محطة كهرباء البرلس.. حكاية أرض تحولت لمركز إنتاج ضعف كهرباء السد العالى

تعددت المشروعات القومية فى محافظة كفر الشيخ، وأعظمها محطة كهرباء البرلس العملاقة الواقعة على الطريق الدولى الساحلى بكفر الشيخ، لتضخ 4800 ميجاوات على الشبكة الرئيسية لكهرباء مصر، تنتج ضعف إنتاج السد العالى، بخبرة ألمانية مصرية تحولت أرض وعرة مجاورة للبحر المتوسط لا تتناسب لإقامة محطة كهرباء عملاقة، لموقع متميز للمحطة بعد علاج للتربة، لتكون شاهدا على تحدى كبير لرجال مصر من مهندسين وفنيين وعمال، والمشروع العملاق من بين المشروعات التى أنجزت فى وقت قياسى فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى المحطة من أكبر سلسلة توليد فى تاريخ محطات الكهرباء العمالية.

فتم وضع حجر الأساس لتنفيذ محطة كهرباء البرلس، يوم 30 سبتمبر 2015، وافتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي، والمستشار الألمانية أنجيلا ميركل، المرحلة الأولى منها محطة كهرباء البرلس عبر الفيديو كونفرانس فى 2 مارس 2017م بطاقة إنتاجية 1600 ميجاوات، وتم تركيب 12 مدلولاً على عدة مراحل، وافتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي، المحطة بكامل طاقتها الثلاثاء 24 يوليو 2018م.

وبدأت المحطة بقوة 1600 ميجاوات، وتضاعفت قوة المحطة إلى 3200 ميجاوات، لتصل طاقة المحطة النهائية 4800 ميجاوات فى 2018، وتتضمن تشغيل 5 مولدات بالغاز الطبيعي، وتم تجهيز المحطة بأحدث نظم التشغيل العالمية: فالمرحلة الأولى- الغازية بنظام الدورة البسيطة ، والمرحلة الثانية-البخارية بنظام الدورة المركبة ، بالإضافة إلى مبنى التحكم بالمفاتيح، ومبنى التحكم الرئيسى بالمحطة، ومبنى الطلمبات و خطوط السحب وطرد المياه ، وفاقد للتبريد من البحر، ومبنى إنتاج وتخزين الهيدروجين، وآخر لإنتاج الكلور، كما تم تزويد المحطة بنظام متكامل للإنذار ومقاومة الحرائق، يعمل أوتوماتيكيًا.

والمحطة تعتبر أكبر محطات إنتاج الطاقة الكهربائية فى الشرق الأوسط، وتقع على بُعد 16 كيلومتر من ميناء البرلس، ومحطة البرلس على مساحة 250 فدانا، وتنتج 480 ألف ميجاوات كهرباء، بتكلفة إجمالية تقدر بنحو 2 مليار يورر، وتم تنفيذها خلال 33 شهرًا فقط بدلاً من 7 سنوات، والمحطة ضمن 3 محطات تعاقدت عليها وزارة الكهرباء مع شركة سيمنز، ووزن التوربين الواحد حوالى 500 طن.

وتم تجهيز المشروع بأحدث نظم التشغيل العالمية، وحصل المشروع على العديد من الجوائز، منها شهادة إنجاز 47 مليون ساعة عمل دون حوادث، وحصل على جائزة أحسن مشروع بنية تحتية Construction Innovation Awards Middle East 2017 بدبى، كما حصل على المركز الثانى الصاعد لجائزة مؤتمر Power Gen International لسنة 2017م بالولايات المتحدة الأمريكية، وتم التنفيذ بتقنية التغطيس المستخدَمة لأول مرة فى مصر والمشروع خلال إنشائه وفر 9000 فرصة عمل ، لعمال ومهندسين وفنيين سابقوا الزمن للانتهاء منه فى 33 شهرا فقط، وعدد ساعات العمل 47 مليون ساعة عمل دون إصابات.

وأصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي، قراراً حمل رقم 234 لسنة 2018، بتخصيص مساحة 21 فدان تعادل "88337 م مربع" من الأراضى المملوكة للدولة ملكية خاصة لإقامة سور حول المحطة، والكوادر المصرية تلقت تدريبات لتشغيل المحطة بنسبة 100%.

وعلى غرار المشروع العملاق، تم تطوير ميناء البرلس بتكلفة 35 مليون جنيه، ومد الرصيف الغربى الى 124 مترا بعمق 6 أمتار يستقبل السفن التجارية بالإضافة إلى عمله كميناء، لاستقبال السفينة الإنجليزية والهولندية التجارية العملاقة " Rochefort "، قادمة من ميناء الإسكندرية، فتم إضافة مساحة تخزينية لاستقبال السفن الناقلة، وتعميق الغاطس الخاص بالميناء، وتأهيل الأرصفة لاستقبال التوربينات الخاصة، ليستوعب حمولات سفن تصل إلى 2000 طن، لاستخدامه فى أعمال نقل المعدات الثقيلة ذات الأوزان العالية اللازمة لإنشاء محطة كهرباء البرلس، وزيادة عمق الميناء والمجرى الملاحى ورفع كفاءة الرصيف الشمالى لاستيعاب الطرود ذات الحمولات الثقيلة.

وتم إنشاء رصيف جديد، وتعميق المجرى الملاحى، وإطالة حاجز الأمواج الغربى، وطرق ومساحة للتخزين، خلال 4 أشهر، وتم استقبال 41 سفينة تجارية، أولها تحمل أول توربين لشركة كهرباء غرب البرلس فى الخامس من شهر ديسمبر عام 2016م، وآخر البوارج العملاقة التى استقبلها ميناء البرلس السفينة "ميتل بليت"تحمل آخر محول كهربى لمحطة كهرباء البرلس بحمولة تزن 185طناً، وتراوحت الأحمال لهذه السفن ما بين 185 طنا لـ 1543 طناً، ودخول وخروج مثل هذه العائمات لم يؤثر على حركة مراكب الصيد الآلية، والمجرى الملاحى للميناء سمح بدخول أى عائمات الغاطس حتى 5 أمتار.