ألف سلامة.. سمير ودلال ضحكة مصر وعيلة كل المصريين.. ترى فى صورة وصوت نجم "المتزوجون" مخزون الضحك ورصيد الكوميديا لنصف قرن .. أما الأم فهى الدلال والموهبة الفنية المتفردة والصديقة الوفية وصمام أمان العائلة

الأربعاء، 12 مايو 2021 04:45 م
ألف سلامة.. سمير ودلال ضحكة مصر وعيلة كل المصريين.. ترى فى صورة وصوت نجم "المتزوجون" مخزون الضحك ورصيد الكوميديا لنصف قرن .. أما الأم فهى الدلال والموهبة الفنية المتفردة والصديقة الوفية وصمام أمان العائلة  سمير غانم ودلال عبد العزيز
زينب عبد اللاه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عائلة الثنائى شكلت وجدان الملايين وارتباط الجمهور بها يتجاوز حدود الفن إلى التعلق بأسرة عاش معها وفرح لنجاحها.. اجتمع فيها الإبداع والجدعنة والبهجة والصدق فقدمت نموذجا فريدا وأصبحت كيانا ورمزا يحبه الجميع

 
 
«مرض سمير غانم ودلال عبدالعزيز ونقلهما للمستشفى»، خبر صادم أزعج الجميع وهز قلوب الملايين فى مصر والعالم العربى، سمير ودلال، الثنائى الأقرب إلى القلوب، الضحكة الصافية الصادقة، والفن الذى يتجاوز حدود الارتباط بالفنان إلى اعتباره جزءا من وجدانك وتاريخك وعائلتك، الثنائى النموذج الذى ترى فيه الحب والفن والإبداع وخفة الظل والعشرة الطيبة والأسرة القريبة من القلوب.
 
لم يرتبط الجمهور بثنائى أو رباعى كما ارتبط بعائلة سمير غانم ودلال عبدالعزيز وابنتيهما دنيا وإيمى، وكأنها عائلته، يرى فيها كل مراحل حياة نجمه المفضل ويتابعها، ليس فقط على المستوى الفنى والإبداعى الذى تفوقت فيه هذه العائلة، ولكن على المستوى الاجتماعى والأسرى، وكأنها عائلته التى يعيش معها ويراها فى كل مراحلها وهى تتألق وتنمو وتنجب ويكبر أبناؤها ويتفوقون ويحققون نجاحات كبيرة، نفرح لفرحها وحين ينجح أبناؤها ونشاركهم فرحة الزواج والإنجاب، ونقلق حين نسمع أن أحدهم تعرض لوعكة صحية أو أصابه مرض أو سوء.
 
يكفى أن تسمع اسم الفنان الكبير سميرغانم وصوته أو ترى صورته لتستدعى مخزون الضحك ورصيد الكوميديا المستقر فى وجدان أجيال لأكثر من نصف قرن .
 
ويكفى أن ترى وجه دلال عبدالعزيز فتستدعى كل مرادفات الإبداع والجدعنة والإنسانية والصدق والأخلاق الراقية والصداقة الوفية، تلك المبدعة المحبوبة التى لا تتأخر عن أى واجب تجاه زملائها وعن مساعدة أى منهم، حتى فى أصعب الأوقات.
 
وتمتد المحبة والاحترام من سمير ودلال إلى ابنتيهما الموهوبتين دنيا وإيمى، وزوجيهما رامى رضوان وحسن الرداد، لتصبح عائلة سمير غانم، كيانا ورمزا لها، مكان ومكانة لم يحتلها غيرها فى قلوب الملايين، ويصبح خبر مرض سمير ودلال صدمة للملايين الذين يتضرعون بالدعاء لاثنين من أهم أفراد العائلة ولضحكة، مصر التى تملأ كل بيت.
 
سمير غانم الذى تفنن طوال أكثر من 60 عاما فى كيفية إسعاد الملايين وفى رسم البسمة على الوجوه، ببساطة وسلاسة دون فلسفة أو تعقيد، قدم كوميديا السهل الممتنع التى لا يستطيع غيره تقديمها، كان هدفه دائما وأبدا إسعاد الجمهور وإضحاكه، وعلى امتداد تاريخه الفنى الطويل كان الفنان الكبير سمير غانم مختلفا، وذكيا طوال الوقت، قدم فنا لا يشبه غيره، وتربع منذ بدايته على عرش الكوميديا منذ كون مع صديقيه الضيف أحمد وجورج سيدهم أشهر وأنجح فرقة كوميدية «ثلاثى أضواء المسرح» فى الستينيات، فكانت الورقة الرابحة فى كل الأعمال الفنية التى شاركت فيها، وقدمت أعمالا سينمائية ومسرحية واسكتشات كوميدية حققت نجاحا منقطع النظير، ومنها «اسكتش كوتوموتو، ولو كانوا سألونا»، وكانت أعمال الفرقة فقرة رئيسية فى كل الحفلات.
 
وبعد وفاة الضيف أحمد عام 1970 استمر التعاون بين جورج وسمير، وقدما معا عددا من أنجح وأشهر الأعمال الكوميدية سواء فى السينما أو المسرح منها «موسيقى فى الحى الشرقى»، و«المتزوجون»، و«أهلا يادكتوور»، ليس هذا فحسب، بل استطاع سمير غانم أن يجد له مكانا راسخا على عرش الكوميديا بعشرات الشخصيات التى قدمها، مثل: «فطوطة وميزو ومسعود والكابتن جودة وبهلول فى إسطنبول، وفارس وبنى خيبان، وجحا»، وغيرها، ونسج من هذه الشخصيات مدرسة كوميدية خاصة به وحده، استقر من خلالها فى وجدان الملايين الذين حفظوا إفيهاته، وعشقوا فنه وينتظرون دائما ما سيفاجئهم به لأنهم يوقنون دائما أنه يستطيع أن ينتزع الضحكات والبسمات بطريقته المتفردة وأسلوبه الخاص.
 
فسمير غانم لديه القدرة على أن يفاجئنا طوال الوقت، وأن يكون نهرا يفيض دائما بالضحك، وأن يسلك طريقا لم يسبقه إليه غيره، فوضع نفسه فى منطقة لا تقبل المقارنة أو التكرار، وفى كل مرحلة من مراحل مشواره الفنى كان ينتقل من نجاح لآخر بطريقة مختلفة لا يتوقعها الجمهور، شارك فى عشرات الأفلام السينمائية سواء فى بطولات جماعية أو بطولة مطلقة أو حتى فى أدوار ثانية، شارك خلالها كبار النجوم، فتميز فى كل منها وكان يضيف للعمل مذاقا خاصا فيبهر جمهوره، وفى عام 1977 حقق سمورة نجاحا مبهرا فى الدراما التليفزيونية حين قدم شخصية «ميزو» فى مسلسل حكايات ميزو الذى حقق نجاحا كبيرا وجماهيرية واسعة، وقدم بعده عددا من المسلسلات التى كان اسمه على أى منها يكتب لها النجاح، كما قدم عشرات الأعمال والمسلسلات الإذاعية.
 
وفى مرحلة جديدة من مراحل المفاجأة والنجاح أبهر سمورة جمهوره حين قدم «فوازير فطوطة» بداية من عام 1982، ولمدة 3 سنوات فكانت الفوازير تحديا جديدا اجتازه بنجاح مبهر، رغم أنها لم تكن المرة الأولى التى يقدم فيها الفوازير، حيث قدم مع فرقة ثلاثى أضواء المسرح عام 1967 أول فوازير عربية وكانت خليطا بين الدراما والاستعراض 1967.
 
 كان التحدى فى الثمانينيات أن فوازير فطوطة التى قدمها سميرغانم جاءت بعد نجاح استمر لسنوات قدمت خلالها الفنانة نيللى الفوازير، ولكن استطاع سمير غانم أن يقدم الفوازير بشكل مختلف وبأسلوبه الساحر، وأن يخلق من شخصية فطوطة حالة نجاح جديدة ومستمرة ومختلفة ومبهرة، لتصبح هذه الشخصية إحدى أيقونات شهر رمضان، فصنعت العرائس والزينات التى تحمل صورة فطوطة الذى عشقه الكبار والصغار، واستغل المنتجون نجاح الشخصية لتقديم أعمال فنية جديدة تحمل اسم فطوطة، ومنها مسلسل الكرتون «فطوطة وتيتا مظبوطة»، كما قدم سمورة فى التسعينيات، وعلى مدى ثلاث سنوات متتالية من عام 1992 وحتى 1994، فوازير المتزوجون فى التاريخ، والمضحكون، وأهل المغنى.
 
أما المسرح فهو بيته الأول وعشقه الأكبر، واستطاع سمورة أن يصنع فيه حالة خاصة من النجاح والإبهار، وأن يكون علامة من علاماته التاريخية، وملكا للارتجال والإفيهات، فحققت مسرحياته نجاحا منقطع النظير، واستمر عرض الكثير منها لسنوات عديدة ومنها «أخويا هايص وأنا لايص، جحا يحكم المدينة، فارس وبنى خيبان، أنا والنظام وهواك، بهلول فى إسطنبول، أنا ومراتى ومونيكا، دو رى مى فاصوليا، وغيرها».
 
وخلال السنوات الأخيرة، شارك صاروخ الكوميديا سمير غانم فى عدد من المسلسلات التليفزيونية، أهمها ما شارك فيه ابنتيه الموهوبتين دنيا وإيمى، ومنها مسلسل لهفة، والكبير أوى، ونيللى وشريهان، وحققت عائلة الفنان الكوميدى معا نجاحا جديدا وحالة مختلفة.
يستطيع سمير غانم أن يخلق حالة كبيرة من البهجة والسعادة مع كل ظهور له، حيث يعشق الجمهور طلته وينتظر بهجته حتى ولو ظهر فى إعلان لا تتجاوز مدة عرضه دقيقة على الشاشة.
 
أما الفنانة الكبيرة دلال عبدالعزيز، ففضلا عن موهبتها الفنية الجبارة والمتفردة، فحين ينظر إليها كل منا يرى فيها خفة ظل وصدق وحنان ووفاء وجدعنة كل الأمهات المصريات، حين أراها أتذكر أمى وأراها تشبهها فى كثير من الصفات، وحين ينظر إليها أبنائى يرونها تشبهنى فى بعض الصفات.
 
فدلال عبدالعزيز من الأشخاص الذين يمثلون صمام الأمان لكل من يعرفهم، تراهم إلى جوارك فى أوقات الشدة مهما كانت الظروف، لا يبحثون كغيرهم عن ذرائع وأعذار للغياب، يتذكرونك إذا نسيك الجميع، يحفظون الود مهما تغيرت أحوالك وأصابتك تقلبات الزمن والحياة، وجوههم الطيبة وحضورهم الصادق المحب بلا نفاق أو رياء هو آخر ما تبقى من خير الدنيا وأمانها، وهكذا هو وجهها المحب الصادق الذى لا يغيب عن أصدقائه ولا يتحجج بأعذار مهما كانت الظروف.
 
لا تغيب دلال عبدالعزيز عن أى عزاء حتى فى أشد أوقات الذعر والخوف بعد انتشار فيررس كورونا، لا تتأخر عن متابعة زميل أو صديق يمر بأزمة حتى وإن غاب لسنوات وهكذا فعلت مع الفنان الكبير جورج سيدهم، الذى ظلت تزوره وتسأل عنه وتحتفل بعيد ميلاده حتى رحل عن عالمنا بعد رحلة مرض طويلة.
 
دلال عبدالعزيز نموذج للوفاء والحب الصادق، يتمنى كل منا أن يكون له صديق أو صديقة فى مثل وفائها وحبها لأصدقائها، يكفى أن ترى قلقها ولهفتها على صديقتها رجاء الجداوى حين مرضت وأصابها فيروس كورونا وتم احتجازها بالرعاية المركزة، وكيف كانت تتوسل إلى الله وتدعو لها بصدق وحب ودأب، كيف كانت تدعو كل أصدقائها بكل جروبات التواصل الاجتماعى أن يصلوا صلاة توسل ويقرأوا سورة يس فى وقت واحد بنية شفاء صديقتها المريضة، وكيف رافقتها حتى أوصلتها إلى دار البقاء وحافظت على برها بعد وفاتها بختم القرآن أكثر من ثلاثين مرة ودعوة كل أصدقائهما لذلك.
 
دلال عبدالعزيز الحافظة للود والعهد والصداقة والتى ظلت تحفظ جميل جورج سيدهم حتى وفاته، و تعلن دائما أنه صاحب فضل عليها وأنه هو الذى قدمها على المسرح، وكان سببا فى تعرفها على زوجها الفنان الكبير سمير غانم، وقليل من أهل الفن ما يشكرون ويذكرون من وقفوا إلى جوارهم فى بداياتهم.
 
دلال عبدالعزيز نموذج الزوجة الوفية والأم التى استطاعت بحكمة أن تعبر بأسرتها الفنية إلى بر الأمان وأن تربأ بها عما يجتاح الزيجات الفنية من تقلبات وأزمات، وأن تحافظ على حب عمرها الفنان الكبير سمير غانم ، أحبته فى صباها بعدما جمعتهما مسرحية أهلا يا دكتور، رغم تحذير عدد من زملائها، كما صرحت فى أكثر من لقاء، مؤكدة أن عددا من كبار الممثلين أكدوا لها أنه لا يفكر فى الزواج، ومنهم محمود مرسى، ومحمودالمليجى، وجورج سيدهم، وعبدالمنعم مدبولى، لكنها لم تكذب قلبها الصادق، حتى تزوجا وأنجبا ابنتيهما دنيا وإيمى.
دلال عبدالعزيز التى استطاعت أن تبنى أسرة طيبة ناجحة مستقرة تلقائية وطبيعية وهو ما يظهر فى كل اللقاءات التى تجمعهم على الشاشة، فأحب الجمهور كل أفرادها واحترمهم وشعر أنهم منه، ولم ير من أى منهم ما قد يقلل من نظرة الجمهور للفنان.
 
وفضلا عن كل هذه الصفات الإنسانية الجميلة تمتلك دلال عبدالعزيز موهبة فنية جبارة تؤهلها لأداء كل الأدوار باحترافية شديدة، علها تستطيع تطويع هذه الموهبة مع كل مرحلة عمرية.
 
برعت دلال عبدالعزيز فى تجسيد أدوار الشر بنفس براعتها فى تقديم أدوار الخير، وفى الكوميديا بنفس القدرة على تجسيد التراجيديا، فمن يرى كمية الشر الذى تحمله فطوم فى مسلسل «الناس فى كفر عسكر»، لا يصدق أنها «نعمة» التى تحمل كل معانى الخير والصداقة والإنسانية فى «حديث الصباح والمساء»، وهى ذاتها الأم لمياء التى تحمل كل صدق وتلقائية وخفة ظل أمهات مصر فى «سابع جار»
تحمل دلال عبدالعزيز من خفة الظل والإمكانيات الفنية ما يجعلها من أحب النجوم الذين يقدمون أعمالا كوميدية بما يؤهلها إلى مبارزة أكبر نجوم الكوميديا، ومنهم الزعيم عادل إمام الذى شاركته عددا من الأعمال، آخرها مسلسل فلانتينو، كما شاركت عددا من النجوم الشباب العديد من الأعمال ومنهم أحمد حلمى ومحمد هنيدى.
 
دلال عبدالعزيز التى تألقت على المسرح تمثيلا واستعراضا فى العديد من المسرحيات ومنها: «أهلا يا دكتور، أخويا هايص وأنا لايص، هالة حبيبتى، حب فى التخشيبة، جوازة طليانى .. وغيرها»، وأبدعت فى السينما ووقفت أمام العمالقة ومنهم فريد شوقى وكريمة مختار وفؤاد المهندس، وقدمت عددا من الروائع ومنها «يارب ولد، مبروك وبلبل، إنقاذ ما يمكن إنقاذه، بئر الخيانة، عشماوى، وغيرها»، وهى واحدة من كبار نجوم الدراما التليفزيونية الذين ساهموا فى صناعة أهم المسلسلات والأعمال التليفزيونية، وتنوعت أدوارها فيها بشكل كبير، ما يؤكد على عبقرية موهبتها التى استطاعت تطويعها تدرجا من أدوار الفتاة الصغيرة وحتى أدوار الأم ولا تملك إلا أن تحبها وتصدقها فى كل مرحلة وكل دور.
 
هكذا يمثل سمير غانم تاريخا طويلا من البهجة والسعادة والفن والإبداع، وتقدم دلال عبدالعزيز نموذجا إنسانيا وفنيا متفردا يندر وجوده، وهكذا تمثل هذه العائلة التى نعشقها ونحب أفرادها، نموذجا طيبا جميلا مبدعا ارتبطنا به وعشقنا أفراده وتعلقنا بهم كأهل وعائلة وأقارب لكل عشاقهم فى مصر والعالم العربى، وهكذا نرفع أيادينا بالدعاء تضرعا لشفاء سمير ودلال ضحكة مصر وعيلة كل المصريين.
سمير ودلال ضحكة مصر وعيلة كل المصريين









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة