"11 يوم عايشين فى قلق وعذاب بندور على ابننا وفى الآخر عثروا عليه جثة مشوهة فى المصرف".. هذا هو حال أسرة الشاب محمد خلف الله حامد سيد، الذى لقى مصرعه على يد أحد العاطلين طمعا فى أمواله، بعد أن أوهمه بمساعدته فى شراء توك توك يساعد به والده، واستدرجه لمنطقة نائية وقتله خنقا ثم ألقى بجثته فى مصرف.
الأب المكلوم والأم
قال والد محمد لـ"اليوم السابع": ابنى كان مشغولاً بمساعدتى باعتباره الابن الأكبر، وسافر إلى القاهرة ومحافظات الوجه البحرى، ولكن استقر به تفكيره على شراء توك توك والعمل عليه بالقرب من أسرته، بعد أن تعلم قيادته من أحد جيراننا.
سرير المجنى عليه
وعن يوم الحادث، قال الوالد، إن ابنه أخذ المبلغ وقبل أن يذهب نصحه بأن يستعين بذوى الثقة والخبرة فى هذا المجال، نظراً لانشغال الأب بعمله فى المدرسة وعدم إلمامه بهذا المجال، وخوفاً من الأب على ابنه من السرقة أو التعرض لأذى فى حالة تأخره عن العودة للمنزل، ولكنه فوجئ باختفاء ابنه فى نفس اليوم دون معرفه أي معلومات عنه، معلقاً: "انتظرناه ولم يعود فى ذلك اليوم، وكان هاتف مغلق وزاد قلقنا عليه خاصة مع حلول الليل، وعدم معرفة أصدقائه شيئاً عنه".
صحفى اليوم السابع مع والدة المجنى عليه
وأشار والد المجنى عليه، إلى أنه تقدم ببلاغ إلى مركز شرطة دراو فى اليوم التالى من اختفاءه، وبعد مرور 11 يوماً عثروا على "محمد" جثة متغيرة الملامح ملقاة فى ترعه بمنطقة الغابة على أطراف مدينة دراو، وعلق الأب المكلوم قائلاً: "عندما استدعونى للتعرف على الجثة عرفت ابنى من حذائه قبل الكشف عن وجهه، والحمد لله على قضاء الله وقدره"، مطالباً بالقصاص من قاتل ابنه الذي تم الوصول إليه بعد ذلك والقبض عليه، واعترف للنيابة بارتكابه الواقعة بغرض السرقة، معلقاً: "هذه الجرائم غريبه على مجتمعاتنا البسيطة".

صورة المجنى عليه محمد خلف الله
وتحدثت الأم لـ"اليوم السابع" عن ابنها، قائلةً: "كنت فرحانة بابنى الكبير أما بشوفه بيكبر قدام عينى يوم بعد يوم لحد ما كبر وبقى راجل وكنت منتظراه يبقى عريس، لكن قتلوا فرحتى فجأة وغدروا به"، مضيفةً أنها كانت تحب ابنها كثيراً وكانت تشعر أنه أغلى من أخواته ووصفته قائلةً: "لو ضحك الدنيا تضحك لى، ولو تعبانه بخف".
وأوضحت، بأنها طيلة الـ11 يوماً التى كان ابنها مختفياً فيها لا يعلمون عنه شيئاً، لا تتذوق طعم النوم والراحة لأنها كانت مشغولة البال على ابنها المفقود، وظلت تتلو القران فى هذه الأيام حتى بدأت ترى ابنها فى المنام موضوع فى حفره لا يستطيع الخروج منها، وفى نهاية اليوم الـ11 أبلغوها بأنهم عثروا على ابنها جثة ملقاة فى مصرف، فأغشى عليها من الصدمة.
مديرية أمن أسوان
سيد محمد، من جيران المجنى عليه، أضاف أن محمد كان بمثابة ابنه، وكان على خلق واحترام وكان يؤذن للصلاة فى مسجد القرية، ومشهور بطيبة أخلاقه ولم يسمع جيرانه عنه أية مشاكل أو تشاجر أو خلاف مع أحد، فالكل كان يحبه.
والدة المجنى عليه ممسكة بصورة ابنها
وبعد تأكد المتهم بأن المجنى عليه جلب معه المبلغ المالى المتفق عليه بينهما "35 ألف جنيه"، حاول تخدير المجني عليه واقتياده إلى منطقه نائية باستخدام توك توك، ثم قام بخنقه وهو تحت تأثير ماده مخدرة، ثم ألقى بجثته في المصرف، وخلع إحدى حذائه ورماها على شريط السكة الحديد القريب من المصرف، لإيهام الناس أن المجنى عليه تعرض لحادث اصطدام بقطار، وبالعرض على النيابة أمرت بحبسه 15 يوماً على ذمة التحقيقات.

والد ووالدة محمد أمام منزلهما