية، حسب الرواية الألمانية.
 
حالة مصر المستترة كمحمية بريطانية في الظل أصبحت علنية في ديسمبر ١٩١٤، عندما أزيح الخديوي عباس حلمي ونصب بدلاً عنه عمه حسين كامل سلطانًا لمصر.
 
بدأ المسؤولون العسكريون البريطانيون بإعادة تشكيل الجيش المصري كقوة أمن داخلية لمصر والسودان، وكان هذا تعطيلاً للقوات المصرية أثناء الحرب العالمية الأولى/ ومن المنظور المصري هذا التركيب للقوات كان قد صممه البريطانيون عمدًا لإبقاء توازن القوة العسكرية المحلية، وأن لا تُهدد أبدًا القوات أو المصالح البريطانية في مصر.
 
ذكَرت دكتورة لطيفة محمد سالم في كتاب "مصر في الحرب العالمية الأولى"، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، كلية الآداب، مشاركة المصريين في الحرب العالمية الأولى، حيث قامت الحرب وكانت مصر تحت النفوذ الإنجليزي.
 
استغلت بريطانيا موقع مصر، وما لبث أن تعدت هذا الاستغلال بالسيطرة على المصريين أنفسهم لخدمتها وخدمة حلفائها. وقد أسهمت مصر بمجهود حربي وافر في هذه الحرب، لدرجة أن قوات إنجلترا أشادت بالمساعدة، واعترفوا بأنها هي التي رجحت كفة الإنجليز.
 
بحسب "التاريخ العسكري للجيش المصري من الحرب العالمية الأولى حتى نهاية الحرب العالمية الثانية"، للواء يسري عبدالعليم، والعقيد فطين أحمد فريد، اشتركت مصر في العديد من المعارك خلال الحرب العالمية الأولى، كان أبرزها صد الهجوم العثماني الأول على سيناء، في أواخر شهر يناير ١٩١٥.
 
لم تدافع الوحدات المصرية عن سيناء فقط، وإنما بقيت متمركزة وراء قناة السويس في وظائف الحراسة والإسناد، القوات المصرية والسودانية التي يبلغ عددها 22 ألف جندي، تم تخصيصهم لصد الهجوم العثماني نشرت لدعم القوات الإنجليزية - الأسترالية - النيوزيلندية والهندية المشتركة في مصر والتي بلغ مجموعها 70 ألف جندي.
 
تمكنت وحدة عثمانية في ٢ فبراير ١٩١٥، من وضع جسر خفيف عبر قناة السويس في محطة توسون قرب الإسماعيلية، وجوبهت بشدة من قبل الملازم الأول أحمد حلمي، الذي عرقل بصورة تامة الجهود العثمانية للعبور إلى مصر، وتوقف الهجوم العثماني الثاني الذي قام به 18 ألف جندي في الرمانة في أغسطس ١٩١٦ ضد القوات البريطانية في مصر.
 
وفى الجنوب قامت القوات التابعة لسلطان دارفور على بن دينار وبمساعدة قوات عثمانية وألمانية بهجوم مماثل فتصدت لها القوات المصرية ولاحقتها داخل السودان وألحقت بها الهزيمة فى برنجية وهي إحدى المناطق التابعة لمدينة الفاشر في مايو 1916.
 
وفي الغرب شنت القبائل السنوسية بقيادة ومشاركة عثمانية هجوما نجح فى احتلال مرسى مطروح وسيوة والداخلة والخارجة، بينما واجه الجيش المصرى هذا الهجوم وحسم الأمر فى معركة "عجاجيا" فى 1918، وفى الشمال فرض الأسطول العسكرى الألمانى حصارًا بحريًا لمنع وصول السفن البريطانية إلى الإسكندرية وبور سعيد.
 
أعدت صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية العالم الماضي، تقريرًا عن دور العرب والمسلمين في الحرب العالمية الأولى، تحت عنوان "الأبطال المنسيين"، قدَّرت مؤسسة "فيريي" عدد المسلمين الذين شاركوا في الحرب العالمية الأولى على نحو 2.5 مليون مسلم، أما مشاركة المصريين، فجاءت في الفئة الثانية، العمال الذين كانوا يصاحبون الجنود، وقدَّرت بـ 100 ألف عامل مصري، 35 ألف عامل صيني، 130 ألفًا من الصحراء الكبرى، 40 ألف هندي، أغلبهم من المسلمين الذين لم يتأخروا عن أداء صلاوتهم أو مناسكهم.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة