قرأت لك.. "البؤساء فى عصور الإسلام" سيرة تعساء الأدب والفن

الجمعة، 30 أبريل 2021 07:00 ص
قرأت لك.. "البؤساء فى عصور الإسلام" سيرة تعساء الأدب والفن غلاف الكتاب
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
واحد من الكتب التى اهتمت بتاريخ وسيرة أهل الأدب فى عصور الإسلام الأولى كان كتاب "البوساء فى عصور الإسلام" لمؤلفه محمد كامل فريد، ويقول: اتحدث عن فطاحل العلم والأدب البؤساء، وكأنى بهم، وقد شتتهم الدهر ومزقهم كل ممزق فأصبحوا لصروفه هدفا، وباتوا لا يعرفون للحياة طعمًا ولا للوجود قيمة.
 
ويبرز لنا دائمًا الوجه المشرق من قصص العظماء وأصحاب الشهرة، ويتداول الناس طرائفهم وحكاياتهم اقتداء بهم، أو طمعا فى الوصول إلى مكانتهم، غير أن هذه الحكايات لها وجه آخر، ورواية أخرى لم ترو إلا على عجل أو استحياء، حكايات البؤس تميز كل عصر، وخلال التاريخ وردت إلينا قصص عن بعض الذين لازمهم البؤس حتى الممات.
 
البؤساء في عصور الإسلام
 
وفى هذا الكتاب يستعرض المؤلف باختصار بعضا منها، والعجيب أن بعض هؤلاء البؤساء كان نابغة زمانه فى فن من الفنون أو علم من العلوم، فبعضهم كان فقيها متبحرا ﮐ"ابن حزم الأندلسى"، أو أديبا فذا ﮐ"ابن المقفع" فكانت ملكاتهم مصدر حسد الآخرين، فوشى بهم لدى الأمراء، أو اضطهدهم أصحاب السلطان.
 
ومن الشخصيات التى تحدث عنها الكتاب كان الفارابى، حيث قال عنه أنه فى آخر أيامه رتب له الأمير سيف الدولة أربعة دراهم يصرفها فى الضرورى من حاجاته، وترك من المآثر ما خلد اسمه على ممر الأيام، وهو أحد فلاسفة الإسلام الأعلام.
 
أما الترمذى، فوصفه بأنه كان صبورا على الشدائد والعيش الخشن، حتى إنه ليصح عنه أن يلقب ﺑ"أمير البؤساء" قيل إنه من شدة فاقته مكث سبعة عشر يومًا لا يقتات إلا لفتًا، كل يوم وليلة يأكل واحدة. وتوفى إلى رحمة الله فقيرا معدما، وعلى منتهى البؤس والفاقة، لا يجد قوت ليلة، وكانت وفاته سنة 295 هجرية.
 
كذلك تحدث عن النضر بن شميل، فأكد أنه ضاقت به الحال بالبصرة فخرج يريد خراسان عساها أن تكون سببًا فى اتصال عيشه واتساع رزقه، فشيَّعه من أهل البصرة نحو ثلاثة آلاف رجل ما فيهم إلا محدث أو لغوى أو عروضى أو إخبارى، فقال لهم: يا أهل البصرة، يعز على فراقكم، ولو وجدت ما يسد رمقى بين ظهرانيكم ما فارقتكم.
 
أما الطيب الطبرى، نوابغ العلماء، بل هو أول من أفتى الفتاوى الشافعية، وصادقه عليها أشهر علماء ذلك العصر، وكثيرًا ما قضى بالحق فكان على الخصوم الإذعان، وعلى بؤسه وسوء حاله كان مغتبطًا بروحانيته، يسبح فى بحار العلوم لاستخراج الدرر الوهاجة ليبهر بها الناس، وكان لا يسأل الناس فضل نوالهم، ويتباعد عن قصور الأمراء ومحامل الأغنياء؛ لا تكرما منه، بل حرصًا على سمعته. وبالجملة فقد كان يمثِّل فى تقشفه وورعه زهد الخلفاء الراشدين، والأولياء والصالحين، كثير العبادة، حسن الاعتقاد، وديع النفس، لا تأخذه فى الحق لومة لائم.
 
كذلك عانى ابن حزم الأندلسى، فرغم أنه كان من النوابغ الأعلام، وفحل من فحول الكلام، المشهود لهم بلا جدال. ولشدة نبوغه وذكاء عقله، وتفوقه على من عداه بالعلم والأدب، كان كثير الوقوع فى العلماء؛ فاتفق عدد عظيم من معاصريه على بغضه وتضليله، وشنعوا عليه، وخطلوا فى ذمه حتى نفروا قلوب الناس منه، وقاطعوه ومانعوه، وما اكتفوا بذلك حتى وشوا به إلى الخليفة؛ فأقصاه من البلاد، وأصدر أمره إلى الولاة بطرده من إمارتهم، وأن يحذِّروا العامة عن الدنو منه؛ فخرج رحمه الله من دياره شريدًا طريدًا، ولما انتهى إلى بادية فلاة تُوفى بها سنة 456 هجرية.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة