فن صناعة الفخار من الطين إلى الإبداع.. قرية فى البحيرة تقاوم اندثار أقدم حرفة يدوية فى التاريخ.. مراحل صناعة "القلة" وطواجن الطعام فى 10 فواخير بقرية قراقص.. والعمال: الفخار يعبر عن حضارة أجدادنا.. صور

الثلاثاء، 06 أبريل 2021 01:30 م

البحيرة - ناصر جودة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تعتبر قرية قراقص التابعة لمركز دمنهور من أشهر مناطق صناعة الفخار بمحافظة البحيرة، فعندما تمر على طريق دمنهور - دسوق لابد أن يلفت انتباهك معارض الفخار اليدوية التى تزين الطريق بالمنتجات الفخارية الملونة.

إنتاج هذه المنتجات اليدوية لم يكن بالسهولة المتصوره بل ورائها قصص كفاح لعمال "الفواخير" الذين يحولون الطين إلى إبداعات فنية عالمية تقاوم الاندثار.

ويروى حسن محروس أشهر صانعى الفخار بالبحيرة قصة حرفته اليدوية ويقول :"صناعة الفخار من أقدم الصناعات اليدوية على وجه الأرض ويعود تاريخها إلى العصر الفرعونى، وتعتمد فى الأساس على الإبداع والحساسية الفنية للصانع الذى يمكث ساعات متواصلة لانتاج أشكال فنية مختلفه.

وشدد حسن محروس على أهمية تطوير صناعة الفخار وذلك للحفاظ على التراث المصرى الأصيل ومقاومة الإندثار"الفخار مش أكل عيش وبس ..ده بيعبر عن حضارة أجدادنا التى تقاوم الزمن".

ويضيف شوقى سراج، الذى يعمل فى صناعة الفخار أن منطقة قراقص بها أكثر من 10 فواخير يعمل بها العديد من الشباب الذين يبهرون الدنيا بهذا الفن الأصيل الذى يعبر عن التراث المصرى، مضيفا أن أغلب العمال فى صناعة الفخار يعشقون المهنة بشده رغم قسوتها وشقائها لأنها تخرج الطاقة الفنية الكامنة داخلهم والتعبير عن إبداعهم الحقيقى.

واوضح شوقى سراج أن إنتاج الصناعات الفخارية له أنواع مختلفه مثل الأوانى المنزلية والقلل والطبل، وكذلك أعمال الديكور، كما له مواسم متنوعه "كل شهر له إنتاج مختلف فمثلا يتوقف إنتاج القلل فى الشتاء ويزيد فى الصيف، وهناك مواسم لإنتاج أوانى الحمام وموسم لإنتاج أطباق وطواجن الفرن".

وقال سعد محروس، إن مراحل صناعة الفخار تبدأ من "غربلة" الطمى من أى شوائب ثم وضعه فى أحواض مخصصه حتى يجف بدرجة معينة ، وبعد ذلك يتم تشكيله على الدولاب المكون من اسطوانه يتم تدويرها بالقدم حسب طلبات الإنتاج ليدخل الأفران ليكون متماسكا،وفى النهاية تتم مرحلة التشطيب والتزيين المختلفة، مضيفا أن طينة أو طمى الفخار له أنواع ودرجات مختلفة وأشهرها طينة الأصولى ويتم استخدامها بحسب اختلاف الإنتاج وطلبات السوق.

وعن اختلاف منتجات الفخار المصرية عن المنتجات المستوردة، أكد سعد محروس أن المنتجات المصرية من الفخار لها طابع خاص لأنها تعتمد على التشكيل اليدوى "هاند ميد" بعكس المنتجات الآلية المستوردة خاصة من الصين التى تعتمد على الشكل فقط دون المضمون.

وأكد على عبده، أحد عمال الفخار بمنطقة قراقص أنه يتم تصدير منتجات الفخار المصرية إلى العديد من دول العالم وذلك نظرا لجودتها الفائقة، مطالبا بدعم هذه المهنة التراثية وتحفيز القائمين عليها وذلك للحفاظ عليها لأنها تعبر عن الهوية المصرية الأصيلة.